150 ألف ريال مجموع جوائزها.. وتقارب المستويات صعب «التحكيم» –
الفائزون: البعد المعنوي للجائزة أكبر من المادي ونتشرف بأنها تحمل اسم صاحب الجلالة –
متابعة ــ عاصم الشيدي
حصل الباحث الدكتور سعيد بن سليمان الظفري على جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب «في مجال الثقافة» في النسخة الثالثة من الجائزة، فيما حصل المصور الضوئي أحمد بن عبدالله الشكيلي على الجائزة «في مجال الفنون» عن مجموعته المقدمة للمسابقة والموسومة «واشتعل الرأس شيبا»، فيما حصل على الجائزة «في مجال الآداب» الكاتب المسرحي عماد بن محسن الشنفري عن مسرحيته «سمهري». وتبلغ قيمة كل جائزة 50 ألف ريال عماني. ويحصل كل فائز إضافة إلى الجائزة المالية على وسام السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.
وتعد الجائزة إحدى أكبر الجوائز في المنطقة من حيث القيمة المادية والمعنوية. وخصصت النسخة الثالثة من الجائزة للعمانيين فقط.. حيث تمنح بالتناوب سنة للعمانيين وسنة للعمانيين وعموم العرب على أن ترتفع قيمتها المادية إلى الضعف عندما تكون لعموم العرب لتكون 100 ألف ريال عماني.
وأعلن نتائج الجائزة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في مؤتمر صحفي صباح أمس. وكانت الجائزة قد خصصت نهاية العام الماضي مجالات التنافس والتي شملت الدراسات التربوية (عن مجال الثقافة)، والتصوير الضوئي (عن مجال الفنون) والتأليف المسرحي (عن مجال الآداب)». وضمت لجنة تحكيم مسابقة الدراسات التربوية البروفيسور سامر جميل رضوان رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة نزوى، والدكتور خليفة علي السويدي أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة والدكتور عبدالله بن مسلم الهاشمي أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس. فيما ضمت لجنة تحكيم مسابقة التصوير الضوئي سعادة السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي ممثل سلطنة عمان في الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي، والإيطالي ريكاردو بوسي رئيس الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي واليوناني إيمانويل ميتزا رئيس اتحاد المصورين العالميين والسنغافوري ديفيد تاي عضو الاتحاد الدولي للتصوير الضوئي وسعيد بن علي الشامسي مدير دار ابن الهيثم للتصوير الضوئي بدولة الإمارات العربية المتحدة. فيما ضمت لجنة تحكيم مسابقة التأليف المسرحي المسرحي المصري المعروف الدكتور هانئ عبدالرؤوف مطاوع والناقد المغربي الدكتور عبدالرحمن بن زيدان، وأستاذة المسرح العمانية الدكتورة فاطمة بنت محمد الشكيلية.
وأشادت لجنة تحكيم المسرح بمستوى الأعمال المقدمة والتطور الكبير الذي تتمتع به وهو ما جعل المفاضلة بينها صعبا للغاية.
وقال المصور أحمد الشكيلي الفائز بالجائزة في مجال التصوير الضوئي إنه تفاجأ عندما سمع اسمه في التلفزيون بأنه الفائز معللا مفاجأته بأنه يعرف أن التنافس كان قويا وأن الأسماء المشاركة لها مشوار طويل في التصوير. متحدثا عن الموضوعات والثيمات التي قدمت للجائزة بأنها جميعها تستحق الفوز. وقال الشكيلي «إن السيرة الذاتية التي تقدمت بها كان لها دور كبير في فوزي».
ولا يتحدث الشكيلي عن القيمة المادية للجائزة، رغم أنها كبيرة، ولكنه يتحدث عن القيمة المعنوية من حيث أن الجائزة تحمل اسم صاحب الجلالة ويصاحبها وسام السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب وهو وسام كبير ويتشرف بحمله أي مثقف عماني.
وتحدث الشكيلي عن عمله المقدم والذي يضم عشر صور عبارة عن بورتريهات لوجوه عمانيين من كبار السن، وهي صور مقربة بالأبيض والأسود. ويعلل اختياره لهذه الثيمة بالقول ان ملامح الوجوه العمانية متفردة، وركزت خلال ذلك على إبراز تفاصيل هذه الملامح: من العيون والتجاعيد والشعر الذي هو الشيب والفكرة أن لكل وجه من هذه الوجوه العشرة بصمة لصاحبه تحكي قصة مختلفة من كفاح ومساهمة في بناء الوطن وتجاربه وقصصه ولكل وجه تجربته الخاصة.
وقال الكاتب المسرحي عماد الشنفري إن الفوز بجائزة تحمل اسم صاحب الجلالة شرف كبير لأي مسرحي، معتبرا أن هذه الجائزة منتهى الحلم والتطلع. وحول ما إذا كان يتوقع أن يفوز بالجائزة قال كنت أتوقع على مستوى الكتابة المسرحية أن لا تخرج الجائزة عني والكاتب بدر الحمداني، لأننا الأفضل في كتابة النصوص خلال مسيرة ربع قرن مضت. لكن الشنفري قال ان هناك أسماء منافسة وقوية تتمثل في الدكتور عبدالكريم جواد وآمنة الربيع وصالح الفهدي. وتطلع الشنفري أن تكون هذه الجائزة بداية الالتفات إلى واقع المسرح في السلطنة وبدء نهضة مسرحية حقيقية. وحول النص «سمهري» قال عماد الشنفري انه يسلط الضوء على حاضرة عمان ما قبل الميلاد، معتبرا أنه قد يكون أحد أسباب فوزه، لأنه يطرح قضية مهمة جدا وهو كيف يكون الدين سببا في انهيار الحضارات والأمم والشعوب.
ويتحدث النص المسرحي عن حضارة سمهرم، وكيف وصلت الحضارة العمانية إلى مختلف أرجاء المعمورة من الفراعنة والسومريين والبابليين وكيف انتهت هذه الحضارة. ويطرح العمل الكثير من الأسئلة حول سبب سقوط الحضارات ويبدو أن الصورة التي تشكلت أن الفتنة الدينية كانت سببا رئيسيا لسقوط حضارة سمهرم. ويستطرد الشنفري بالقول ان هذا الأمر يحيلنا إلى ما يحدث اليوم في عموم العالم الإسلامي عندما تتحول ثيمة الدين إلى سبب في الحروب والصراعات والفتنة والتي تقود العالم العربي إلى حالة من الانهيار والتخلف وكل ذلك باسم الدين.
وقال سعادة حبيب الريامي إن إجراءات تقديم الأعمال للجائزة بدأت يوم التاسع من مارس الماضي واستمرت الى 14 من أغسطس وبلغ عدد الأعمال المقدمة في مجال الدراسات التربوية 74 بحثا و7 كتب، وفي مجال التصوير الضوئي تقدم للمسابقة 440 صورة ضوئية، وفي مجال المسرح 33 نصا مسرحيا. وعلى مدى خمسة أيام من شهر أغسطس قامت لجان الفرز الأولي بإجراءات التأكد من مطابقة الشروط والأعمال المقدمة في كل مجال وإعداد كشوف واضحة بالأعمال المرشحة للتحكيم، وأخرى للأعمال المستبعدة مع بيان أسباب الاستبعاد لكل عمل. وقلصت لجان الفرز الأولي الأعمال المشاركة إلى 31 بحثا وكتاب واحد في مجال الدراسات التربوية وإلى 180 صورة فقط و15 نصا مسرحيا. بعد ذلك أرسلت الأعمال إلى لجان التحكيم في مجالي الدراسات التربوية والتأليف المسرحي على أن يقوم كل عضو بكتابة تقرير برؤيته النقدية تمهيدا لاجتماع الأعضاء لتداول تلك التقارير وتقديم تقرير واحد بالعمل الفائز. أما في مجال التصوير الضوئي فاجتمعت لجنة التحكيم في مسقط خلال الفترة من 18 إلى 21 أكتوبر وقامت بمعاينة اللوحات وتقييمها واختيار العمل الفائز.