لقاء متجدد.. سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي: حكم الاحتكار وعقابه

الاحتكار في كل ما يحتاج إليه الناس فمن احتكر سلعة حاجة الناس إليها بادية لأجل أن يتربص بها إلى أن يغلى سعرها فهو يبوء بوزر المحتكرين ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يريد من عباده الرحمة والرفق وأن ينظر بعضهم إلى بعض نظرة عطف وشفقة وحب للخير وإذا اعتاد الإنسان الاحتكار فلا ريب أن قلبه يقسو ولا يعطف على ضعيف ولا يلتفت إلى محتاج والنبي -صلى الله عليه وسلم- بيّن ما الذي ينتظر المحتكرين من عقاب الله فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام (المحتكر ملعون) وحسبكم ذلك فإن اللعنة هي الطرد من رحمة الله تعالى فإذا كان ملعونًا فمعنى ذلك انه مطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى، وفي عهد عمر -رضي الله تعالى- عنه جاء في بعض الروايات انه وجد تاجرين يحتكران فأمر عمر رضي الله عنه بنفيهما هذا هو العقاب الدنيوي أما العقاب الأخروي فهو ما أشار إليه حديث المحتكر ملعون وهو انه مطرود من رحمة الله لا نصيب له فيها وناهيكم ذلك زجرا شديدا وتخويفا لهؤلاء الذين أشربت قلوبهم حب المال فهم لا ينظرون الا الى الربح لا يرقون لمحتاج ولا يلتفتون الى وضع ضعيف ووضع من تحيط به الحاجة فلا يصل من الرحمة الى قلوبهم شيء، والله تعالى المستعان.