الأحداث السياسية تؤثر سلبا على توزيع الألبومات -
القاهرة: محمد السنديوني -
تسببت الأحداث السياسية التي تمر بها بعض البلدان العربية حاليا في حالة ركود شديد بسوق الغناء خلال الفترة الماضية، وجعلت المستمع غير مهتم بما يتم إنتاجه وطرحه في هذه السوق الغناء، الأمر الذي ألقى بظلاله على المطربين، فساءت أمورهم حتى أن البعض منهم اتجه لأعمال أخرى.
ورغم هدوء الأوضاع نسبيا فإن شركات إنتاج الأغاني لم تتحمس حتى الآن لعمليات الإنتاج المكلفة، وتنتظر رؤية ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، المدهش في الأمر أن بعض النجوم قرروا المجازفة بالإنتاج على نفقاتهم الخاصة، دون الانتظار لقرار شركات الإنتاج الكبيرة المهتمة بالتعاقد معهم، ومنهم على سبيل المثال هاني شاكر وسميرة سعيد ومحمد فؤاد ولطيفة فهل تشهد السنوات المقبلة اتجاه معظم الفنانين لإنتاج ألبوماتهم أم أنه لا غنى عن الشركات المنتجة؟
يفتتح المطرب الكبير هاني شاكر الموضوع قائلاً: سوق الغناء في مصر حاليا يمر بأزمة كبيرة مثل باقي القطاعات في البلد، لكن السؤال هو ما الحل؟ هل نقف مكتوفي الأيدي كفنانين أمام موجات الهبوط المستمر للفن المصري، أم نقوم بإجراءات سريعة من شأنها الحيلولة دون سقوط الفن المصري والهبوط به إلى الحضيض، ولأجل هذا اتجه المطربون الغيورون على فنهم إلى تقديم فنهم لجمهورهم بطول العالم العربي من أموالهم التي اكتسبوها من الفن.
يتابع شاكر قائلاً: لا توجد لدي خبرة بالإنتاج، لكن استعنت واستشرت أصدقائي، وليس اتجاهي للغناء باللهجة الخليجية بالكامل في ألبومي الجديد، هو البحث عن سوق لألبومي في دول الخليج، فالجميع يعلم شعبيتي في دول العالم العربي، واللهجة الخليجية الآن أصبحت مفهومة في العالم العربي، غير ذي قبل، وأصبحت تنافس وبقوة اللهجة المصرية واللبنانية في السوق الغنائي، بل في الدراما والسينما أيضاً.
ويضيف شاكر: لابد أن يتكاتف جموع أهل الفن في جميع القطاعات للحد من خفض إنتاج الفن المصري، ليس ذلك فقط، بل البحث عن التجويد في هذه الأعمال، ولا أعيب على شركات الإنتاج توقفها في تلك الظروف الراهنة، فالشركات لهم حسابات أخرى غير الفن، ويحسبون كل خطوة بدقة في السوق، ولغة الأرقام تغلب على فهمهم لهذا السوق، وهذا الفهم يجعل البعض يحجم عن الإنتاج في تلك الظروف الراهنة، لكن حسابات الفنان تختلف بشكل كبير عن حساب شركات الإنتاج، فيغلب فنه على لغة الأرقام.
أما المطرب إيهاب توفيق فيقول: بدأ أهل الطرب في انتهاج بعض السياسات التي تحرك السوق الراكدة في مجال الغناء، ومن تلك السياسات قيام المطربين في إنتاج الأغاني المفردة وعرضها على مواقع الإنترنت أو على مواقعهم الخاصة، وجاءت خطوة إنتاج المطرب لألبوم غنائي لتحريك سوق الغناء الذي أصابته نكسة حقيقية عقب اضطرابات الشارع المصري، للتأثير بشكل كبير على سوق الغناء ورواج الحركة الموسيقية.
يتابع توفيق قائلاً: مواجهة المطربين لهبوط الإنتاج الموسيقي في مصر بأساليب مختلفة، يحسب لهم لا عليهم، خاصة في ظل تدهور كامل الأوضاع الاقتصادية وانتشار موجات غنائية غريبة ومختلفة على الأذن الموسيقية المصرية، مثل موجات أغاني المهرجانات، وكان لابد للفنانين الحقيقيين الذين يبحثون عن تقديم فن راق للأذن الموسيقية العربية أن يقدموا على خطوات من شأنها مواجهة موجات الهبوط في الطرب المصري.
يضيف توفيق: إنتاج المطرب لألبوم كامل، ترجمة حقيقية لخطوة قيام المطرب بإنتاج أغاني مفردة وقيامه بتصويرها ككليب على نفقته الخاصة، وكانت ترجمة لقيام بعض المطربين بإنتاج ميني ألبوم، وهذه الخطوة من كبار المطربين في مصر والعالم العربي تحسب لهم، وتجعلهم جديرين بالحب والمكانة اللذين وصلوا إليهما عبر فنهم الذي قدموه طوال مسيرتهم.
من جانبها قالت المطربة مي سليم: هذه الخطوة من كبار المطربين في الوطن العربي، كانت متوقعة من نجوم كبار احتلوا مكانة متميزة في قلوب معجبيهم ومحبيهم، حيث جاءت تلبية لاحتياجات الجمهور منهم، وهذه الخطوة تكسر احتكار شركات الإنتاج للمطربين، وأعتقد أن الكثير من المطربين سينتهجون هذا النهج خلال الفترة المقبلة، في ظل خوف شركات الإنتاج من القيام بطرح أعمالهم الجديدة في ظل تردي الأوضاع في عدد من الدول العربية.
تتابع سليم قائلة: وسوق الغناء لن يتوقف في ظل التطور التكنولوجي، وتعدد الوسائل التي تربط بين المطرب وجمهوره، سواء عن طريق المواقع المختلفة على الإنترنت حيث قام العديد من المطربين بإنشاء حسابات على تلك المواقع، وقاموا بتصوير أعمال فنية فردية وقاموا بطرحها على هذه المواقع ونالت نسبة مشاهدة كبيرة، وأعتقد أن المستقبل القادم سيكون لتلك المواقع، لكن بالطبع لن يكون بديلاً عن الألبومات الغنائية التي تشبع الجمهور إشباعاً كاملاً.
أما الناقد فتحي العشري فيؤكد أن خطوة إنتاج المطرب لعمل فني كامل هي خطوة صحيحة لاشك فيها، في ظل التردي السيئ للغاية للفن المصري والعربي، ويشير العشري، إلى أن هذه الخطوة جاءت من مطربين كبار يدركون جيداً أن جمهورهم بطول العالم العربي متعطش لسماع صوتهم. ورغم حالة السوء التي تجتاح سوق الطرب إلا أني أتوقع نجاح تلك الخطوة، خاصة أنهم استعانوا بكبرى شركات التوزيع.
ويرى العشري أن هذه خطوة ستضع حداً لاحتكار بعض شركات الإنتاج للسوق الغنائي، وهو ما أدى إلى تكدير وسوء التنظيم في السوق الغنائي، والتنوع والتنافس مطلوب في هذا السوق لكي يظهر دائماً الأفضل، وهذه المنافسة تصب في النهاية لصالح الجمهور، الذي سيستمتع بالتأكيد بفن جيد وراق من وراء تلك المنافسة.