حمد بن سالم العلوي*
نظراً إلى تزايد الحوادث المرورية محلياً وإقليمياً، والاهتمام الوطني والدولي في التعاون من أجل التخفيف من نتائجها المؤلمة، فسنطل عليكم من خلال هذه النافذة الأسبوعية لمحاولة الإسهام في الجهد التوعوي بالسلامة المرورية، وذلك من خلال إبداء ملاحظات بالصورة والتعليق وأحيانًا بمقترحات للحل.
البداية مع تقاطع بوشر العامرات (جراند مول) وحتى لا نعطي إعلاناً مجانياً للمحلات والأسواق التجارية، إذا أردنا أن نصف مكان ما، كان من الواجب أن تعرَّف هذه التقاطعات بأسماء عامة، أو بالترقيم حتى يسهل للناس معرفتها ووصفها عند الحاجة، وعلى كل حال فإنّ ما نطالب به هو أهم من الترويج التجاري، ألا وهو تنظيمٌ مروري حضاري عادل؛ فيه حماية للناس من الأخطاء والحوادث، فإذا ما وقعت أية حوادث ونتج عنها ضرر، فإنّها قد تصيب مخاطرها النفس والمال، فالصور المنشورة اليوم ضمن هذا الموضوع، توضح بعض الأخطاء التخطيطية في توزيع المسارات حسب حجمها وأهميتها، وذلك من خلال تقسيم الحركة المرورية، وفقاً لكثرة تدفقها وحاجة الناس في العبور من هذا التقاطع، فعلى سبيل المثال المركبات المتجهة إلى الخوير، والمجمّعات التجارية الضخمة المجاورة للتقاطع، هي بنسبة 50 إلى 3 من المركبات الذاهبة باتجاه عقبة العامرات، وهذا يرسمه واقع الحال، وليس قسمة التساوي المرسومة على الخارطة الموجودة على طاولة مكتب.
لذلك نطُلب من الجهات المعنية أن تعيد النظر في توزيع الحركة المرورية، وذلك بحسب كثافة الحركة وغزارتها، ووفقًا إلى حاجة وظروف مستخدمي الطريق، لأنّ المراقب سيجد أنّ هناك مسربين فقط أُعطيَا باتجاه الخوير، والمجمّعات التجارية، وأربعة مسارب باتجاه عقبة العامرات، وهذا توزيع غير منصف في الوقت الحالي؛ لأنّ هناك ثلاث مركبات من كل خمسين مركبة تذهب باتجاه عقبة العامرات، مما دفع الناس لاستحداث طريقة مخالفة للاتجاه، وهذا أمر يخل بنظام المرور، فقد حوَّلوا مسربين من الأربعة باتجاه الخوير، وأصبح ذلك واقعاً يفرض نفسه، ويُكرر تطبيقه يومياً، ورغم هذا التصرف، إلا أنّ الزحام ما يزال مربكًا للحالة المرورية على ذلك التقاطع، وسبب ذلك كله الجهات المسؤولة عن تنظيم المرور، يشاركهم تلك المسؤولة الجهات المشغلة للإشارات الضوئية، وما أظنها ستعترض لو طلب منها مراجعة الوضع..
إذن الحل لمشكلة تقاطع بوشر العامرات، لا يتم بالطريقة الحالية، وإنما يفترض أن يُعاد تقرير توزيع المسارات من جديد، وهذا أمر غير مكلف، ويمثل مسألة تنظيمية فقط، لا تتجاوز تغير الأسهم على الأرض، بحيث يتم تحويل المسارين المتجهين إلى الخوير والمجمّعات التجارية أقصى اليسار، إلى الدوران العائد فقط باتجاه المجمعات التجارية (موضح في الصورة) أمّا المسارات الأربعة المتجهة نحو عقبة العامرات – وهي غير مستغلة بطريقة صحيحة حالياً – فيُعاد توزيعها على النحوي التالي، اثنان باتجاه الخوير، والثالث مشترك، بمعنى أوضح باتجاه الخوير اختياري وعقبة العامرات، ويظل الرابع إجباريًا باتجاه عقبة العامرات (ونفس الصور توضح هذا المقترح) كما ينبغي إعطاء زمن إضافي لهذه الجهة، بوصفها الأكثر استخداماً، وبذلك ستنتهي الزحمة والربكة المرورية الحالية.
وفي هذه المرة سنكتفي بهذا القدر فيما يخص تقاطع بوشر العامرات، ونفسح مساحة للصور لتتكلم بنفسها.
* خبير في السلامة المرورية وتخطيط الحوادث
(مركز طريق الأمانة)،،،