عرض «وتدور» اللبناني: رقص على قرص متحرك

بيروت ـ (أ ف ب): على قرص دائري تسقط عليه خطوط ودوائر ترسم مباشرة على الخشبة، يتنقل راقصان في خطوات متناغمة مع الموسيقى الحية، في عرض “وتدور” الراقص لفرقة “مقامات” اللبنانية، الذي انطلق على خشبة “مسرح المدينة” في بيروت ويستمر حتى 25 يناير.

وفي هذا العرض المختلف والحي بصريا وموسيقيا، يبدو الراقصان بسام بودياب وميا حبيس على هذه المساحة كانهما يتحركان وفق قانون الجاذبية على ارضية عليها دوائر متفاوتة الحجم، بالابيض والاسود، كانها تضاريس القمر، او كانهما يتخبطان في خلايا الجسم البشري، يصارعان الواقع ويتحديانه من اجل البقاء.

ويتنقل الراقصان صعودا ونزولا وعلى طرف القرص الدائري ويهبطان حينا ويحلقان حينا اخر، معلقين بحبال على الحلبة التي تميل لتصبح عمودية او يبدوان ظلين في لعبة اضاءة جميلة صممها البريطاني جوناثن سامويل. ثمة انسجام عميق بين الجسدين والرسوم بالابيض والاسود التي تبدو كانها تنبض على وقع خطوات رسمها مباشرة الفنان التشكيلي اللبناني مازن كرباج.

وتعكس الموسيقى تخبط الراقصين، وتخرق الاذان والوجدان بنغماتها المتصاعدة وغير المألوفة من انامل الفنان اللبناني شريف صحناوي.

وقال عمر راجح، مؤسس ومدير “فرقة مقامات للرقص المعاصر” ومصمم كوريغرافيا العرض، في حديث لـوكالة فرانس برس ان العرض “يتمحور على تمسك الناس بالاشياء عندما تصل الامور الى حدها الاقصى، كمقاومة الحرب من اجل البقاء، والى اي مدى نطلب المستحيل لنبقى و نتحدى انفسنا متخطين مسائل كثيرة”.

واضاف “الحياة في بيروت مثلا في ظل موجة الانفجارات لا تطاق ونفكر في الهجرة، ولكن بالنتيجة ممكن ان نعيش هنا وتستمرالحياة رغم المستحيلات، فالمستحيل يمكن ان يصير ممكنا عندما نفكر في امور لا يستوعبها المنطق، وهذا العرض هو عن اللحظة التي نتخطى فيها الحدود لنجعل غير الممكن ممكنا”.

وصمم القرص الدائري المتحرك الذي يبلغ قطره ستة امتار الفنان الفلسطيني ناصر السومي.

واكد راجح ان مفهوم العرض ولد بعدما عرض عليه ناصر السومي فكرة السينوغرافيا مما اثار اهتمامه. وتبلورت تركيبة العمل في الفترة الاولى بعدما عمل راجح مع الراقصين، ثم تعاون مع الموسيقي شريف صحناوي والرسام مازن كرباج “اللذين رافقا التمارين لتتفاعل بشكل تلقائي الموسيقى والرسوم والاضاءة مع الرؤية الكوريغرافية.

وبهذه الطريقة اخذنا العرض الى مكان اخر” على ما قال راجح.

واعتبر ان التعاون مع فريق “وتدور” من راقصين وفنانين وتقنيين اضفى دينامية جميلة على العمل”. وختم قائلا “انا مسرور جدا بالنتيجة”.