السعيدي يتساءل : أين اتحاد ألعاب القوى والشؤون الرياضية؟

موهبة عمانية تنتظر من يرعاها -

كتب – خليفة الحجري -


بنبرة واثقة وتطلع نحو المستقبل طالب المتسابق العماني سامي بن سليم بن حسن السعيدي وهو شاب رياضي واعد من بلدة الدريز التابعة لولاية عبري الجهات المسؤولة عن الشأن الرياضي في السلطنة بضرورة الاهتمام بالمواهب والعناية بهذا ورعايتها كي تسهم في بناء وطنها وتمثيله في المحافل المحلية والدولية.

بهذه الكلمات التي يمتزج فيها الحزن بالفرح بعد أن حققت هذه الموهبة الشابة أول إنجاز لها بجهود ذاتية بعد أن اكتشفت موهبته الرياضية وتعرف على إمكانياته الرياضية من خلال مشاركته قبل شهرين في منافسات ماراثون عمان الصحراوي الدولي الذي اختتمت فعالياته برمال بدية بمحافظة شمال الشرقية برعاية إعلامية من جريدتي عمان والأوبزيرفر, حيث تساءل باستغراب شديد عن دور الاتحاد العماني لألعاب القوى ووزارة الشؤون الرياضية وعن جهود الشركات الراعية التي تتبنى المواهب الشابة وتنميتها وصقلها من أجل تحقيق مكاسب رياضية تسجل في المحافل باسم السلطنة. وكان السعيدي قد حقق للسلطنة أول إنجاز في هذه البطولة بحصوله على جائزة شرفية بعد أن نال المركز الرابع في الترتيب من خمس جولات شارك فيها بقوة واستطاع مقارعة أبطال العالم في هذا النوع من مسابقات التحدي والمغامرة وأكمل مسافة السباق البالغ مسافتها 165 كيلو مترا متقدما على أبطال عالميين وعدائين مشهورين على مستوى العالم في رياضة المغامرات وتحدي الصحراء والجبال.


قصة البداية


قصة الشاب سامي السعيدي الذي يبلغ من العمر 20 عاما يحكيها لـ(عُمان الرياضي) قائلا: عندما قرأت في ملحق عمان الرياضي عن تنظيم السلطنة لأول سباق عالمي في رياضة ماراثونات الصحراء فكرت في المشاركة في هذا السباق وأخبرت أهلي بذلك ولقلة إمكانياتي المادية ركبت حافلة أجرة من عبري متجها إلى بدية وفي جيبي بضعة ريالات فقط حيث إمكانياتي متواضعة وتوقفت في محطات كثيرة انتظرت في الطريق أكثر من مرة حتى وصلت إلى ولاية بدية وبالتحديد قرية الواصل التي انطلق منها السباق في أول احتفالية احضرها وفعلا استقبلتني اللجنة المنظمة وتم تسجيلي في كشوف المشاركين كأول متسابق عماني ووحيد في هذه المنافسات العالمية وكان الاستغراب والاندهاش من قبل المتسابقين بعد أن شاهدوا صغر سني وجسمي النحيل أكدوا لي بأنني لن أستطيع إكمال المرحلة الأولى المقررة لمسافة 20 كيلومترا لكنني بالعزيمة والإصرار تمكنت من تخطي هذه المرحلة وحصلت على المركز الثالث لكن النتيجة لم تحسب لي بسبب عدم معرفتي التامة بقوانين هذه السباقات, حيث قمت برمي حقيبة المياه والطبابة المعلقة على الظهر والتي تزن حوالي 5 كيلوجرامات ومع هذا لم أيأس وحاولت من جديد المشاركة باعتبارها مرحلة تجربة بالنسبة لي لاكتشاف موهبتي وقدرني على إكمال بقية الجولات التالية.


نتائج جيدة


يواصل سامي السعيدي حديثه الشيق لـ(عُمان الرياضي) فيقول: في المرحلة الثانية تنافست مع بقية المتسابقين وحصلت على المركز الثالث في الجولة الثانية وقطعت مسافة الجولة الثانية 42 كيلومترا بزمن قياسي قدره ثلاث ساعات و33 دقيقة و20 ثانية فقط وهذه أفضل نتيجة لي زادت من حماسي الشديد في المنافسات الأخرى التي حصلت فيها على المركز الرابع في بقية الجولات الثالثة والرابعة والخامسة واعتبر مشاركتي الأولى أهم إنجاز أحققه في حياتي وعلى الرغم من عدم احتساب نتيجتي ضمن التصنيف العالمي للسباق بسبب أنظمة وقوانين هذه السباقات التي تتطلب تطبيقا صارما في جميع الجولات للقانون المشاركة حصلت على جائزة تشجيعية من قبل اللجنة المنظمة وتقدير عالمي من المتسابقين الذين شجعوني على الاستمرار والعطاء في هذه الرياضة ومنحوني ثقة واحتراما وتقديرا كبير وحصلت على إشادة من كبار المتسابقين مثل المغربي رشيد المرابطي بطل النسخة الأولى لتحدي ماراثون عمان الصحراوي الأول وبطل السباقات الأردني سلامة الأقرع وغيرهم من الأبطال العالميين.

وأوضح السعيدي أنه تلقى سيلا من التهاني من زملائه المتسابقين العرب إلى جانب إشادة كبيرة في الكلمة الختامية التي ألقاها رئيس اللجنة المنظمة للماراثون الأول ببدية ورئيس لجنة التحكيم ومجموعة من ابرز نجوم سباقات المغامرة من الدول المشاركة.


استعداد للمستقبل


وعن تطلعاته المستقبلية لهذه الرياضة قال سامي السعيدي: بعد تحقيق هذا المستوى سوف استمر في البحث عن تمويل ورعاية لموهبتي ولن أتوقف رغم العراقيل والصعوبات وحاليا أفكر في المستقبل أي في السباق القادم سوف استعد من الآن واخطط للمشاركة وسأقرأ أنظمة وقوانين هذه السباقات وسوف أشارك بقوة في النسخة الثانية التي أعلن عنها من قبل اللجنة المنظمة وستكون في شهر نوفمبر المقبل بعون الله وأملي كبير في أن تكون استعداداتي قوية بعد أن احصل على دعم ورعاية من الاتحاد العماني لألعاب القوى أو وزارة الشؤون الرياضية أو حتى إحدى الشركات بالقطاع الخاص التي ترعى المواهب واعد من يتبنى موهبتي أن اشرف تمثيلها في المحافل المحلية والخارجية لأن لدي إمكانيات وقدرات وعزيمة قوية سوف لن أخيب ظن من يرعى موهبتي إن شاء الله سواء كانت الجهة حكومية أو قطاع خاص لأنني قادر بالفعل على قهر المستحيل واثبات الوجود بأن الشاب العماني لديه إمكانيات وقدرات يمكن استثمارها لتحقيق النتائج المشرفة في الساحة الرياضية وفي مختلف المحافل المحلية والدولية.


مشاركات متواضعة


وأضاف السعيدي: كانت مشاركاتي بسيطة جدا ومعظمها في عبري وفي مسقط شاركت في سباق للجري لمسافة 5 كيلومترات وهو أول اختبار لي وحققت نتيجة جيدة اكتشفت بأني قادر على المشاركة وبالفعل أصبح اهتمامي بالرياضة أكبر واليوم أنا سعيد بحصولي على مثل هذه الجوائز والتشجيع من المتسابقين الدوليين ومن وسوف أطور نفسي لكن ابحث الآن عن عمل في إحدى الشركات أو القطاع الحكومي ويمكنني تمثيل الشركة أو المؤسسة في مثل هذه المسابقات القادمة.