خالصة بنت ناصر بن علي اليعقوبية -
السلام هو تحية الإسلام، وهو السبيل إلى دار السلام فعن عبدالله بن سلام (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).
فمحى الإسلام بذلك رواسب الجاهلية وعدل مسير العلاقات الاجتماعية فلقد كان الرجل في الجاهلية إذا لقي صاحبه لا يسلم عليه، ويقول: (حييت صباحاً)، (وحييت مساء) وكان ذلك تحية القوم بينهم و كان أحدهم ينطلق إلى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم ويقول: (قد دخلت ونحو ذلك) فيشق ذلك على الرجل فلعله يكون معه أهله.
فغيرت تعاليم الإسلام ومبادئه ذلك كله في ستر وعفه ونزاهة ونقاء فقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها).
إن السلام تحية الأنبياء والرسل أجمعين وبه يميز المؤمنون من غيرهم حين يتلاقى الناس في الاجتماعات والمناسبات كما أنها من صميم فطرة الإنسان التي فطر الله الناس عليها. قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيباً).
واتفق العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة دائمة ورده فريضة ثابتة؛ لأن أصل السلام أمان ودعاء بالسلامة وكل اثنين أعطى أحدهما أماناً للآخر وجب عليه أمانه فلا يجوز لأحد إذا سلم عليه غيره أن يسكت. فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: (السلام عليكم) فرد عليه، ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم (عشر) ثم جاء آخر فقال: (السلام عليكم ورحمة الله) فقال:(عشرون) ثم جاء آخر فقال: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فقال: (ثلاثون) أي كلما زاد في السلام زيد له في الأجر والمثوبة.
فالسلام عليكم يتضمن السلام من الشر.
ورحمة الله تتضمن وصول حصول الخير.
- وبركاته تتضمن دوام ذلك وثباته إذ البركة كثرة الخير واستمراره.
- إن أمل العالم في حقائق الإسلام؛ لأنه السلام وكيف لا يكون الإسلام دين السلام والسلام من أسماء الله الحسنى قوله تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون).
وإن السلام يسمى دار الثواب الجنة دار السلام.
- إن إفشاء السلام مظهر حضاري امتازت به الشعوب المتقدمة والأمم المتحضرة.
- جاء الإسلام مؤكداً على هذا المبدأ حاثاً عليه.