أوباما: لا استراتيجية محددة لمواجهة «داعش» بسوريا -
دمشق- (أ ف ب) : تجاوز عدد اللاجئين السوريين بعد حوالى ثلاث سنوات ونصف السنة من نزاع دام الثلاثة ملايين فروا من بلادهم بسبب حرب تشهد تصعيدا متزايدا مع الممارسات الوحشية لتنظيم «الدولة الاسلامية» التي استدعت استنفارا دوليا لمواجهته.
واعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة امس ان «ازمة اللاجئين السوريين المتفاقمة تخطت رقما قياسيا جديدا بلغ ثلاثة ملايين»، بينهم مليون خلال سنة، كما ادت اعمال العنف الى نزوح اكثر من 6,5 مليون شخص داخل سوريا، ما يعني ان حوالى 50% من السوريين اضطروا لمغادرة منازلهم، بحسب المفوضية.
ونددت الامم المتحدة بظروف «مزرية داخل سوريا»، مشيرة الى ان هناك مدنا «سكانها مطوقون وجائعون ويستهدف فيها المدنيون او يقتلون بشكل عشوائي»، وادى النزاع في سوريا منذ منتصف مارس 2011 الى مقتل اكثر من 180 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينما تشير ارقام الامم المتحدة الى 191 الف شخص.
ولا يظهر اي افق حل للازمة السورية التي تزداد تعقيدا مع تنامي نفوذ تنظيم «الدولة الاسلامية» المتطرف الذي يزرع الرعب في اجزاء واسعة من سوريا والعراق المجاور، ويستخدم التنظيم مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت للترويج لاعمال القتل المروعة التي يقوم بها، وكان آخرها اشرطة فيديو اظهرت عشرات الجثث شبه العارية المكدسة في مكان ما من الصحراء، وقدمها مؤيدون للتنظيم المتطرف على انها لجنود سوريين.
وفي مواجهة الخطر المتنامي الذي يمثله تنظيم «الدولة الاسلامية» والذي دعا مجلس الامن الدولي الى حشد الطاقات لمواجهته، قال الرئيس الامريكي باراك اوباما امس الاول ان واشنطن لا تملك استراتيجية حتى الان لمهاجمة التنظيم في سوريا، وجاء ذلك بعد تقارير عن احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية لمواقع التنظيم في سوريا على غرار الغارات التي يشنها الطيران الامريكي منذ الثامن من اغسطس في العراق.
واكد الرئيس الامريكي انه يعمل على خطة عسكرية ودبلوماسية في آن واحد للتغلب على «الدولة الاسلامية»، موضحا ان الامر لن يكون «سريعا ولا سهلا».
ويبدو الموقف الامريكي محرجا بالنسبة الى تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا بالتحديد بعد ان بات العدو المشترك لواشنطن والنظام السوري واحدا، وتؤكد واشنطن منذ اندلاع الازمة في سوريا ان لا مستقبل للرئيس بشار الاسد في مستقبل سوريا، داعمة المعارضة التي تطالب برحيله.
وقال اوباما «سنواصل دعم المعارضة المعتدلة لأن علينا ان نقدم للناس في سوريا بديلا يتجاوز الاسد او الدولة الاسلامية»، وتشكو هذه المعارضة المعتدلة الممثلة على الارض بمجموعات عسكرية غير مجهزة بشكل كاف من ان كلام الدعم لا يترجم مساعدات فعالة بالسلاح والعتاد تمكنها من مواصلة القتال على جبهتي النظام والتنظيم المتطرف الذي تطلق عليه اسم «داعش».