نيودلهي – (أ ف ب): التقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس في نيودلهي رئيس الوزراء الهندي الجديد نارندرا مودي خلال زيارة تهدف الى تحسين اجواء العلاقات بين البلدين التي تدهورت في الاشهر الماضية.
وزيارة كيري التي تستغرق ثلاثة ايام الى الهند هدفها ايضا التحضير لزيارة الزعيم القومي الهندوسي الى الولايات المتحدة هذه السنة.
وقبل عشر سنوات تقريبا، في عام 2005، منعته الولايات المتحدة من الحصول على تأشيرة دخول بسبب اعمال الشغب المناهضة للمسلمين التي اوقعت اكثر من الف قتيل في ولاية جوجارات الهندية التي كان يحكمها انذاك.
وفي افتتاحية مشتركة بينه وبين وزير التجارة الامريكي بيني بريتزكر نشرت الاربعاء الماضي في صحيفة “اكونوميك تايمز” الهندية، اعتبر كيري ان ولاية مودي القوية فتحت الطريق امام فرص التعاون في قضايا عدة من التجارة الى الطاقة.
وجاء في المقالة أن “الشراكة الطويلة الامد بين الولايات المتحدة والهند في طريقها الى تحول تاريخي”. وتابعت انه “عبر العمل معا، تستطيع اقدم ديموقراطية في العالم واكبر ديموقراطية في العالم ان يضعا عقدا جديدا من الازدهار المشترك والامن لمئات الملايين من شعب الهند عبر آسيا والعالم”.
وخلال العقدين الاخيرين، وضعت الدولتان العلاقة بينهما في اطار التحالف الطبيعي بين بلدين يتشاركان القلق ذاته حول تزايد قوة الصين من جهة والاسلاميين من جهة ثانية.
ولكن حوادث عدة ساهمت في تراجع العلاقة بين الحليفتين الى ادنى المستويات ومن بينها توقيف دبلوماسية هندية عام 2013 في الولايات المتحدة بشبهة أنها لم تدفع لعاملتها الراتب الذي صرحت عنه للسلطات.واثارت القضية عاصفة دبلوماسية بين البلدين.
كما ان المعلومات التي اشارت الى ان حزب بهاراتيا جناتا الذي يرؤسه مودي كان هدفا لعملية تنصت قامت بها وكالة الامن القومي الامريكي، ساهمت ايضا في تعزيز انعدام الثقة والتوتر بين البلدين.
ولطالما تعاملت واشنطن مع مودي الذي يترأس حزبا قوميا هندوسيا كشخص منبوذ الى ان فاز حزبه بالانتخابات التشريعية في ابريل ومايو، ليترأس بذلك الحكومة.
وتناولت المحادثات بين كيري ومودي ملف التجارة الدولية الحساس فيما افشلت الهند أمس الأول في جنيف اتفاقا حول تسهيل التبادل بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمي.
وعادت الحكومة الهندية الجديدة الاسبوع الماضي عن هذا الاتفاق الذي كان اعتمد في بالي في ديسمبر 2013 وطالبت بالتفاوض للتوصل الى حل دائم لمشكلة المخزون الغذائي بحلول 31 ديسمبر 2014 فيما كانت وافقت في بادىء الامر على تجميده حتى العام 2017.
وعبر كيري أمس عن أسفه لاتخاذ ذلك القرار لرئيس الحكومة الهندية، كما قال مسؤول أمريكي كبير.
وقال المسؤول “نلفت الى ان رئيس الوزراء يبدي رغبة حازمة بفتح الاقتصاد الهندي امام شركات اجنبية وايجاد فرص، ولذلك فان فشل اتفاق تسهيل التجارة يوجه رسالة غامضة ويشوش على الرسالة التي يريد تمريرها”.
واضاف “كلما فهمنا قلق الهند حيال الامن الغذائي كلما اعتقدنا ان الاتفاق حول تسهيل التجارية سياتي بفوائد كبرى وخصوصا للمحرومين في العالم. ان قرار الهند لا يتطابق مع رؤية رئيس الوزراء”.
والهند التي تحارب المجاعة منذ استقلالها، تشتري الحبوب باسعار مضخمة من المزارعين وتبيعها باسعار مدعومة لمئات الملايين من الفقراء. الا ان الدول الغنية تقول ان هذا البرنامج من شأنه تشويه التجارة.