مسقط في 2 سبتمبر /العمانية/ انتهت وزارة التراث والثقافة مؤخرا من طباعة الدفعة الأولى للدراسات التوثيقية للتراث المعماري المتمثل في خمس حارات في عدد من محافظات السلطنة ضمن برنامج حصر وتوثيق تجمعات المباني التاريخية الذي تنفذه الوزارة من خلال اللجنة الوطنية لتسجيل وحماية تجمعات المباني التاريخية التي يرأسها سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث، وعضوية ممثلي وزارة الداخلية ووزارة الإسكان ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة السياحة.
وقال سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث أن طباعة تلك الدراسات تمثل نتيجة للمرحلة الثانية من برنامج الحصر والتوثيق بعد المرحلة الأولى التي تمثلت في تسجيل أكثر من 1096 حارة تم تصنيفها في ثلاثة مستويات وفقا للحالة الإنشائية والأهمية التاريخية والمعمارية، مضيفا أن المرحلة الثانية هي إجراء دراسات توثيقية مفصلة أو ما يعرف بخطة إدارة لتلك الحارات تتضمن التوصيف العام للحارة وسياقها الجغرافي والتاريخي والاجتماعي ومكوناتها وحالتها الإنشائية وصولا إلى المبادئ العامة للتدخل المطلوب والتوظيف المستقبلي.
وأوضح سعادته أن الدراسات الخمس التي سيتم الإنتهاء من طباعة النسخ العربية منها قريبا هي لحارة السيباني بنيابة بركة الموز التي تتميز بـطبوغرافيتها الجبلية وبوقوعها ضمن محيط فلج الخطمين المدرج في قائمة التراث العالمي، وحارة اليمن التي تتميز بتخطيطها المستطيل الشكل والطرق الواسعة والمتقاطعة، أما حارة فنجاء أو كما يطلق عليها الأهالي حجرة فنجاء فلا تزال تحتفظ بمعالمها العامة ولا يزال الأهالي يمارسون تقليد “العزوة” في الأعياد، وحارة السليف بولاية عبري لأهميتها المعمارية والتاريخية، إضافة إلى حارة العقر بولاية بهلا المدرجة في قائمة التراث العالمي ضمن مفردات واحة بهلا.
وأكد سعادة وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث أن العمل جار حاليا على توثيق ثماني حارات إضافية هي حارة المضيرب بولاية القابل وحارة الجيلة بنيابة طيوي وحارات الصواوفة وآل براشد بنيابة سناو وحارة سيجاء بولاية سمائل وحجرة مسلمات بولاية وادي المعاول وحارة الخبت بولاية الخابورة وحارة قصرى بولاية الرستاق، وذلك بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى وجامعة نوتنجهام ترنت البريطانية والتي سيتم الانتهاء منها في مطلع العام القادم.
وأشار سعادته إلى ـن الوزارة ستخضع تلك الدراسات ومخرجاتها للحوار والتقييم والنقد من خلال حلقة عمل بالعمارة التقليدية بمناسبة نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2015م.
جدير بالذكر أن خطة التوثيق تستند على تحليلٍ وتفسيرٍ شاملٍ لبنية الحارة وطبيعة تشكّلها “موروفولوجيتها” وأنماط البناء والأوضاع الاجتماعية السائدة فيها في الماضي القريب، وبذلك تستلهم البُعدَين الثقافي والتقني والمعرفة الشعبية بهندسة المكان وحِرَفه التقليدية، وإلى تحقيق الاستفادة العملية القصوى من أفضل ما توصل إليه الإنتاج البحثي في مجال دراسة المستوطنات المحلية في السلطنة.