شهر رمضان يقوي أواصر التواصل والتآلف

يحقق مكاسب نفسية وبدنية واجتماعية -

صالح البراشدي: شهر رمضان يقوي أواصر التواصـــــــــل والتآلف بين الأقرباء والجيران والأصحاب -

يربي في النفس الرحمة بالآخرين وعلاج لكثير من الأمـــــــــــراض -

أجرى اللقاء- سيف بن ناصر الخروصي -

أكد صالح بن خلفان بن محمد البراشدي ان شهر رمضان يحقق آثارا إيجابية على الأفراد والأسر والمجتمعات.

وقال: إن الله تعالى جعل هذا الشهر المبارك محفوفا بالكرامات والفضائل والبركات فعلى الأسر المسلمة أن تجعله عاملا من العوامل التي تعين على إصلاح وصلاح الأسر.

وأوضح أن الاهتمام بالقرآن الكريم يعين على فهم أسس إصلاح الأسرة والنهوض بها ومن هنا جاء الارتباط الوثيق بين شهر رمضان وإصلاح الأسرة.

وقال: إن شهر رمضان المبارك على الصائم أن يستغل ايامه ويستثمر أوقاته في طاعة الله تعالى والعمل بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-،ويأتي ذلك بالاهتمام بحسن إدارة أيام الشهر بالبرامج المتنوعة بين الفرائض والواجبات والسنن والمستحبات.

واكد ان الشهر المبارك يعين على زرع القناعة في النفس الإنسانية وإلى استشعار حال الآخرين وحاجتهم مما يدعو الانسان إلى الوقوف إلى جانبهم كما انه يحقق للإنسانية مكاسب نفسية وبدنية واجتماعية.

واشار إلى أن الشهر المبارك يربي المسلمين على الاهتمام بصحة البدن حتى تتقوى على عبادة الله تعالى وان له مكاسب اجتماعية و يربي في النفس الرحمة بالآخرين ويعميق التآلف والتعارف والتواصل بين الأفراد والأسر.

وإلى تفاصيل ما قاله في هذا اللقاء


فحول مكانة شهر رمضان في النفوس واثره في إصلاح الأسرة يؤكد صالح البراشدي أن شهر رمضان شهر عظيم مبارك أكرم الله تعالى به المسلمين حيث يحقق آثارا إيجابية على الأفراد والأسر والمجتمعات، فالله تعالى جعل هذا الشهر المبارك محفوفا بالكرامات والفضائل والبركات فعلى الأسر المسلمة أن تجعله عاملا من العوامل التي تعين على إصلاح وصلاح الأسر، وذلك من خلال ما أودعه الله تعالى فيه من الفضائل، فشهر رمضان هو شهر القرآن، قال تعالى:( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، والقرآن الكريم شامل لما يحتاج إليه الإنسان، وبالتالي فالاهتمام بالقرآن الكريم يعين على فهم أسس إصلاح الأسرة والنهوض بها حسب التوجيهات الربانية القرآنية ومن هنا جاء الارتباط الوثيق بين شهر رمضان وإصلاح الأسرة.

استثمار أوقاته واجب

وعن واجب المسلم في هذا الشهر المبارك واثره في تربية للضمير يقول: إن شهر رمضان المبارك أيام تنقضي من عمر ابن آدم، فعليه أن يستغلها ويستثمر أوقاتها في طاعة الله تعالى والعمل بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويتأكد استثمار الأوقات في شهر رمضان المبارك، حيث تضاعف الحسنات، ويبارك الله تعالى في الأعمال والأوقات، فتكون حافزا للنفس الإنسانية على البذل والعطاء والاجتهاد في العبادة، والسعي إلى الاستغلال الأمثل لنهار وليل شهر رمضان المبارك من خلال إعداد البرامج المفيدة المتنوعة التي تحقق رضى الله تعالى، وتعين على أداء ما افترضه الله تعالى علينا من صيام نهار رمضان وقيام ليله، والاهتمام بحسن إدارة أيام شهر رمضان المبارك بالبرامج المتنوعة بين الفرائض والواجبات والسنن والمستحبات يربي الضمير الإنساني ويكسبه مفاتيح السعادة في الدارين، ويعينه على الاستغلال الأمثل للأوقات في غير شهر رمضان المبارك. وبالتالي يكون الضمير الإنساني مفعما بالحيوية والنشاط سائر أيام العام.

خير معين للقناعة

وحول أثر الصيام في زرع القناعة في النفس يقول: قالوا: إن (القناعة كنز لا يفنى) وشهر رمضان المبارك يعين على زرع القناعة في النفس الإنسانية، حيث نجد أن نفس الصائم في نهار شهر رمضان تتلهف إلى انتظار ساعات أذان المغرب رغبة في الثواب الجزيل من الله تعالى أولا، ورغبة في إطفاء الجوع والعطش الذي يستشعره الصائم خلال النهار ثانيا، ولكن رغبة الأكل والشرب سرعان ما تخف وطأتها إذا اقترب أذان المغرب واجتمعوا حول المائدة حيث أن على الصائم أن يوازن في أكله فيتناول جزءا يسيرا من الأكل والشراب، عملا بما جاء في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، واهتماما بالجوانب الصحية للنفس الإنسانية، فالصائم امتنع طوال النهار عن الأكل والشرب ساعات طويلة فإذا لم يلتزم القناعة في المأكل والمشرب أدى إلى الأضرار الصحية على نفسه.

كما أن الصائم وهو يستشعر عظمة الصوم ويستشعر حال الآخرين يدعوه ذلك إلى القناعة في متاع هذه الحياة الدنيا والوقوف إلى جانب الآخرين.

قال الشاعر:

خذ القناعة من دنياك وارض بها

لو لم يكن لك إلا راحة البدن.


مكاسب جمة

وعن المكاسب النفسية والبدنية والاجتماعية التي يحققها الصائم من هذا الشهر اوضح ان شهر رمضان المبارك شهر يحقق للإنسانية مكاسب نفسية وبدنية واجتماعية، فمن المعلوم أن شهر رمضان شهر الروحانيات والقرب من الله تعالى، وبالتالي يعيش الصائم نهار وليل شهر رمضان المبارك قريبا من الله تعالى من خلال العمل بمقتضى قول الله تعالى:( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ويقول سبحانه:(ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في خطبته عن فضائل شهر رمضان المبارك:(( فاستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتان ترضون بهما ربكم وخصلتان لا غنى لكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوذون به من النار)).

وبالتالي فالاهتمام بذكر الله تعالى يحقق الطمأنينة للنفس الإنسانية الأمر الذي يحقق المكاسب النفسية للمسلمين، وإذا ارتاحت النفس استطاع الإنسان أن ينظم حياته بحسب الضوابط الدينية فيكسب السعادة الفردية والأسرية والمجتمعية.

أما المكاسب البدنية التي يحققها شهر رمضان المبارك للإنسانية، قال عليه الصلاة والسلام :(( صوموا تصحوا)). ومن المعلوم أن عددا من الأمراض التي تصيب الإنسان من أسبابها كثرة الأكل وعدم اتباع النظام الغذائي الصحي، ويكفينا أن التوجيه النبوي في ذلك حيث روي عنه عليه الصلاة والسلام: (( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه))، وبالتالي فشهر رمضان المبارك يربي المسلمين على الاهتمام بصحة البدن حتى تتقوى على عبادة الله تعالى، فالموازنة أمر مهم تغرسه التشريعات الربانية من خلال التشريعات الربانية، فلا إفراط ولا تفريط، ولا إسراف ولا تبذير.

والمكاسب الاجتماعية من أهم مصادرها شهر رمضان المبارك، شهر الرحمات والبركات، وحسبكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتبر شهر رمضان شهر أوله رحمه، رحمة بالنفس الإنسانية، فيسعى المسلم بمقتضى ذلك إلى التوبة النصوح رحمة بنفسه من الوقوع في الخطأ الموجب لسخط الله تعالى وعقابه. كما أن شهر رمضان يربي في النفس الإنسانية الرحمة بالآخرين، فالصائم الذي يذوق مرارة الجوع والعطش خلال نهار شهر رمضان يتذكر أحوال المجتمع، يتذكر أولئك الذين يعانون طوال أيام العام فيدعوه شهر رمضان إلى الرحمة بهم، والسعي إلى مساعدتهم بكل ما أوتي من رزق من الله تعالى، فتتحرك نفسه إلى مساعدة الآخرين، وبالتالي يتعمق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

كما أن من المكاسب الاجتماعية لشهر رمضان المبارك تعميق التآلف والتعارف والتواصل بين الأفراد والسر من خلال اللقاءات والزيارات العائلية، حيث تتقوى في هذا الشهر أواصر التواصل بين الأقرباء والأرحام، والجيران والأصحاب، فتتآلف القلوب وتصفو من الأمراض والأكدار، فينعم الجميع بالمحبة والسعادة، وتخيم عليهم البهجة والسرور.