القدس: نبحث عن اهتمام فلا نجد وسط التحالفات ضد «داعش»

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: نبحث عن اهتمام فلا نجد وسط هذه التحالفات ضد «داعش»، جاء فيه: يبدو انه لم يعد للعالم قضية اليوم سوى الدولة الإسلامية في أجزاء من سوريا والعراق والتي أعلنتها حركة «داعش» وبات الجميع في سباق لمواجهة ما يسمونه هذا الخطر الداهم الذي لا يهدد دولا كثيرة في المنطقة فقط وإنما يطرق أبواب الغرب كلها كما يقولون.

وزير الخارجية الأمريكية بدأ جولة في هذا الخصوص بدأها بزيارة للعراق، وكان حلف الأطلسي قد عقد اجتماعا حضره الملك الأردني عبدالله الثاني، وتستضيف السعودية مؤتمرا تحضره تركيا، وفرنسا تستعد لعقد مؤتمر آخر على أراضيها، وتؤكد واشنطن أن التحالف الجديد ضد «داعش» يضم الآن مالا يقل عن أربعين دولة، وأمريكا التي بدأت بشن غارات جوية من فترة وإرسال «مستشارين» إلى العراق، بدأت فرنسا وغيرها تعلن عن الاستعداد للمشاركة في أية عملية عسكرية مهما كان نوعها ضد الدولة الإسلامية.

ولم تعد إيران التي كانت العدو التقليدي للغرب وإسرائيل بسبب برنامجها النووي أساسا، لم تعد بعيدة عن هذه التحركات والتحالفات وستشارك في اجتماعات مختلفة بهذا الخصوص.

وسط هذا الاهتمام الزائد والمتزايد تحاول السلطة الوطنية وتحاول الجامعة العربية، بخجل وهدوء، تحريك القضية الوطنية وبحث استمرار الاحتلال وضرورة وضع حد له، كان وفد فلسطيني زار واشنطن وكيري سيلتقي الرئيس عباس خلال أيام، والجامعة العربية تعلن أنها ستبذل جهدا في مجلس الأمن أو الجمعية العامة لتحريك الاهتمام على أمل استصدار قرار بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال.

لكن الواضح أن واشنطن ترفض مثل هذا التحرك وسيرفض الاتحاد الأوروبي أو يقف محايدا في النهاية، تجاه ذلك ولا يبدو العالم ولا حتى الدول العربية منفردة، بعيد هذا التحرك أي اهتمام حقيقي، بينما يتعاملون مع دولة «داعش» بكل الجدية وبكل الاستعداد لدفع الأموال والمشاركة العسكرية إذا لزم الأمر.

وهذه الحالة تؤكد للمرة الألف، إن من لا قوة له لا صوت له ومن لا يثير الاهتمام فعلا لنا يهتم به احد، نحن منقسمون على أنفسنا والدول العربية بدأت تخاف أن يصل إليها هذا التطرف الجنوني واللا أخلاقي واللا إنساني الذي بدأت تمثله ممارسات هذه الدولة الداعشية، ولهذا بدأت تتعامل مع داعش بكل جدية واهتمام وتتعامل معنا بالبيانات والمبادرات غير الفعالة وغير المؤثرة.

والغرب بدأ يخاف أيضا أن يتساقط حلفاؤه في المنطقة أو أن تصل الضربات إلى عمق دياره خاصة مع ارتفاع عدد المشاركين من مواطني هذه الدول الغربية في الجماعات المغرقة بالتطرف والقتال في سوريا أو العراق واحتمالات عودتهم إلى بلادهم في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.

وتحاول واشنطن بصورة خاصة أن تتجاهل حقيقة أساسية وهي أنها هي التي دعمت أو أسست أو ساهمت بدعم هذه القوى المغرقة بالتطرف وأنها بتدخلها العسكري في العراق وأفغانستان تلعب دورا رئيسيا في تشكيل هذه المجموعات وأنها تتحمل مسؤولية ما اقترفته يداها.

إن خريطة المعادلات والتحالفات في المنطقة بدأت تتغير كثيرا، والمواجهة بأي شكل من الأشكال العسكرية ضد الدولة الإسلامية والقوى المتطرفة سيزيد من المشاكل ولن يتمكن من حل القضية نهائيا حتى وان قضوا على دولة داعش لأنهم بتدخلهم يزرعون، كما في السابق، بذورا جديدة لأنواع جديدة من التطرف ولا حل إلا بتحقيق العدالة لكل الشعوب ونحن في المقدمة.