عبـق التراث الــعـريق وفـجــر الحضــــــــارة الــمشرقة -
إنجاز البوابة وقريبا سوق للأسمـاك والخضــــــــار ورصف طرق داخلية -
الحديث عن ولاية بهلا حديث يمزج بين الماضي العريق والحاضر المشرق هذه الولاية التي تقبع في وسط السلطنة بمحافظة الداخلية تضم بين جنباتها كنوزا حضارية استمدتها من تاريخها الموغل في القدم وتراثها العريق والذي يفوح من قلعتها الشماء وسورها العظيم وأبراجها القديمة وحصن جبرين الشهير ومساجدها الأثرية وأفلاجها المتعددة وحرفها التقليدية ليروي حكاية كفاح للإنسان العماني على أرض عمان الطيبة. وليحكي الجانب الآخر إنجازات نهضة تنموية وحضارية شهدتها البلاد في ظل العهد الزاهر الميمون لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ لينعم هذا الشعب بحياة كريمة وهانئة.
ولاية بهلا
تبعد ولاية بهلا عن محافظة مسقط حوالي 200كم، وهي تقع في الجنوب الغربي من العاصمة مسقط ويحدها من الشرق ولاية نزوى ومن الغرب ولاية عبري ومن الشمال ولاية الحمراء ومن الجنوب فهود وولاية أدم وتبلغ مساحة بهلا وتوابعها حوالي 12 ألف كم2، وبلغ عدد سكانها حسب تعداد 2010م (51.552 نسمة) وتنقسم المناطق السكنية بولاية بهلا إلى عدة أقسام، فهناك منطقة السفالة، ومنطقة العلاية، وهاتان المنطقتان توجدان داخل السور، وهناك مناطق حديثة مثل المعمورة وجماح وويهي المر وجبرين وغيرها، وهناك قرى الولاية وبعض التجمعات السكانية الصغيرة حيث يتبع الولاية 20 قرية منها ذات تجمع سكاني كبير، ومنها تجمع صغير وهي قرى بسياء والغافات وبلادسيت والمعمور والحبي وفل وسنت وصنت والوادي الاعلى والوادي السافل والجيلة وسيح المعاشي وسيفم والعقير والظبي ومريخ والحافر والمعيلف ووادي قريات وجبرين وغمر.
بهلا تاريخ وحضارة
ولاية بهلا من أجمل المستوطنات السكانية القديمة في السلطنة، فهي تضم قلعتها التراثية العريقة وسورها العظيم الذي يحيط بالولاية لمسافة 7 أميال (حوالي 12 كيلومترا) مما جعل من الولاية عبر الأزمان أحد المواقع الاستراتيجية للملوك والأمراء والولاة الذين حكموا عُمان وجعلوها عاصمة لهم مثلما فعل ملوك بني نبهان.
وقد تم ضم قلعة بهلا وسورها وجميع المناطق التي يُحيط بها السور والمسماة بواحة بهلا إلى قائمة التراث العالمي (اليونسكو) في عام 1987. وقد تم العثور على أوان فخارية محلية قديمة، وأوان من الحجر الصابوني وسبائك ذهبية وفضية ونحاسية وهياكل بشرية وغيرها من الآثار التي ظهرت أثناء عملية ترميم قلعة بهلا والجامع القديم، وفي قرية بسياء وسلوّت التي عثر فيها على أبراج دائرية تعود لفترة أم النار وغيرها من الفترات التاريخية لتؤكد هذه الدلائل المكانة التاريخية للولاية.
منجزات تنموية
سعادة الشيخ طلال بن سيف الحوسني والي بهلا وفي تصريحه الخاص لـ«عمان» قال: إن المتأمل لولاية بهلا يرى مدى التقدم الحضاري الكبير والفريد الذي حظيت به خلال الأعوام الماضية والتي شملت العديد من الإنجازات والمشاريع الخدمية التي ينعم بها المواطن والمقيم وفق تطلعات مستقبلية في كافة المجالات الخدمية والتطويرية والتنموية ولله الحمد أن خيرات العهد الزاهر الميمون لمولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ واضحة وجلية في الارتقاء والتقدم يوما بعد يوم وأن المشاريع الحكومية خلال الفترة الماضية نالت النصيب الأوفر من حيث إنشاء العديد من المشاريع الحكومية.
وأضاف سعادته إن ولاية بهلا كبقية ولايات محافظة الداخلية وبحكم موقعها الجغرافي الفريد وتاريخها الحافل المجيد ومقوماتها البيئية الحضارية الزراعية المتميزة وتنوع تضاريسها الجيولوجية جعل منها قبلة للعديد من المزارات التاريخية والسياحية المميزة بخلاف كون هذه الولاية ذات طابع تراثي خالد ونسيج تاريخي عريق وأصالة عمانية ذات بعد في ترسيخ الحرف والموروثات التراثية والأدبية ذات الحقبة الواسعة، كل ذلك جعل ولاية بهلا في صدارة المدن العمانية التاريخية فوجود قلعة بهلا وحصن جبرين هذين المعلمين التاريخيين المتميزين مع الطلة الجديدة لقلعة بهلا الشامخة جعل منها مزارا سياحيا للاطلاع على هذا السجل التاريخي العريق للسلطنة وولاية بهلا خاصة. وأردف سعادة الشيخ والي بهلا قائلا : وعند الحديث عن الإنجازات والمشاريع التي تحققت في ولاية بهلا أولا يجب التركيز على التسلسل التنموي الذي مضت عليه لتنفيذ مرحلة التطوير والتعمير حيث جاءت الطرق في المقام الأول وبعدها مشاريع المياه والإسكان الاجتماعي والكهرباء والاتصالات ولله الحمد فإن ولاية بهلا ومع المرحلة القادمة سوف تكمل منظومة الربط في قطاع الطرق حيث يتم ربط الولاية بشبكة طرق حديثة ومنها ازدواجية طريق (جبرين /عبري) وطريق (نزوى فلج دارس / جبرين) والمؤمل تنفيذه في الأشهر القليلة القادمة هذا بالنسبة لطرق الربط بين الولاية وبقية الولايات والمحافظات والتي ساهمت بشكل كبير في تعزيز التواصل الاجتماعي وتنمية قطاعات الاقتصاد والتجارة وقطاع السياحة وفي ذات الوقت تنمية المخططات السكنية والقرى التي يمر بها الطريق. وفي الجانب الآخر تم رصف العديد من الطرق الداخلية بمركز الولاية والقرى التابعة لها بغض النظر عن مواقع تلك القرى حيث شملت الطرق القرى الجبلية والصحراوية والسهلية والتي ساهمت في تنمية ورفع مستوى الخدمات في تلك القرى. ولله الحمد وعند التشريف السامي لمولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ــ أثناء الجولة الكريمة لمحافظة الداخلية بالمخيم السلطاني بسيح الشامخات بولاية بهلا مع بداية العام المنصرم جاءت البشرى بإصدار الأوامر السامية الكريمة بتنفيذ وإنشاء العديد من المشاريع الخدمية تكريما ساميا لأهالي ولاية بهلا حيث تم تخصيص 100 وحدة سكنية موزعة على قرى وتجمعات سكانية بمختلف أجزاء الولاية وتقوم حاليا الجهات المختصة بوزارة الإسكان بالإشراف على تنفيذ هذه الوحدات وفق المعايير والأنظمة المعمول بها في هذا الجانب. وفي جانب الطرق تم إسداء الأمر السامي بتنفيذ طريق (بسياء / طوي جوار) وطريق (وادي قريات / مريخ) وأن هذه الطرق جاءت لتلامس حاجة المواطنين في تلك المناطق والقرى التي يمر بها الطريق ومن المؤمل البدء في تنفيذها منتصف هذا العام ، وكل هذه المشاريع جاءت من نهج جلالته في توفير البنى الأساسية لرفع مستوى الخدمات في المناطق الريفية وربطها بأمهات المدن ، وكون الطرق شريان الحياة العصرية فمن خلال الطريق تأتي التنمية والتطوير.
وأضاف سعادة الشيخ والي بهلا قائلا: وفي الجانب الآخر شهدت ولاية بهلا تنفيذ مشروع شبكة مياه الشرب المرحلة الأولى بمركز الولاية والقرى القريبة منها ولا تزال تتواصل دراسة تنفيذ المراحل المتبقية لتشمل القرى والتجمعات السكانية في (جبرين وبسياء والمعمور والحبي والمعيلف وسيح المعاشي والبويضاء والغافات والوادي الاعلى) ويأتي هذا المشروع لأهميته البالغة بتوفير خدمة المياه الصالحة للشرب والاستهلاك المنزلي بنظام حديث ومتطور يضمن الجودة ووفرة المياه باعتبارها خدمة مهمة لا غنى عنها ، وقد سجل هذا المشروع معدلات كبيرة كون الخدمة جاءت وفق مواصفات فنية عالمية راعت الطبيعة الجغرافية لهذه الولاية.
مشاريع مستقبلية
وعن حديثه حول المشاريع المستقبلية التي تشهدها الولاية قال سعادة الشيخ طلال الحوسني والي بهلا: أؤكد أن عملية البناء والتطوير والتحديث لم تتوقف فمنذ بزوغ فجر النهضة المباركة العمل جار على التنمية والارتقاء بالمواطن باعتباره هدف وغاية التنمية في البلاد مثلما أرادها جلالة السلطان المعظم ــ حفظه الله ــ في تطوير وبناء الإنسان العماني وجاءت الأوامر السامية الكريمة لدعم الأنشطة الرياضية ومنها نادي بهلا بإنشاء صالة متعددة الأغراض وتوفير مشاريع في البنى الرياضية ضمن التوجيهات السامية كما يتم حاليا إنشاء صالة متعددة الأغراض بالقرب من مكتب الوالي وتقوم بتنفيذه وزارة الداخلية ليكون هذا المعلم رافدا حيويا ومهما لتنمية الجوانب التدريبية والفعاليات المهنية وغيرها بالولاية، ومع التحديث والتطوير للقطاع الخدمي الذي تقوم به شرطة عمان السلطانية فإن العمل يتواصل لإنشاء مجمع شرطة بهلا والذي يضم مركزا للشرطة ودائرة للأحوال المدنية والجوازات والإقامة والفحص والترخيص ، والذي سيكون له الأثر الكبير في تقريب وتقديم تلك الخدمات للمواطن والمقيم والزائر بكل سهولة ويسر لهذه الولاية. وقد نالت المرأة والقطاع النسوي بالولاية اهتمام الحكومة وذلك بتنمية هذا القطاع من خلال الدعم الكبير الذي حظيت به المرأة العمانية ويتم حاليا إنشاء وتنفيذ مبنى جمعية المرأة العمانية ببهلا وفق رؤية مستقبلية رائدة توفر القاعات والصالات والمكاتب الخدمية للمرأة والفتيات لممارسة الأنشطة الخاصة بهن حيث صمم المبنى على أعلى المستويات وبمواصفات حديثة تواكب تطلعات المرأة بهذه الولاية. وفي الجانب الحضاري والتنموي فقد حظيت الولاية بلفتة إنشاء بوابة بهلا بإشراف المنشآت السلطانية حيث استكملت البوابة عملية البناء ولا تزال تتواصل اللمسات الفنية والتجميلية من طرق وإنارة ومواقف ، وستكون هذه البوابة معلما تاريخيا مجيدا ومرجعا هاما كونها ستضم متحفا ومكتبة تحكي قصة التاريخ العماني العريق.
وأضاف سعادته قائلا : هناك خطط تنموية تمضي في طريق النماء والتقدم منها مشاريع القطاع الزراعي والقطاع الحيواني حيث سيتم بإذن الله خلال الفترة القادمة تنفيذ وإنشاء سوق متكامل للأسماك واللحوم بإشراف وزارة الزراعة والثروة السمكية. وتستكمل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه تطوير الحديقة العامة ببهلا بتنفيذ مشروع الألعاب الكهربائية كاستثمار خاص يوفر الخدمة لأفراد المجتمع بهذه الولاية هذا بالإضافة إلى دراسة إنشاء وتنفيذ حديقة عامة وعلى مساحة كبيرة تكون في موقع على الطريق العام (نزوى / جبرين) لتضيف للولاية خدمة أخرى يستفيد منها الجميع ، وهناك مشاريع قادمة وفق الخطة الخمسية القادمة تشمل إنشاء مستشفى بهلا الجديد في منطقة مويهي المر والذي يتأمله أهالي الولاية كافة ليضيف الشيء الكبير في القطاع الصحي ، والحديث عن المشاريع والتنمية لولاية بهلا وفق رؤية مستقبلية واعدة من خلال لجنة شؤون البلدية والتي تناط بها دراسة المشاريع واقتراح مشاريع خدمية وفق حاجة الولاية في مختلف القطاعات. وإننا نستشرف الآمال الكبيرة في الارتقاء بمستوى الخدمات والتي ينعم بها المواطن العماني أينما كان في هذه الولاية مقدرين الدور الكبير الذي تقوم به كافة الجهات الحكومية في سبيل توفير الحياة الكريمة الآمنة والتي تحظى بعناية ورعاية من لدن مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.