«أحلام وردية» طويلة ومقترحات ومطالب تعزز أجندة النادي

في الجلسة الحوارية الثانية بين النادي الثقافي والجمعيات الشبابية –

متابعة ـ عاصم الشيدي –

تحولت الجلسة الحوارية التي نظمها النادي الثقافي مع الجمعيات والمبادرات الثقافية الشبابية مساء أمس الأول إلى جلسة لطرح «أحلام وردية» ومطالب. وأسهب البعض في البحث عن آلية تستفيد بها مبادرته أو الجمعية التي ينتمي إليها من النادي الثقافي. ورغم أن الدكتورة عائشة الدرمكية رئيسة مجلس إدارة النادي الثقافي كانت واضحة منذ البداية حينما قالت إن النادي الثقافي أقرب ما يكون إلى مؤسسة المجتمع المدني من حيث أنه لا يملك موازنة ضخمة كما يمكن أن يتصور البعض، ولكنه في الوقت نفسه يحاول أن يعمل على تنفيذ الرؤى في فعالياته التي يقترحها الشباب والمثقفون. ولاحظ الشيخ هلال بن محمد العامري الذي كان أحد حضور الجلسة الحوارية «التيه» الكبير الذي حدث في النقاش وقال مخاطبا الجميع: النادي الثقافي كان يريد منا في هذه الجلسة أن نطرح عليه مقترحات لفعاليات لينفذها خلال خطته القادمة وليس أن نعدد الانجازات: انجازات النادي أو انجازات المبادرات التي تنتمون إليها.. لم يتحدث أحدكم عما يريد من النادي بشكل واضح ومحدد. وهو ما حدا بالدكتور مهدي أحمد جعفر والذي كان أول المتحدثين، للقول: نتلمس العذر من هذا التيه ولكن لدينا قائمة أمنيات ولا نعرف إن كان النادي الثقافي يستطيع أن يحققها، ولا نملك الحق أن نطلب منهم أن يفعلوا كذا وكذا ولذلك فنحن نحلق حول عناوين الموضوعات. وكان تعليق الدكتورة رئيسة مجلس الإدارة «نحن نريد أن نسمع منكم مقترحات الفعاليات فعلا».

وكان النادي الثقافي يستكمل في جلسته الحوارية أمس الأول الحوار الذي بدأه الأسبوع الماضي مع المثقفين ورواد النادي الثقافي ليسمع مقترحاتهم ومتطلباتهم من فعاليات على أن يجتمع مجلس إدارة النادي الأسبوع القادم ويخرج بتوصيات للفعاليات التي يريدها المثقفون والمؤسسات الثقافية في البلد لتكون ضمن روزنامة فعالياته القادمة.

وكانت الجلسة الحوارية قد بدأت بمداخلة للدكتور مهدي أحمد جعفر الذي تحدث مطولا عن تبنيه مسابقة «وطنية» تؤسس للكتابة باللغة الانجليزية تحمل اسم ابنه الراحل «علي»، مشيرا الى أنها تلاقي في عامها الأول اقبالا منقطع النظير. وذكّر الدكتور مهدي النادي الثقافي بأنه استضاف حفل تأبين ابنه، وأن أسرة الترجمة التي كانت تابعة للنادي الثقافي ترجمت بعضا من أعماله. وتمنى مهدي من النادي الثقافي أن يوافق على استضافة حفل ختام مسابقة الكتابة باللغة الانجليزية مؤكدا أن هدف المسابقة الأساسي هو تمكين فئة من الشباب تكتب باللغة الانجليزية، وكذلك طباعة أعمالهم سواء كانت شعرا أم قصة أم مقالة.

ثم تحدث الدكتور مهدي عن مؤسسات المجتمع المدني التي تشكو «فقر الحال» وأن النادي الثقافي قادر أن يوفر للكثير من هذه المؤسسات الموارد المالية التي تفتقر لها، إضافة إلى أن قاعته تستطيع أن تستضيف فعاليات المؤسسات المدنية بدل ان تذهب إلى استئجار قاعات في الفنادق وهو ما يكلفها الكثير من الأموال التي لا تملكها أصلا.

ثم تحدثت أحلام محمد والتي عرفت نفسها بأنها عضوة قديمة في النادي الثقافي، عن اللجان/ الأسر التي كانت قد شكلت في النادي الثقافي ثم ألغيت وبإلغائها توقفت الكثير من الفعاليات. كما طالبت أحلام بإعطاء مساحة واسعة من فعاليات النادي الثقافي لمناقشة الأفكار والخروج برؤى جديدة تهم المجتمع وتحل تحدياته بدل من تكريس فعاليات النادي حول «المحاضرات» فقط.

وتكرر المطلب الذي تحدث عنه الدكتور مسلم التوبي وهو توسيع فعاليات النادي الثقافي لتخرج من العاصمة إلى مختلف ولايات السلطنة حتى يستطيع أكبر عدد من المهتمين الاستفادة منها، ومع الباحث سعيد الطارشي الذي طرح أيضا فكرة أن يتعاون النادي الثقافي مع مبادرة المصنعة الثقافية لينفذ بعضا من فعالياته في المصنعة بالتعاون مع المبادرة، لكنه طالب أيضا بدعم مثل هذه المبادرات بمختلف أنواع الدعم الذي لا يقف عند الدعم المادي بل يتعداه من وجهة نظره إلى المساعدة في اقتراح الفعاليات وآلية تنظيمها. لكن الطارشي أخذ على النادي الثقافي أيضا تكرار فعالياته وتكرار نوعها، في وقت تغيب فيه فعاليات فكرية وفلسفية مطلبات بالتنوع المكاني والتنوع في المضمون.

واستمر طرح الأفكار فطالب محمد البلوشي من جمعية السينما طالب أن يتم استثمار مرافق النادي الثقافي بشكل أكثر جذبا للزوار كما طالب أن ينظم النادي الثقافي فعاليات «حركية»، وقال ان دور النادي الثقافي هو «لم شمل المؤسسات الثقافية لتكون منضوية تحته». من جانبه طالب علي بن داوود اللواتي وهو أحد أصحاب مبادرة شبابية تتبنى بيع الكتب العماني والعربية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أن يتم دعم مبادرته ورفاقه من قبل النادي الثقافي لتنظيم معرض شهري للكتاب لتخرج المبادرة من على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع.

وتحدث الدكتور محمد الكندي من جمعية الجيولوجيين عن ندرة الفعاليات العلمية التي يقيمها النادي الثقافي وتركيز اشتغاله على الفعاليات الأدبية في الشعر والسرد فقط مؤكدا على أهمية أن يكون هناك اشتغال على الفعاليات العلمية، مطالبا في الوقت نفسه أيضا أن تكون إجراءات النادي الثقافي سلسلة عندما تود مؤسسة أو جمعية مثل جمعية الجيولوجيين تنظيم فعالية في النادي الثقافي.

كما طرح جمعة اللواتي من مبادرة «مجتمعية/أسرية» ينظمها ومجموعة من رفاقه هدفها الإصلاح والإرشاد الأسري، طرح أفكارا تنشر ثقافة الحياة الأسرية والزوجية ويتم خلالها الاستعانة بمجموعة من المختصين من داخل السلطنة وخارجها يتم خلالها تثقيف المجتمع المحيط بالمبادرة. ملمحا إلى إمكانية تبني النادي الثقافي لمثل هذه المبادرات والفعاليات المجتمعية.

الباحث خميس العدوي طالب من النادي الثقافي أن يشتغل على إنشاء قاعدة بيانات لا ترصد الشعراء والساردين فقط بل تشمل الجميع كالأدباء والأطباء والصحفيين والجيولوجيين والاجتماعيين وغيرهم. وفي سياق ذلك طلب خميس العدوي من النادي الثقافي تبني لقاء تعارفي بين الجميع. واستمرت المطالبات من الحضور وكان جميعها يبحث عن دعم لأنشطته من النادي الثقافي، وغابت الاقتراحات المنتظرة من الحضور ليستفيد منها النادي الثقافي في وضع أجندة فعالياته للعام القادم.