الرؤية - محمد قنات
قال عارف سالم حمزة الخبير المتخصص في منتجات خلية النحل والعسل، إنه من خلال زياراته المتكررة لسلطنة عُمان، تسنى له الوقوف على العديد من الوحدات التي تهتم بتربية النحل في كل من الرستاق ونزوى، واطلع علي النحل العُمانى وعلى إنتاج الملكات، واتضح له أن النحل العُماني يتميَّز بمزايا لا توجد في مناطق أخرى؛ مثل: الهدوء الذى يجعل معظم النحَّالين يقومون بأعمال الكشف دون وضع القناع.
وتابع بأن النحل العُماني يتواجد في المناطق الممتدة من حضرموت حتي البصرة، ولا يوجد في المنطقة نحل يشابهه سوي النحل الإيراني.. موضحًا أن تربية النحل في عُمان يعود إلى أزمان طويلة وكانت مساكن النحل في الجبال، والآن بعد إجراء عمليات تهجينه أصبح يربي في خلايا حديثة، وهي التي يستفيد منها المربي بأن يكشف علي الخلية ويعرف الأمراض وحالة الخلية، وماذا تريد علي عكس الخلية القديمة التي كانت من سعف النخيل.
ويضيف بأن النحل في سلطنة عُمان يجد الاهتمام اللازم من قبل المسؤولين؛ من خلال الدورات التدريبية التي يتلقاها النحال وعندما يصبح مؤهلا يعطى شهادة لمدة عام ثم تجدد فيما بعد مما يؤكد أن ممارسة تربية النحل تتم وفق عملية منظمة ومدروسة.. وأشار إلى أنه بصدد إعداد كتاب عن النحل في سلطنة عُمان، والآن فى مراحله الأولية التي تتمثل في زيارات لجهات الاختصاص لجمع المعلومات الأولية إلى جانب زيارات إلى مناطق تربية النحل وأن الكتاب يتحدث عن النحل في عُمان بالدرجة الاولي والمصادر الرحيقية ومصادر حبوب الطلع والنحال العُمانى وتكيفه على إنتاج النحل، والجهود التي يبذلها الخبراء العُمانيون لتميز النحل العُمانى على مر العصور خاصة أن عُمان تزخر بغطاء نباتي متنوع وبفضله استطاع النحالون انتاج انواع كثيرة من العسل وبعض مناطق السلطنة تتميز بانتاج نوعين من العسل، بل تصبح ثلاثة أنواع في المناطق غزيرة الأمطار والأعسال تسمى غالبا بمصدرها النباتي مثل عسل السمر وهو ينتج في معظم المناطق العُمانية حيث تنتشر اشجار السنط الاكاسيا بنوعيها ومراعي النحل في السلطنة تتحمل عشرات الاضعاف مما عليها الان من النحل؛ مما يجعل السلطنة علي خلاف الدول الأخرى التي تستورد النحل من باقي الدول بشكل مستمر وانه لا يمكن تربيته في تلك الدول لان درجة الحرارة تقضي عليه، كما أن النحالين فى السلطنة يقومون بنقل النحل من منطقة إلى أخرى حتى يتعايش مع مختلف الأجواء.
وأكد أن أكثر ما يُهدد النحل فى السلطنة هى الرطوبة، إلا أنه يوجد مختبر فى وزارة الزراعة يهتم بأى عينة ياتى بها المربى ويقوم بتحليلها لاكتشاف المرض ومن ثم اعطاء العلاج. وفيما يتعلق بالتداوى بمنتوجات العسل، أوضح أنه بالرغم من النتائج التجريبية والبحثية المهمة لاستخدام منتجات طائفة نحل العسل كدواء، لا يزال هنالك الكثير من الاطباء يرفضون ذلك ويميلون إلى استخدام الادوية الكيميائية، ويبررون ذلك بأنهم عندما يصفون الدواء الكيميائى يعلمون بالضبط الجرعة التى يتناولها المريض على حسب ما تستدعي الحاجة، لكنهم عندما يصفون نوعا من المواد الطبيعية يفقدون الدقة فى كمية العلاج ويصبح الامر خارج حدود السيطرة.
وذهب عارف إلى أن الأطباء قد يكونون محقين في ذلك، ولكن هنالك ملاحظات يجب أن ننتبه اليها وهى انه من مصلحة الشركات المنتجة للادوية ان تروج لأدويتها لتبيع اكبر كمية منها وليس ان يتعلم الناس استخدام مواد فى متناول ايديهم بأرخص الاسعار. وهذا ما يُفسر اعتماد دول أوروبا الشرقية على المواد الطبيعية حين كانت تشكل كتلة (الدول الاشتراكية) فى حين اعتمدت أوروبا الغربية وامريكا على تصنيع الدواء الكيميائي.
وزاد بأن الدراسات العلمية لاتزال غير كافية بالنسبة لاستخدام المواد الطبيعية والقائمون عليها غالبا غير مختصين ويعتمدون عنصر الغيبية والإدهاش، وهذا ما يُسيء إلى هذه المواد حينما تكون النتيجة عكسية، ويجب أن يكون الامر بين يدي ذوي الاختصاص؛ فلديهم مقدرة على اعطاء الامر بعده العلمى فشعار العودة إلى الطبيعة فى هذا الزمن يسيطر فيه الطامعون فى جمع الثروات الطائلة من خلال الاعلان والتغليف المدروس.. وأضاف بأن قرص العسل الواحد هو نتاج طيران النحل مسافة تزيد على الثلاثين مليون كيلومتر قام النحل فيها بأربعين ألف رحلة ذهابا وإيابا؛ فالنحلة تطير باحثة عن الأزهار الحاوية على الرحيق، والنحل عادة يحتوى على ثلاثة أنواع من المواد الغذائية؛ هى: الرحيق، وحبوب الطلع، والماء.