تواصل فعاليات معرض «عمان قريبة وإن كانت بعيدة» في طشقند

الوثائق تسرد روايات وشواهد الحضارة العمانية -

يواصل معرض «عمان قريبة وإن كانت بعيدة» الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالمتحف الحكومي لتاريخ التيموريين بجمهورية أوزبكستان بمدينة طشقند، استقبال أفواج كبيرة ومتواصلة من الزوار بشكل يومي، حيث إن الشعب الأوزبكي يهتم بالتاريخ والحضارة، لاسيما الحضارة المتصلة ببلاد المسلمين، ويسرد المعرض الوثائقي جانبا من تاريخ وحضارة عمان في حقبة تاريخية مختلفة، حيث إن الوثائق المعروضة تمثل مخزونا وثائقيا مهما لتاريخ وعراقة السلطنة، كما أن التنوع الموجود في الموضوعات والفترات الزمنية للوثائق يمثل أمرا مهما للدارسين والباحثين والمهتمين، حيث يشهد المعرض اقبالا كبيرا منذ أيامه الأولى من مختلف شراح المجتمع الأوزبكي خاصة من الباحثين والمهتمين والمستشرقين.


أفواج الطلاب


وتتوافد أفواج طلابية من مختلف المراحل الدراسية مبتهجين بحضورهم وملامسة الحضارة العمانية من خلال هذا المعرض، أيضا تنشط حركة طلبة الجامعات والمعاهد المختلفة خاصة المتخصصة في التاريخ أو المعاهد التي تختص بالعلوم الاسلامية واللغة العربية، كما يزور المعرض عدد كبير من السياح الأجانب، حيث يقف فريق العمل على شرح والرد على استفسارات الزوار داخل أركان المعرض المختلفة.

وحول التنسيق والجهود المبذولة من قبل سفارة السلطنة يقول ناصر بن حمد السليماني: تعد السلطنة من أوائل دول العالم التي تقيم علاقات دبلوماسية مع أوزبكستان، كما أن السلطنة بادرة بإقامة سفارة لها في طشقند، وبذلك فتحت المجال للتواصل وتعميق العلاقات الطيبة مع أوزبكستان، كما أن تواصل العلاقات المتينة بين السلطنة وأوزبكستان أنتج لجنة عمانية أوزبكية مشتركة، فضلا عن الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، والآن يأتي إقامة معرض عمان قريبة وإن كانت بعيدة في أوزبكستان ليوسع العلاقات الثنائية بين السلطنة وأوزبكستان، ونحن نعلم بهوية المجتمع الأوزبكي المطلع والمحب للتاريخ والذي يملك تاريخا وحضارة متينة غنية عن التعريف، كما ان السلطنة لها حضارة تتحدث عن نفسها في كل صفحات التاريخ، والمعرض الوثائقي جاء بأبرز ما تزخر به الهيئة من وثائق ومخطوطات وخرائط وعملات وغيرها من الكنوز الثمينة لعمان التاريخ والحضارة، ونحن هنا في السفارة نتابع مع أخواننا في الهيئة سير العمل منذ أن نشأت الفكرة حتى تبلورت لتتجسد اليوم إلى هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة التي يطلع عليها الشعب الأوزبكي وكل المقيمين في طشقند بكل شغف».


تقارب ولو من بعيد


ومن جهة أخرى وفي أحد زوايا المعرض تتجول نسيبا عثمانوفا قادمة من منطقة سورخندريا من ريف دينوف وتجاعيد وجهها تؤكد أنها في منتصف العقد السادس، حضرت المعرض الوثائقي بمجرد أنها سمعت عنه، وأتت متلهفة لتشاهد تاريخ عمان وحضارتها، هي مهتمة بالتاريخ ومتتبعة له خاصة تاريخ الحضارة العربية، سمعت عن عمان الكثير، وعرفت عنها أنها بلد له تاريخ وحضارة حافلة، تقول: أتمنى زيارة سلطنة عمان هي بلد عربي مسلم ولها تاريخ كبير، كما أن لها تنوعا جغرافيا جميلا، كما تقول ان عمان بلد متقدم وله مدن متحضرة كما أن لها آثارا وشواهد تاريخية، وحول المعرض تقول : استطاع المعرض أن يجمع الكثير من التاريخ الحضاري لعمان كما نوع في ابراز جمالية مناطق عمان وتنوع تضاريسها، كما شدتها المعروضات والمقتنيات العمانية خاصة الملابس التقليدية العمانية، كما تحدث نسيبا حول الفن الشعبي العماني المشارك في أهازيج شعبية طول فترة افتتاح المعرض، حيث تقول: بالرغم من اختلاف الفن العماني عن الأوزبكي إلا أن لها تقاربا في بعض الأشياء في طريقة بعض الرقصات وبعض المعزوفات.

وفي لقاء مع الزائرة سفيت لانا وزوجها بيتر القادمين من ألمانيا يقولان: اتينا من ألمانيا لزيارة مدن أوزبكستان وعلمنا بإقامة المعرض الوثائقي الذي يتحدث عن تاريخ وحضارة عمان الامر الذي شدنا للحضور والتعرف على هذا التاريخ ونحن مسروران بتواجدنا في المعرض وهو امر ايجابي لدول العالم العربي والاسلامي ان تقوم بمثل هذه التظاهرات الثقافية وتقيم علاقات ثنائية متميزة، ونحن نعلم ان العمانيين والعرب بشكل عام دائما ما يرحبون بضيوفهم بكل احترام وتقدير ونحن متشوقون لزيارة العالم العربي وبعد مشاهدتنا لهذا المعرض الذي حكى لنا الكثير عن عمان الامر الذي يجذبنا اكثر لزيارة السلطنة التي تربط بلادنا ايضا بعلاقات صداقة طيبة، كما أن جلالة السلطان قابوس يقضي اجازته في ألمانيا وهذا امر يسرنا ويسعدنا في ألمانيا، والمعرض من حيث التصميم متناسب مع المعروضات وهو يلفتنا كزوار له ونحن نحب ارتياد المعارض، ونتمنى للمعرض العماني كل التوفيق والنجاح كما نتمنى المزيد من التقدم والنجاح لعمان.

ومن أفواج الطلبة الذي زاروا المعرض تحدثت الطالبة ديارة بجامعة الاستشراق حول المعرض قائلة: لقد تعرفت على الكثير من المعلومات الممتعة عن سلطنة عمان، وقد اتاح لي المعرض التعرف على الكثير من الجوانب التاريخية والثقافية وجميع مظاهر الحياة في سلطنة عمان وجاء ذلك من خلال المعروضات كالوثائق والخرائط والعملات والازياء العمانية الجميلة، كما استمتعت بمشاهدة الفن الشعبي العماني الجميل، ومن هنا يمكنني القول ان سلطنة عمان لديها الكثير من التاريخ العظيم الذي يستحق أن تعرف عنه، وينشر لتعريف العالم الخارجي به من خلال هذه المعارض الدولية، وتذكر ديارة، بأن المعرض أوجد لديها الانطباع الجيد عن عمان والذي تمثل في المعرض الوثائقي عمان قريبة وان كانت بعيدة حيث قالت: زاد اهتمامي بسلطنة عمان واصبحت اتوق لزيارتها للتعرف اكثر على هذا البلد العربي وخاصة انني اعشق اللغة العربية والادب العربي، وستكون هذه الزيارة من اجمل صفحات حياتي، كما انني اود أن ابلغ الشعب العماني خالص امنياتي واحترامي لهم وذلك بسبب اتاحتهم الفرصة لي للتعرف على حضارتهم من خلال اقامة هذا المعرض الرائع.


الحرص على نشر الحضارة


ويرى مظفر علي طالب في الادب العربي بجامعة الاستشراق ان هذا المعرض يعد اهم وابرز تظاهرة ثقافية تعيشها أوزبكستان تجسد ذلك من خلال المخزون الحضاري الذي اتيح من معروضات تنوعت بين التاريخ والثقافة ومظاهر الحياة المدنية التي يعيشها الشعب العماني، وتطرق في حديثه عن اعجابه الشديد حول حرص عمان على نشر حضارتها في جمهورية اوزبكستان، كما اعجب مظفر كثيرا بركن العملات والطوابع والخرائط، كما ذكر أهمية التعرف على عمق العلاقات العمانية الاوزبكية التي أبرزها هذا المعرض، واضاف في حديثه ان المعرض اشتمل على المشغولات اليدوية التي جذبته لمشاهدتها والتمعن في جماليتها كالفضيات ومجسمات السفن والملابس التقليدية العمانية المعروضة.

ويذكر أحمد بن محمد الصباحي مشارك في الإعداد والتحضير للمعرض عمان قريبة وان كانت بعيدة حيث يقول: يقوم فريق المعارض بتحضير الوثائق من الدوائر والاقسام التابعة لدى الهيئة، وبالتنسيق مع العاملين بقسم المعارض ليتم اعدادها واخراجها للمعرض ويأتي تصميم شكل الوثيقة بالخنجر العماني وذلك لهوية الوطن وشعار هذا الوطن الغالي، أما التصميم الداخلي والذي يمثل جانبا مهما لإخراج المعرض بالشكل المطلوب فقمنا بالتوصل لاستخدام الأدوات التي سيحتاجها تصميم وإخراج المعرض فنيا، فقمنا باستحداث لوحات بشكل جميل وقابلة للطي والانتقال بها في مكان ويمكن تكرار استخدامها في العديد من المعارض، حيث توضع عليها الوثائق التي صممت هي الأخرى مع ما يتناسب وهذه اللوحات، كما زينت القاعة بمقتنيات تراثية داخل صناديق مهيأة لهذا الغرض كالفضيات والسعفيات، وهناك أيضا عرض لملابس نسائية تقليدية عمانية لمختلف محافظات السلطنة. وأضاف الصباحي: أن التحضير لهذا المعرض تطلب الوقت الكبير للإنجاز، وحقيقة أن الحضور يعطي مؤشرات عالية سواء في الحضور الرسمي، أوفي الأيام التي تأتي بعد الافتتاح الرسمي، حيث يشهد المعرض اقبالا جماهيريا متميزا خاصة من المهتمين والباحثين بالإضافة إلى طلاب المدارس وطلاب الكليات والجامعات والمعاهد، ويقوم فريق شرح الوثائق بالرد على الزوار في استفساراتهم التي يودون منها زيادة المعرفة بكل ما يتعلق بالوثائق وأهميتها ومحتواها ومدهم بمعلومات عن السلطنة.

ومن جانبها تقول أميرة بنت زهران الحضرمية فنية وثائق ومحفوظات بالهيئة ومشاركة في المعرض: «ان السلطنة دائما ما تسعى وبجهود حثيثة إلى تقوية علاقاتها مع مختلف دول العالم القريبة منها كانت أو البعيدة وتدعمها بالزيارات والفعاليات المشتركة، واقامة معرض عمان قريبة وانت كانت بعيدة في أوزبكستان البلد الذي له تاريخ وحاضرة واسعة ما هو إلا ترجمة حقيقية وواضحة لاهتمام السلطنة بتعزيز العلاقات القائمة بين البلدين الصديقين وشعبيهما، وهو انعكاس لانفتاح عمان على مختلف دول العالم، ويعكس الرؤية الحكيمة والاستشراف المدروس للسلطنة، وتسعى الهيئة بكل جهد إلى تطبيق هذه الرؤية إلى واقع ملموس» واضافة الحضرمية «حقيقة الحضور الكبير للمعرض فاق توقعتنا، كما أن تفاعلهم من خلال الاستفسارات والأسئلة والتي لاقت منا الاصغاء وحسن الإجابة، كما أن لهم اهتماما كبيرا بالتعرف على السلطنة وتاريخها التليد، فمحتويات المعرض عكست الصورة التاريخية والأثار الحضارية لعمان، فضلا عن المظاهر الحديثة للسلطنة والمزارات السياحية في مختلف ربوع عمان». وفيما يتعلق بالوثائق وأهمية اختيارها وفرزها ثم توصيفها لتكون جاهزة للعرض تقول أميرة: «إن اختيار الوثائق المتناسبة مع الحدث المناسب امرا يتطلب وقتا وجهدا ذهنيا كبيرا، وبعد اختيار الوثائق واعتماد عرضها، نعمل على توصيفها تمهيدا لدخولها مرحلة اعدادها للتصميم والطباعة لتكون بذلك جاهزة للعرض».