أجواء عمانية في قلب المملكة المتحدة -
متابعة- خليفه الرواحي:-
احتفل الطلاب العمانيون الدارسون في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة بعيد الفطر السعيد حيث أدى الطلبة صلاة العيد مع عدد من إخوانهم المسلمين في جامع عبدالله كولوم بمدينة ليفربول، وتواصلت احتفالاتهم وأفراحهم باستقبال عدد من إخوانهم المسلمين في احتفالية بسيطة قدموا خلالها الحلوى العمانية والتمر والقهوة بهذه المناسبة الدينية، مستذكرين بذلك الوطن والأهل الذين ابتعدوا عنهم نتيجة طلب العلم والدراسة هناك في تجربة إيمانية مثيرة كما وصفها الطلبة الدارسون.
وعبر عدد من الطلبة الدارسين هناك عن اشتياقهم للوطن وللأهل، ففي البداية قال عبد الله بن صالح الحسني هذا أول عيد أقضيه بعيدا عن أهلي، موضحا أن تواجد عدد من الشباب العماني في مدينة ليفربول خفف قليلا من فقدان لمه الأهل وتجمعهم أثناء العيد أو على مائدة الإفطار.
وأضاف الحسني: لقد واجهنا صعوبة في أول أسبوعين فقط، لكننا تأقلمنا مع الأوضاع خاصة مع وجود الطلبة العمانيين وعدد من مسلمي الدول الأخرى، موضحا أن مدينة ليفربول تحترم الحريات في كل شي ولا يوجد من يعارضك في دينك ومعتقداتك وما تقوم به من أعمال، بل هناك تقدير واحترام لأراء وأفكار الآخرين.
وعن العائلة البريطانية التي يسكن معها يقول عبدالله: العائلة يعاملوننا كأحد أبنائهم فهم يحترموننا كثيرا، كما أني بالطبع أحترمهم كثيرا، ورغم أن العائلة مسيحية إلا أنهم يحترمون ديننا ويقدرون صيامنا لشهر رمضان فهم يعرفون عن هذا الشهر الفضيل الكثير، وعند غروب الشمس يخبروننا بذلك تذكيرا منهم بموعد الإفطار، وهذا ساعدنا على التأقلم بسرعة رغم طول النهار في بريطانيا، فرغم أن الصوم تسع عشرة ساعة إلا أن الأجواء جميلة وباردة ولا تشعرنا بالتعب.
أما الطالب خالد بن محمود بن زاهر العبري يقول: بداية يسرنا أن نبعث تهانينا للأهل في السلطنة بمناسبة عيد الفطر السعيد، ونبعث من هنا تهانينا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس – حفظه الله ورعاه- بحلول عيد الفطر السعيد وبمناسبة 23 يوليو المجيد سائلين الله عزوجل ان يعيد المناسبة على جلالته أعواما مديدة وان ينعم عليه بالصحة والعافية.
واضاف بأن فترة رمضان كانت حافلة بالعمل والدراسة والمذاكرة وممارسه العبادات كصلاة القيام وتناول الفطور مع إخواننا المسلمين في المسجد القريب منا، وهذا الالتقاء كان فرصة للتعرف على ثقافات مختلفة ومناسبة للتعريف بالسلطنة وبعاداتنا وتقاليدنا خاصة في شهر رمضان.
ويضيف العبري: إن أكثر ما شدني في هذه البلاد حسن التعامل مع الآخرين وأعجبتني ثلاث كلمات، أسميتها «الثلاثي الذهبي» وهي: لو سمحت، شكراً، آسف، وأعجبني أيضا احترام الدولة للموهوبين وتوفير الجو المناسب لتنمية مواهبهم والسماح لهم بممارسة مواهبهم في الأماكن العامة والأسواق فسيستمتع المارة بالمشاهدة وفي نفس الوقت تعتبر الموهبة مصدر رزق لهم، حيث يقوم المتابعين بدفع مبالغ بسيطة نظير مشاهدتهم ومتابعتهم للشخص صاحب الموهبة.
وعن العائلة التي يسكن معها خالد يقول: أسكن مع عائلة طيبة في معاملتهم ويقدرون الدين الإسلامي ولديهم حب في المعرفة عن ديننا ولماذا نصوم فكانت فرصة لتعريفهم بالصوم وأهدافه الإيمانية.
ويقول الطالب الوليد بن خالد اليحيائي: في هذي الأيام المباركة تعودنا أن نكون مع الأهل والأصدقاء ونجتمع على مائدة العيد السعيد ونزور أرحامنا وأصدقاءنا، فطعم العيد ورمضان في عمان يختلف كثيرا عما هو عليه هنا.
وهذه أول مره أصوم واقضي العيد بعيدا عن هذه الأجواء، لذلك أشعر دائما بالشوق والحنين للوطن والأهل، فالفرق كبير وواضح لكننا استطعنا التأقلم مع هذا الوضع.
ويضيف اليحيائي: اتواجد هنا لتعلم اللغة الإنجليزية واستطعت تطوير مهارات التحدث من خلال الممارسة وهي أفضل طريقه لتطوير اللغة، ولكي أطور من لغتي بالطبع أحاول الاختلاط مع الآخرين أطول وقت ممكن للتعود على النطق الصحيح للغة الإنجليزية.
أما الطالب عمار بن ياسر الرشيدي يقول: الحمد لله نحن نحتفل بعيد الفطر السعيد بعدما تجاوزنا المرحلة الصعبة في شهر رمضان الذي قضيناه بعيدا عن الأهل والوطن، مضيفا لقد قضينا شهر رمضان جهاد مع النفس حتى نحافظ على صومنا في ظل وجود المغريات والملذات أمام العين، ولكن الحمد لله أن حفظنا الله من كل سوء وساعدنا على الصيام بالرغم من التزامنا بالذهاب للدراسة وحل الواجبات المدرسية.
وعن حياته في بريطانيا يقول الرشيدي: لقد طبقت المثل العماني الذي يقول « يا غريب كون أديب» فالتزمت بالقوانين التي تعرفت عليها عن طريق المشرف في التعامل مع العائلة البريطانية والتعامل مع الناس في الشارع واحترام القوانين والأنظمة في الأماكن العامة، فهنا تعودنا على النظام في كل شيء في وسائل المواصلات، وفي عبور الشارع، وفي الحضور للمدرسة.
ويقول الطالب زهير بن سليمان التوبي: لقد افتقدت الجو العائلي في العيد وأيام رمضان، وافتقدنا الجلوس مع الجيران وتناول القهوة العمانية، لكننا ولله الحمد تجاوزنا ذلك من خلال الاندماج مع إخواننا المسلمين هنا ونحن نمارس حياتنا الطبيعية، نقرأ القرآن وعشنا أجواء رمضان والعيد، كما قمنا بعمل تجمع للشباب العمانيين حيث كنا نتناول الإفطار وقضينا الاحتفال بالعيد معا مما كان له الأثر الأكبر في تعويض الإحساس بالغربة.