جواد الأسدي « لـ عمان الثقافي:-
كتبت: سجا العبدلي -
ليس من المفارقة أن يُقرر عرض مسرحية الروائي والمسرحي الفرنسي الإشكالي جان جينيه «1910 – 1986» في الجزائر البلد الذي احتلته فرنسا. فمواقف جينيه – الذي وصفه جان بول سارتر بالمتمرد والقديس والذي تباينت الآراء حول شخصيته- واضحة من احتلال بلده للجزائر فكان معارضا لهذا الاحتلال ولشتى أنواع الاحتلال في العالم ويشهد على ذلك موقفه المعارض للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ويتجلى هذا الأمر في نص «أسير عاشق» و«أربع ساعات في شاتيلا».
وفي هذا الإطار يستعد المخرج والمؤلف المسرحي العراقي «جواد الأسدي» مؤسس «مسرح بابل» لعرض مسرحيته «الخادمتان» في مدينة بيجاية الجزائرية التي سافر اليها من بيروت مقر اقامته من أجل التحضير للبروفات المسرحية وذلك استعدادا لعرضها في افتتاحية المهرجان الدولي المسرحي في الجزائر.
وعن مسرحية «الخادمتان» صرح «الأسدي» لعمان الثقافي بالقول: «تطرح الخادمتان المسرحية التي كتبها جان جينيه عام 1947 إشكالية العلاقة التاريخية ما بين «السيد والعبد»، وهي تحكي قصة امرأتين مسحوقتين، حريتهما الجسدية والإنسانية مسلوبة بسبب غطرسة سيدتهما. ويوما ما، وبعد خروج السيدة من المنزل، تقوم كل من الخادمتين بارتداء ملابس السيدة ويتدربون على الخلاص منها لكن وباستمرار تفشلان في تحقيق هذا الأمر بسبب الخوف والذل المتكدس فيهما» وأكد الأسدي مخرج العمل الذي قدمه برؤيته الخاصة: «في الثامن والعشرين من أكتوبر سيفتتح المهرجان الدولي المسرحي بالجزائر بمدينة بجاية بـ»الخادمتان» التي ستكون من بطولة ممثلات جزائريات وباللهجة العامية الجزائرية علما بأن مدير المهرجان هو الفنان الجزائري عمر فطموش.»
جواد الأسدي: مخرج ومؤلف مسرحي عراقي ولد في مدينة كربلاء، حاز عام 2004 على جائزة الأمير كلاوس للمسرح. عمل لمدة 14 عاما مع المسرح الوطني الفلسطيني ولاحقا مع المعهد العلي للفنون المسرحية بدمشق. أخرج العديد من الأعمال المسرحية من أشهرها رأس المملوك جابر عن مسرحية سعد الله ونوس، تقاسيم على العنبر المستوحاة من نصوص لتشيخوف، حمام بغدادي من بطولة فايز قزق والراحل نضال سيجري. و»نساء في الحرب» الذي قام بكتابة نصه والكثير من الأعمال الأخرى. حصل الأسدي على جائزة الإبداع المسرحي من مؤسسة الفكر العربي، 2011.