مسقط في 27 أكتوبر /العمانية/ احتفلت اللجنة الوطنية للشباب بيوم الشباب العماني تحت رعاية معالي الشيخ سعد بن محمد المرضوف السعدي وزير الشؤون الرياضية بفندق قصر البستان بحضور عدد من أصحاب السمو وأصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة.
وقال معالي الشيخ وزير الشؤون الرياضية في تصريح له “أنه منذ بداية النهضة المباركة أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – اهتماما كبيرا بقطاع الشباب، وقد سخّرت الحكومة كل الإمكانيات المتاحة للنهوض به في كافة المجالات على اعتبار أن الشباب هم عماد الوطن ومستقبله”.
وأضاف معاليه إن المباركة السامية لتخصيص يوم للشباب العماني هي لفتة كريمة من لدن جلالته – حفظه الله ورعاه – وهي حافز لكل الشباب العماني لمضاعفة عطائهم وإبراز أهمية دورهم في بناء الوطن مشيرا إلى أن الجميع يعلم أن خطط وأهداف التنمية في السلطنة كان الإنسان العماني محورها لتمكينه من المشاركة والمساهمة في مسيرة البناء والتقدم.
كما أكد معاليه على أن تخصيص يوم للشباب العماني يعد دليلا واضحا على الاهتمام الذي توليه كافة مؤسسات الدولة بهذا القطاع الهام بما فيها اللجنة الوطنية للشباب، كما أنه يعد فرصة سانحة لتسليط الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة للنهوض بهذا القطاع والارتقاء به فكريا وبدنيا وصحيا وتوعويا بما يخدم مسيرة التنمية في السلطنة.
وألقى الدكتور حمد بن حمود الغافري رئيس اللجنة الوطنية للشباب كلمة اللجنة قال فيها “إن العناية السامية بقطاع الشباب منذ بواكير النهضة المباركة تعد تجسيداً يقظاً وفهماً عميقاً للعلاقة بين النهوض بالوطن من جهة والحضور الشبابي في تفاصيل الدولة الحديثة من جهة أخرى، فوجود المجلس الأعلى لرعاية الشباب وعام الشبيبة في مطلع الثمانينيات، وعام الشباب في التسعينيات، والبرامج الحكومية الموجّهة لدعم الشباب والوقوف إلى جانبهم تأهيلاً وتدريباً وتبنياً لأفكارهم وتطلعاتهم، ما هي إلا نماذج من حرص الإرادة السامية على الارتقاء بالدور الحيوي للشباب، وعلى خلق المناسبات التي نقف عندها لا للاحتفاء بما أنجزنا فحسب، بل لمراجعة الراهن واستشراف المستقبل ورسم الآفاق والمسارات المرجوة.
وأوضح “إن هذا اليوم هو محطة نقف عندها سنوياً لنضع إنجازاتنا وتحدياتنا وآمالنا، وأيضاً مكامن القصور تحت مجهر الرؤية السامية لهذا القطاع لنتعلم من تجربتنا ما يعيننا على الحصول على خبرة تراكمية غايتها الصالح العام، وأداتها العطاء الصادق من أبناء هذا الوطن المعطاء وتحقيقاً لهذه الغاية، جاء توجيه مجلس الوزراء بتشكيل فريق تنسيقي ليوم الشباب ترأسه اللجنة الوطنيّة للشباب وبعضوية وزارة التراث والثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالي والتنمية الاجتماعية والشؤون الرياضية”.
وأضاف “سنقف اليوم معكم على أهم أولويات القطاع الشبابي كما يراها الشباب أنفسهم عبر الاستقراءات والتقصيات التي قامت بها اللجنة في فترتها الأولى مع الإشارة لإفادات الجهات ذات الصلة، كما سيتلو ذلك ندوة لأبرز نتائج دراسات مشروع “الاستكتاب” الذي نفذته اللجنة الوطنية للشباب في فترتها الأولى والمتمثل في الوقوف على عدد من القضايا الشبابية التي حظيت بالتناول البحثي المنهجي من قبل عدد من الباحثين المجيدين، مما يوفر الحلول ويطوّر السياسات ويعزز الفهم، ويثري المكتبة العمانية بالمادة المعرفية التخصصية”.
من جانبه قال أحمد بن سالم الكلباني كلمة الشباب قال فيها “إن مرحلة الشباب هي المرحلة التي تتدفق فيها المقدرة والطاقة في آن واحد وهذا ما أدركه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – منذ اللحظة الأولى التي استشرف فيها مستقبل البلاد، فكانت المباركة السامية لجلالته بتخصيص يوم 26 أكتوبر من كل عام يوما للشباب العماني تعبيراً وإيمانًا منه بأهمية الشباب ودورهم المفصلي في بناء أي حضارة على وجه الأرض، فلجلالته – حفظه الله ورعاه – وافر العرفان والتقدير أن أسس ليوم رائع نقف فيه لننظر إلى الشباب نظرة عميقة من أجل المستقبل.
وأضاف لم تتوقف توجيهات جلالته – حفظه الله ورعاه – عند يوم الشباب وحسب بل أسس لوجود الشباب واستغلال طاقاتهم رؤية مستقبلية في جميع أركان هذه الدولة العصرية، وأصبحت الفكرة الأكثر صخبا ” الشباب.. طاقات ورؤى “، فكرة جعلت من كل كيانات البلاد المؤسسية والفردية الحكومية والخاصة تعمل على تطبيق واستثمار الشباب على نحو عام والاعتناء بحاجاتهم وأفكارهم على النحو الخاص، وأفضل نموذج لذلك تأسيس اللجنة الوطنية للشباب التي حملت على عاتقها فكرة تشجيع الدماء الجديدة ومساندتها بالطرق الممكنة ودراسة كيفية الصعود بها، كما تولى وطننا الغالي أيضا استقطاب أعداد كبيرة من الشباب للوظائف الحكومية إيمانا بدورهم المستقبلي وبطاقاتهم التشغيلية الجبارة.
وأوضح “أننا تجاوزنا فكرة توفير الحقوق لنا حيث لم يعد يكفي أحدًا منا حق التعليم وحسب أو التوظيف و الزواج وغيرها فقط، إنما بتنا نشعر فعليا بأنا نحتاج إلى استغلالٍ أمثل لطاقاتنا بشكل متخصصٍ أكثر دقة ووضوحا، فنبحث في التعليم عن رؤية مستقبلية تثقب الزمن من أجل احتواء أفكارنا التي نود أن نشغلها في بلدنا، ونبحث في التوظيف فكرة حضارية بالغة الأهمية “الرجل المناسب في المكان المناسب” من أجل فاعلية قصوى وضمان لتواصل عطائنا وطاقاتنا، ونطمح إلى خطة استراتيجية حقيقية متواصلة ومتكاملة بين كل قطاعات البلاد تؤمن لنا تشغيل طاقاتنا بالطريقة الصحيحة.. نطمح لتشغيل أقصى طاقة ممكنة، الأمر الذي يحتم على أصحاب الخبرة والقرار معاينة ودراسة وتطبيق متطلبات الشباب بشكل دوري من أجل الفاعلية.
تضمن الحفل الإعلان عن مسابقة “تمكين” التي تهدف إلى مشاركة الشباب في تفعيل مرتكزات يوم الشباب العماني من خلال تقديم أفكار إبداعية تخدم المجتمع كما تضمن الحفل استعراض نتائج الجلسات الاستقرائية التي تهدف إلى الوقوف على تطلعات القطاع الشبابي ومرئياته والسعي لترجمة تلك التطلعات في برامج اللجنة المختلفة وتجسير العلاقة بين مختلف الشرائح الشبابية وتوجهاتها من جهة، والمؤسسات المعنية من جهة أخرى وإشراك المواهب الشبابية وتفعيلها في حزمة من البرامج الموازية للجلسات الاستقرائية كما تضمن الاحتفال عرضا مرئيا عن اللجنة الوطنية للشباب.