مطالب باستغلال جزء من هذه المياه لإنشاء متنزهات وحدائق ومشاريع صناعية وزراعية -
دعا المشاركون في ندوة “دور المياه المصاحبة للنفط في خطط التنمية المستدامة” إلى أهمية الانتقال من المراحل التجريبية لاستغلال المياه المصاحبة للنفط إلى المراحل العملية وتكثيف البحوث والدراسات حولها من خلال دعم المتخصصين والمهتمين ماديا ومعنويا من قبل الشركات العاملة في مجال النفط والجهات المهتمة بالبحوث بالسلطنة وأن ينظم ملتقى آخر على مستوى دولي تستقطب إليه جميع التقنيات المتوفرة حاليا وعرضها ومحاولة الدفع بالقطاع الخاص للدخول في مشاريع استثمارية ذات جدوى في هذا المجال.
كما أكد المشاركون في الندوة التي نظمتها الجمعية بولاية الدقم بمحافظة الوسطى إلى أهمية استغلال جزء من هذه المياه لإنشاء المتنزهات والحدائق وبعض المشاريع الصناعية والزراعية؛ نظرا لأهمية الموضوع وحجم الكميات الكبيرة الهائلة من المياه وحاجة البلاد لهذه المياه وخصوصا المناطق القريبة.
وقد ناقشت الندوة على مدى يومين عدة محاور ذات صلة بإدارة المياه المصاحبة للنفط واستغلالا الفرص المتاحة وأهم التقنيات الفعالة والمستعملة حاليا لمعالجة هذا النوع من المياه وكان من بين المحاور الرئيسية أيضا الطلب على المياه والموارد المائية المتاحة في محافظة الوسطى.
وفي هذا الصدد أوضح المتحدثون من شركة تنمية نفط عمان الكميات المقدرة من خلال إنتاج النفط وكيف تستغل حاليا والكميات المتوفرة لمعالجتها بمختلف الأساليب المتاحة، وقد تم عرض التجربة التي تنفذها الشركة من خلال مشروع محطة معالجة المياه بمنطقة نمر النفطية والمراحل التي وصل إليها المشروع ودور محصول القصب في استخلاص الزيوت، كما تم التطرق إلى الدراسات الكيميائية التي تظهر جودة المياه المصاحبة للنفط قبل وبعد المعالجة حيث تبين أن الجودة المستخلصة متوائمة مع جودة المياه غير المتجددة والموجودة في الخزانات الحاملة للمياه في المنطقة.
وقد شارك الأساتذة المتخصصون من مركز أبحاث المياه ومركز الدراسات البيئية وكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس بعروض علمية أثرت الندوة حيث عرض الدكتور راشد المعمري رئيس قسم الهندسة الكيميائية تجربة تطبيقية لمعالجة وإعادة استخدام المياه المصاحبة كما بين الدكتور جوديب دوتا المسؤول عن كرسي أبحاث تقنية النانو عن إمكانية استخدام الطاقة الشمسية كمصدر للمعالجة الأولية بتقنية النانو.
وبين الدكتور عثمان عبدالله مدير مركز أبحاث المياه إمكانية حقن المياه في البيئات المعقدة جيولوجيا موضحا التراكيب الجيولوجية المختلفة والمكامن المائية وخصائصها وتقديرات كميات المياه وجريانها وجودتها بمختلف الأساليب الهيدرولوجية، كما قدم الدكتور محمد العبري من قسم الهندسة الكيميائية عرضا عن عمليات ومراحل التحلية الممكنة للمياه المصاحبة للنفط، وقدمت كذلك بعض التجارب الحقلية التي توضح كيفية وإمكانية استغلال المياه للنفط وزراعة بعض المنتجات والزراعات المحلية من متخصصين بمركز الدراسات البيئية بجامعة السلطان قابوس والحديقة النباتية التابعة لديوان البلاط السلطاني، وقد خصص محور لتقييم وتشخيص الموارد المائية بمناطق الإنتاج النفطي والمناطق القريبة منها حيث تحدث فيه كل من الدكتور خالد المشيخي من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه والمهندس محمد اللمكي رئيس قسم الهيدرولوجيا بشركة تنمية عمان وغيرهم من الباحثين حيث تم عرض المكامن المائية وكمياتها وأوجه استغلالها وحاجة صناعة النفط من المياه وجودة هذه المياه والعوامل المؤثرة فيها؛ ونظرا لأن المياه المصاحبة للنفط تعتبر من المياه الضحلة والمالحة فقد عرض الدكتور حمدان بن سالم الوهيبي من وزارة الزراعة والثروة السمكية رؤية وجهود الوزارة من خلال بعض التجارب التي أقيمت بإشراف المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية لاستغلال المياه المالحة في بعض الزراعات حيث أثبتت بعض التجارب أن هناك من المحاصيل والأشجار تتحمل هذه المياه كما تم عرض بعض التجارب الدولية في هذا الخصوص.
الجدير ذكره أن من أهم أهداف الندوة تسليط الضوء على حجم المياه المصاحبة للنفط والتعرف على التقنيات والأساليب المتوفرة حاليا لفصل المياه عن النفط المصاحب والجدوى من ذلك والتعرف على التجارب المحلية والدولية في هذا المجال بالإضافة إلى تشخيص الوضع المائي بالمحافظة والأنشطة المصاحبة وتقييم كل ذلك لمعرفة مدى إمكانية استغلال هذه المياه بعد معالجتها للمشاريع الصناعية والزراعية مع مراعاة جميع الجوانب البيئة.