أوكرانيا: بوروشينكو يخرج «خالي الوفاض» من مباحثاته مع أوباما .. وبوتين يقترح استضافة فيينا لمحادثات السلام

رئيس وزراء روسيا: منظومة الأمن الأوروبي تواجه «تهديدا» –

UKRAINE-RUSSIA-CRISIS-MILITARYعواصم – (وكالات): خرج الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو من مباحثاته مع الرئيس الامريكي باراك اوباما خالي الوفاض، بعد ساعات من توجيهه نداء للكونجرس الامريكي بالموافقة على تزويد بلاده بالأسلحة.وبعد لقاء فى البيت الابيض أمس الأول اشار أوباما الى المساعدات المالية والمعدات العسكرية غيرالفتاكة التي ارسلتها واشنطن الى اوكرانيا، اضافة الى العقوبات الاقتصادية المنسقة التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على روسيا.

ووصف اوباما نظيره الاوكراني بانه «الرجل المناسب للمهمة» مشيرا الى التزام بوروشينكو الخاص بالانتخابات القادمة وتحقيق الانجازات فى عهده، ومن بينها التشريع الذي يتيح حكما ذاتيا موسعا للمناطق المضطربة فى شرق اوكرانيا.

ويستعد البيت الابيض للاعلان عن مساعدات اضافية قيمتها 53 مليون دولار لاوكرانيا، منها 7 ملايين دولار للمساعدات الانسانية و46 مليون دولار للمساعدات الامنية والأسلحة غير الفتاكة.

جاء ذلك على الرغم من المناشدات الملحة للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، لتزويد بلاده بالاسلحة اللازمة لمواجهة الانفصاليين المدعومين من روسيا.

واشاراوباما خلال لقاء مع الرئيس الأوكراني في البيت الأبيض إلى دعم أمن أوكرانيا.

في سياق متصل، وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على إجراء بدعم من الأعضاء بالحزبين الجمهوري والديمقراطي بقيمة 350 مليون دولار يسمح لأوباما بإمداد أوكرانيا بأسلحة مضادة للدبابات وذخائر ورادارات مدفعية وطائرات استطلاع فنية بدون طيار إلى جانب أسلحة أخرى.

واقترحت اللجنة 100 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا فيما يتعلق بطوارئ الطاقة على مدى الثلاثة أعوام القادمة.

ويجب أن يمر هذا الإجراء من مجلسي الشيوخ والنواب بكامل هيئتهما لكي يصبح قانونا.

على صعيد منفصل عقد مندوبون عن كييف وموسكو والانفصاليين في شرق اوكرانيا أمس اجتماعا في مينسك؛ لاحراز تقدم حول عملية سلام دقيقة تراقبها البلدان الغربية، فيما لا تزال الهدنة بين الطرفين هشة.

ومنذ توقيع «بروتوكول وقف اطلاق النار»، الذي أحدث مفاجأة شاملة بين كييف والمتمردين في عاصمة بيلاروسيا في الخامس من سبتمبر، عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ان يضمن «وضعا خاصا» موقتا للمناطق الموالية لروسيا في الشرق، على ان يترافق ذلك مع انتخابات محلية في ديسمبر.

وقد تبنى النواب هذه العروض في خضم المفاوضات.

في هذه الاثناء، طبق الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تتهم روسيا «بالمس بسيادة اوكرانيا» من خلال مساعدة المتمردين بالاسلحة والقوات، عقوبات جديدة على الاقتصاد الروسي الذي يوشك دخول مرحلة الركود.

وانتقد باراك اوباما مرة جديدة أمس الأول «العدوان» الروسي خلال الزيارة الرمزية الاولى لبترو بوروشنكو إلى واشنطن منذ وصوله الى الحكم في مايو.

وقد حصلت التنازلات السياسية التي قدمتها كييف على دعم موسكو هذا الاسبوع، الاأن المتمردين رفضوا حتى الان أي عرض تقدمه السلطات الاوكرانية يتعلق بالمنطقة التي يطالبون باستقلالها.

وبعد نزاع استمر خمسة اشهرواسفر عن حوالي 2900 قتيل، تتعامل كييف والبلدان الغربية مع اعلانات موسكو بحذر كبير، وتتهم روسيا بتأجيج هذا النزاع الذي تسبب بأسوأ توتر بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.

وتأكيدا على ذلك يقول الحلف الاطلسي: ان حوالي الف جندي روسي ما زالوا ينتشرون على الاراضي الاكرانية، واتهمت كييف

أمس الأول روسيا التي تنفي الاضطلاع بأي دور فعال في النزاع، بأنها حشدت حوالي اربعة آلاف جندي روسي «مع كامل معداتهم وذخائرهم» على الحدود «الادارية» مع شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها روسيا في مارس.

واسفرت الانتهاكات المتكررة للهدنة التي يتبادل المتمردون الموالون لروسيا والجيش الاوكراني تهمة ارتكابها، منذ الخامس من سبتمبر، عن 32 قتيلا من المدنيين والعسكريين، كما يفيد احصاء اعدته وكالة فرانس برس بالاستناد الى ارقام السلطات المحلية والجيش.

واعربت بلدية دونيتسك التي دارت فيها معارك طاحنة في الاشهر الاخيرة عن اسفها أمس لأن سكان المدينة امضوا «ليلة شهدت عمليات قصف كثيفة» اسفرت عن مقتل مدني.

وانتقد السكان من جانبهم الهدنة الهشة، وما زالوايعيشون على وتيرة القذائف ويمضون ليالي في الملاجىء.

واعلن «نائب وزير» جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد اندريه بورجين أمس الأول، ان المشاركين في مفاوضات مينسك سيركزون على هذا «الوضع الخاص» لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك.

ويمثل الانفصاليين الى جانب «رئيس وزراء» جمهورية دونيتسك الكسندر زاخارتشنكو.

وقبل توجهه الى مينسك، نبه موفد كييف، الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشكما الى ان المفاوضات لا يمكن «في اي حال ان تجري على حساب استقلال اوكرانيا ووحدة اراضيها».

ورفض ايضا «أي شكل من اشكال الفيدرالية والاعتراف بالجمهوريات المعلنة من جانب واحد» في معاقل المتمردين.

والوثيقة المؤلفة من اثنتي عشرة نقطة، والتي وقعها ايضا في الخامس سبتمبر السفير الروسي في اوكرانيا ومندوب عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا، تتضمن من جهة اخرى بنودا حول مراقبة الحدود الروسية-الاوكرانية بمساعدة منظمة الامن والتعاون في أوروبا واقامة منطقة امنية في الاراضي الحدودية.

وتتطرق ايضا الى الجانب الانساني والمساعدة والانعاش الاقتصادي لمنطقة دونباس الصناعية.

ودعا الاتحاد الاوروبي الاربعاء الماضي روسيا والانفصاليين الى القيام بما يتعين عليهم القيام به من خلال تطبيق البنود الواردة في اتفاق مينسك، ومنها خصوصا «سحب المجموعات المسلحة غير الشرعية والعتاد العسكري والمقاتلين والمرتزقة من اوكرانيا واقامة آلية مراقبة للحدود الروسية الاوكرانية». من جهته قال رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف أمس ان منظومة الأمن الاوروبي تواجه تهديدا في الوقت الحالي.واضاف في تصريحات نشرتها وكالة ريا نوفوستي « من الناحية الجوهرية ، فان منظومة الامن الاوروبي تواجه تهديدا اضافة إلى القيم الاساسية والمزيد من العولمة ومفهوم التنمية السلمية» وتابع: يبدو ان الدول الغربية تنسى ان روسيا لها الحق، كدولة ذات سيادة، في تحديد مصالحها القومية والعمل على تحقيقها.

واشار رئيس الوزراء الروسي الى ان كل المحاولات السابقة للضغط على روسيا كانت عقيمة وان موسكو لن تسمح بالابتزاز السياسي.

وذكر« التاريخ يوضح بجلاء ان كل المحاولات للضغط على روسيا بمثل هذه الاجراءات كانت عقيمة. لن نسمح بالابتزاز السياسي.

إننا اكبر دولة في العالم وقوة نووية ووطن لـ150 مليون نسمة ولدينا ارض بها احتياطات طبيعية ضخمة وسوق ضخم للسلع والخدمات والاستثمار».

واشارإلى أن من المستحيل تقدير تاثيرالعقوبات ضد روسيا على الاقتصاد العالمي.

واستطرد رئيس الوزراء الروسي ان بلاده تبقي الباب مفتوحا امام الشركاء الغربيين اذا كانوا مستعدين للتفاوض. يذكر ان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة فرضتا عقوبات على روسيا على خلفية التوترات في شرق اوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم الى الاتحاد الروسي. في السياق نفسه قال مكتب المستشار النمساوي فيرنر فايمان أمس: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح في مكالمة هاتفية مع فايمان أن تستضيف فيينا محادثات سلام محتملة لحل الأزمة في أوكرانيا.وذكرت صحيفتا أوستريخ وهويته النمساويتان أن الفكرة طرحت خلال مكالمة استغرقت 20 دقيقة أمس الأول ناقش فيها الزعيمان الوضع في أوكرانيا وجهود الاتحاد الأوروبي لحل الصراع.

وفي مقابلة مع صحيفة أوستريخ نقل عن فايمان قوله إن تقاربا حدث بين الزعيمين خلال المقابلة. وأضاف: «يبدو الأمرأفضل الآن مما كان عليه في آخر مرة تحدثت فيها إليه لكننا لن نقترب بعد من خط النهاية.

لقد أثنى على جهود السلام النشطة للنمسا المحايدة ويرى أن فيينا مكان جيد لاستضافة محادثات السلام المحتملة مع أوكرانيا.

وأكدت متحدثة باسم فايمان ما ذكرته الصحيفتان. وتسير النمسا على خط رفيع يفصل بين التضامن مع أقرانها في الاتحاد الأوروبي، في فرض عقوبات على روسيا بسبب ما يصفونه بدورها في اذكاء الثورة في أوكرانيا، وبين الابقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع موسكو.