مواقف صريحة وسياسات بعيدة النظر دوما

استمرارا لاحتفالات السلطنة بالذكرى الرابعة والأربعين للعيد الوطني المجيد، والفرحة بالإطلالة السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – والتي تشاركنا فرحتها العديد من الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، على امتداد المنطقة والعالم من حولنا، وهو ما يعبر عن نفسه عبر تناول وتعليقات وتغطيات العديد من وسائل الاعلام الخليجية والعربية والاقليمية والدولية، خلال هذه الأيام، فانه من المؤكد أن هذه المشاركة الواسعة والملموسة، والتي نشكر الأشقاء والأصدقاء عليها، وعلى مشاعرهم الصادقة، أنما تعود، في جانب كبير منها، إلى ما استطاع جلالة السلطان إرساءه خلال الأعوام الأربعة والأربعين الماضية من أسس ومبادئ ارتكزت، وترتكز عليها العلاقات العمانية، وتنطلق منها أيضا سياسات ومواقف السلطنة، حيال الأشقاء والأصدقاء، ونحو مختلف القضايا والمشكلات الإقليمية والدولية، دوماً وتحت كل الظروف.

وفي هذا الإطار فانه من المعروف، والملموس أيضا، ان السلطنة في سعيها من اجل العمل على إرساء وترسيخ أفضل مناخ ممكن للسلام والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، وفي عملها من اجل بناء افضل العلاقات الممكنة مع الأشقاء والأصدقاء، تحقيقاً للمصالح المشتركة والمتبادلة، وتيسيراً لكل طرف لحشد جهوده لبناء تنميته وازدهاره، على النحو الذي يريد، فانها أعلنت بوضوح، بل ومارست بشكل عملي ما تعتقده، وتتبناه دوما، والذي يرتفع بالعلاقات مع الأشقاء والأصدقاء عن حيز المقاطعة والقطيعة، ايماناً بأن الخلافات، حتى لو حدثت في وقت او ظروف، او لسبب ما، فإنها الى زوال بالتأكيد، وانه من الافضل والاصلح، العمل الجاد والمخلص من اجل الحفاظ على علاقات الاشقاء والاصدقاء، بعيدة عن اية احتقانات او ندوب. وعبر المواقف الواضحة والصريحة، نجحت الدبلوماسية العمانية في بناء رصيد كبير من الثقة المتبادلة مع كل الاشقاء والاصدقاء، واكتسبت المصداقية لدى كل الاشقاء والاصدقاء، دوما وفي كل المواقف، خاصة وان الاحداث والتطورات، كانت تثبت دوما بعد نظر السياسات والمواقف العمانية، حتى ولو بعد حين.

يضاف الى ذلك ان السلطنة، وبتوجيهات من جلالة السلطان المعظم، لم تدخر وسعا في القيام بما تراه مناسبا ومفيدا، أو بما تدعوها إليه الاطراف المعنية، شقيقة وصديقة، للعمل على تقريب مواقف، أو استعادة ثقة، او تجاوز خلافات، أو تهيئة المناخ للالتقاء والعمل على الاتفاق بشأن قضية او اخرى فيما بينها. ولأن السلطنة لم تقم بذلك لمصلحة ذاتية، او لأجندة خاصة، او لحساب طرف ضد آخر، في أي وقت ولا تحت أي ظرف، ولكنها تقوم بما تقوم به بتجرد تام، فإنها لم تنتظر يوما شكرا أو امتنانا أو مصلحة، بل انها لم تعلن ابدا ما تقوم به، وترحب دوما بكل خطوة طيبة يتم التوصل اليها، بين الاشقاء وبين الاصدقاء، لانها تؤمن بأن التقارب يعود بالخير دوما على كل دول وشعوب المنطقة والعالم من حولها. والامثلة في هذا المجال أكثر من ان تحصى، خليجيا وعربيا واقليميا ودوليا، سواء اليوم أو أمس أو منذ سنوات طويلة.