الحكومة الأوكرانية والإنفصاليون يتوصلون إلى هدنة

واشنطن تعد لجولة جديدة من العقوبات على روسيا -

مينسك – ويلز (د ب أ – رويترز): اتفق مفاوضو الحكومة الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا على هدنة في منطقة حوض دونيتس المضطربة شرقي أوكرانيا.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» أمس عقب اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في مينسك عاصة بيلاروس أن الهدنة سدخلت حيز التنفيذ مساء اليوم(أمس).

وهذه أول هدنة يتفق عليها الجانبان.

وسيتعين على الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إعطاء أوامر بوقف إطلاق النار للقوات الحكومية. وهو الأمر الذي تعهد به حال التوصل إلى اتفاق في مينسك.

ويتوقع خبراء عدم القدرة على تنفيذ الهدنة بسهولة بسبب تعقيدات في التسلسل القيادي من الجانبين.

وبحسب بيانات «إنترفاكس»، تم الاتفاق في مينسك على تبادل الأسرى. وتضم مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا ممثلين من أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

يذكر أن القيادة الأوكرانية رفضت لفترة طويلة التفاوض مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

وناقشت مجموعة الاتصال في مينسك تولى مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مراقبة واسعة المدى على وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبل.

وبحسب تصريحات المشاركين في المفاوضات، سيتم مناقشة الوضع المستقبلي لمنطقة حوض دونيتس في وقت لاحق.

من جهتهما قال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو وزعيم للانفصاليين الموالين لروسيا انهما سيأمران بوقف اطلاق النار بشرط ان يتم توقيع اتفاق بشأن خطة سلام جديدة لانهاء الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر في شرق أوكرانيا.

جاءت هذه الانفراجة بعد اسبوع حقق فيه الانفصاليون الموالون لروسيا انتصارات كبيرة من خلال ما وصفه حلف شمال الاطلسي بأنه دعم مفتوح بآلاف الجنود الروس.

ولمواصلة الضغوط على روسيا قال مسؤول بالبيت الابيض حضر قمة حلف شمال الاطلسي ان الولايات المتحدة تعد لجولة جديدة من العقوبات الاقتصادية لكن احراز تقدم نحو هدنة يمكن ان يوقف العقوبات المالية الاوروبية الجديدة التي يتوقع ان يوافق عليها زعماء الاتحاد الاوروبي.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسواهولوند ان القرار بشأن مجموعة العقوبات يتوقف على «الساعات القادمة».

غير ان المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل حذرت من انه بينما يريد أعضاء حلف الاطلسي حلا سياسيا وسيتحدثون الى روسيا بشأن هذا «فاننا مستعدون أيضا لوضع ثقلنا وراء مطالبنا السياسية بفرض مزيد من العقوبات.»

وقد سمع شاهد من رويترز نحو عشرة انفجارات وشاهد أعمدة دخان أسود تتصاعد على بعد بضعة كيلومترات الى الشرق من ميناء ماريوبول في شرق أوكرانيا وهي ميناء تسيطر عليه الحكومة ويبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة وهي ثاني أكبر مدينة في طريق تقدم الانفصاليين.

وقال مصدر عسكرى أوكراني ان القوات تستعد لهجوم محتمل على المدينة.

وأمطرت الحكومة منطقة دونيتسك السكنية بوابل من القذائف. وهذه المدينة عاصمة واحدة من الجمهوريات المستقلة التي أعلنها الانفصاليون.

وأيد الغرب كييف بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو لكنه أوضح أيضا انه لن يقاتل لحماية هذا البلد حيث ثار انفصاليون موالون لروسيا في منطقتين بعد ان ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في مارس.

ودعي بوروشينكو للاجتماع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وزعماء غربيين آخرين في قمة حلف شمال الاطلسي في ويلز التي يستضيفها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

واقترنت القمة بكلمات حادة موجهة لروسيا.

فقد كتب اوباما وكاميرون في مقال افتتاحي مشترك «الى الشرق انتهكت روسيا القانون باعلانها غير الشرعي ضم القرم وارسال جنودها الى اراض اوكرانية والتهديد بتقويض دولة ذات سيادة.»

لكن بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار بدأ ان المسؤولين الغربيين يأخذون خطا أقل تشددا.

ورفضت اوكرانيا في السابق بحث أي اتفاق سياسي مع الانفصاليين ووصفتهم بأنهم ارهابيون يعملون نيابة عن موسكو.

لكن مع تبخر الامل في تحقيق انتصار سريع ربما شعر بوروشينكو ان الوقت حان الان للاستماع الى عرض الكرملين.

وفي الإسبوع الماضي تخلى الانفصاليون عن طلب الاستقلال التام وقالوا انهم سيقبلون نوعا ما من الوضع الخاص في اوكرانيا.

ويزيل هذا واحدة من العراقيل الرئيسية التي تعترض محادثات السلام.

وناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقف اطلاق النار مع نظيريه الفرنسي والالماني واتهم واشنطن بمحاولة تقويض عملية السلام الوليدة.

واقتراح بوتين للسلام يترك الانفصاليين يسيطرون على اراض يبلغ عدد سكانها عشر سكان اوكرانيا وبها الجزء الاكبر من الصناعات.

وهو يقضي بأن تبقى اوكرانيا غير منحازة.

وقالت كييف في الاسبوع الماضي انها ستنضم الى حلف شمال الاطلسي رغم ان العضوية الكاملة غير محتملة لان عددا من الاعضاء سيعارضونها.

وسيراقب الهدنة مراقبون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا.