المجلس الاتحادي الروسي يوافق على تدخل الجيش في القرم

كليتشكو يدعو الى التعبئة العامة في أوكرانيا .. واجتماع طارئ لمجلس الأمن -

عواصم – (أ ف ب) : وافق المجلس الاتحادي في موسكو باجماع اعضائه امس على تدخل الجيش الروسي في اوكرانيا، وذلك بعد طلب في هذا الصدد تقدم به الرئيس فلاديمير بوتين.

ووافق المجلس الاتحادي الذي عقد جلسة طارئة على طلب بوتين عبر السماح بـ”اللجوء الى القوات المسلحة الروسية داخل الاراضي الاوكرانية حتى تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد”. وجاء في بيان صادر عن المكتب الصحفي للكرملين “نتيجة الوضع الاستثنائي في اوكرانيا، والخطر المحدق بأرواح المواطنين الروس، مواطنينا، والقوات المسلحة الروسية المنتشرة في اوكرانيا”، طلب بوتين السماح بـ”اللجوء الى القوات المسلحة الروسية داخل الاراضي الاوكرانية حتى تطبيع الوضع السياسي في هذا البلد”. وتوحي هذه الصياغة بامكان قيام روسيا بارسال قوات من روسيا الى اوكرانيا، او استخدام قوات الاسطول الروسي الموجودة في منطقة القرم في البحر الاسود.

وفي السياق ذاته، اعلن مجلس الاتحاد الروسي انه سيطلب من الرئيس فلاديمير بوتين استدعاء سفير روسيا في الولايات المتحدة، واعتبر نائب رئيس مجلس الاتحاد يوري فوروبيف ان الرئيس الامريكي باراك اوباما تجاوز “خطا احمر” و”أذل الشعب الروسي” عندما اعلن امس الاول ان اي تدخل عسكري في اوكرانيا له “ثمن”، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون الروسي.

في الجانب الاخر، دعا احد ابرز القادة السياسيين الاوكرانيين فيتالي كليتشكو امس البرلمان الى اعلان “التعبئة العامة” في مواجهة ما اعتبره “عدوانا روسيا” في اوكرانيا.

وقال كليتشكو في بيان “على البرلمان ان يطلب من قائد الجيش اعلان التعبئة العامة بعد بدء العدوان الروسي على اوكرانيا”، داعيا ايضا الى اجتماع طارىء لمجلس الامن الدولي.

واتهمت اوكرانيا روسيا امس بارسال الاف الجنود الاضافيين الى جمهورية القرم فيما تعهد الكرملين بالمساعدة على استعادة الهدوء في شبه الجزيرة، وحذرت واشنطن من ان اي تدخل عسكري لموسكو في اوكرانيا.

وقال وزير الدفاع ايغور تينيوخ في اول جلسة للحكومة الاوكرانية ان القوات الروسية ارسلت 30 ناقلة جند مدرعة و6000 جندي اضافي الى القرم في محاولة لمساعدة المسلحين المحليين الموالين للكرملين على الحصول على مزيد من الاستقلال عن قادة اوكرانيا الجدد الموالين للاتحاد الاوروبي.

واتهم الوزير روسيا بانها بدأت في ارسال هذه التعزيزات امس الاول “دون تحذير او تصريح من اوكرانيا”، وجاءت تصريحات الوزير فيما تجول عشرات المسلحين الموالين لروسيا وهم في كامل عتادهم العسكري امام مقر السلطة في مدينة سيمفيروبول عاصمة القرم، بعد يوم من سيطرة مسلحين اخرين على المطارات والمباني الحكومية في المنطقة.

واصبحت شبه جزيرة القرم التي تمتد داخل البحر الاسود الذي يضم الاسطول الروسي، وتسكنها غالبية من المتحدرين من اصول روسية، مقطوعة عن باقي اوكرانيا حيث اغلقت المطارات واقام المسلحون الموالون للكرملين حواجز على الطريق الرئيسي الواصل الى باقي اوكرانيا. واصبح القرم في مقدمة المواجهة ين الغرب وروسيا حول اوكرانيا والتي كشفت عن الانشقاقات الثقافية القديمة بين غرب اوكرانيا الموالي للاتحاد الاوروبي، والمنطقتين الجنوبية والشرقية اللتين يتحدث سكانهما باللغة الروسية.

واتضح ذلك الانقسام بشدة في شبه جزيرة القرم التي يسكنها مليونا شخص والتي يتمركز فيها اسطول القوات البحرية الروسية منذ نحو 250 عاما، والتي اهداها زعيم سوفياتي الى اوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي في 1954. ودعا رئيس وزراء القرم الجديد سيرغي اسكيونوف الرئيس بوتين امس الى المساعدة على استعادة “السلام والهدوء” وسط ازمته مع سلطات كييف المدعومة من الغرب. وقال في كلمة بثها التلفزيون الروسي الرسمي امس “نظرا لمسؤوليتي عن حياة وامن المواطنين، اطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في ضمان السلام والهدوء على اراضي القرم”. وقال اكسيونوف كذلك ان جميع قوات الامن في القرم بما فيها القوات المسلحة والشرطة الاقليمية، ستدعمه، واضاف “اطلب من جميع من لا يوافقون على ذلك، ترك الخدمة”. وطلب مجلس النواب الروسي (الدوما) امس من بوتين “حماية” سكان منطقة القرم “بكل الوسائل” من “التعسف والعنف”، كما اعلن رئيس البرلمان سيرغي ناريشكين. وقال ناريشكين ان “النواب يدعون الرئيس الى اتخاذ اجراءات لضمان استقرار الوضع وحماية السكان من التعسف والعنف بكل الوسائل”، وكان ناريشكين يتحدث عن شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية والمعارضة للسلطات الجديدة في كييف. واعلن دبلوماسيون أمس ان مجلس الامن الدولي سيجري مشاورات ضمن جلسة مغلقة في نيويورك حول تطورات الوضع في اوكرانيا والقرم. وهذا الاجتماع الثاني الذي تتم الدعوة اليه بشكل طارىء في يومين حول هذا الملف، سيضم سفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس بناء على طلب بريطانيا. من جهة اخرى، صرح دبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي لوكالة فرانس برس امس انه من المتوقع ان يعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي جولة جديدة من المحادثات الطارئة بشأن الوضع في اوكرانيا خلال ايام.

وصرح دبلوماسي بارز طلب عدم كشف هويته “يدور حديث عن عقد اجتماع مطلع الاسبوع المقبل”، فيما ذكر مسؤول اخر في الاتحاد ان وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ستعقد المحادثات “على الارجح” غدا.

وفي حال عقد الاجتماع فسيكون الثاني الذي يجريه وزراء خارجية الاتحاد الذي يضم 28 بلدا خلال اقل من اسبوعين بعد موافقتهم في اجتماع طارئ في 20 فبراير على فرض عقوبات على اعضاء نظام الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش بعد اعتبارهم مسؤولين عن عمليات القتل والقمع اثناء التظاهرات المناهضة ليانوكوفيتش.