استعراض جاهزية السلطنة لإنتاج الطاقة المتجددة في حلقة عمل بمشاركة خبراء "الوكالة الدولية"



◄ الهنائي: الحكومة تدرس الاستفادة من مواردها الطبيعية.. والتجارب مبشرة


◄ مدير عام "إيرينا": عُمان تملك مقومات هائلة من موارد الطاقة المتجددة




الرؤية - نجلاء عبدالعال



نظَّمت الهيئة العامة للكهرباء والمياه، أمس، حلقة عمل حول "تقييم جاهزية السلطنة للطاقة المتجددة"، والخطوات التي تتم في مشروع تركيب الخلايا الشمسية في أسطح المباني في أجزاء من السلطنة؛ وذلك في إطار الدراسات اللازمة حول جدوى مشروعات توليد الطاقة من مصادر طبيعية بديلة للنفط والغاز، وعُقدتْ الحلقة في فندق كراون بلازا مسقط، وحضرها مدير عام وكالة الطاقة المتجددة "إيرينا".


ورَعَى افتتاح الحلقة سعادة الدكتور الشيخ عبدالملك بن عبدالله الهنائي المستشار بوزارة المالية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكهرباء والمياه. وقال الهنائي -في تصريحات صحفية على هامش الافتتاح- إنَّ الحكومة -ممثلة في هيئة الكهرباء والمياه- تعمل على الاستفادة من الموارد الطبيعية بكافة أشكالها لتوليد الكهرباء.. مضيفا بأن التقنيات الحديثة حدَّت كثيرا من تكلفة استخراج الكهرباء باستخدام أنواع الطاقات المتجددة؛ ومنها: الشمس، والرياح. وهذا ما يُشجِّع على بحث استخدامها والاعتماد عليها بشكل جزئي. وأوضح أن هيئة الكهرباء والمياه منفتحة على المشاريع المبتكرة التي تتم في هذا المجال مثل التي تزمع شركة كهرباء المناطق الريفية إقامتها، كما تتابع أيضا وتتعاون مع القطاعات التي تنفذ مشروعات استخدام الطاقة الشمسية في توليد البخار مثل قطاع النفط والغاز. وأكد سعادته أنَّ الهيئة تعمل على تشجيع الاستثمارات الخاصة؛ سواء المحلية أو المشتركة في مجال توليد الكهرباء بالطاقات المتجددة.. مشيرا إلى أن شركات الكهرباء التي تتولى إنتاج الكهرباء والتوزيع، وأن الهيئة تتعاقد على سعر محدد لوحدة الإنتاج وربما مع التطور السريع في تقنيات توليد الطاقة تجد الشركات أنها يمكن أن تنتج وحدة الكهرباء بأسعار قريبة أو أقل من أسعار الإنتاج الحالية.


وأشار سعادة الشيخ عبدالملك الهنائي إلى أنَّ مجال الطاقة المتجددة أو البديلة يحتاج إلى استعداد على كافة المستويات، خاصة جانب الكادر البشري الوطني؛ حيث سيفتح هذا المجال أبوابَ عدد كبير من فرص العمل التي تحتاج لمهارات علمية وفنية ينبغي على الشباب الاستعداد لها بالتعلم والاطلاع.


ومن جانبه، أكد عدنان الأمين مدير عام وكالة الطاقة المتجددة -في تصريحات صحفية- أنَّ السلطنة تمتلك قدرات عالية جدا من موارد الطاقة الشمسية مثل الرياح والشمس، مشيرا إلى أن صلالة وحدها قادرة على إنتاج طاقة بديلة تعادل الطاقة البديلة التي تنتجها الدانمارك، وهي إحدى الدول التي تشكل الطاقة المتجددة جزءا رئيسيا من إنتاجها من الكهرباء.


وحول ما يُمكن أن تقدمه الوكالة للسلطنة في هذا الجانب، أوضح أنَّ الوكالة تعمل على تقديم الدعم الفني ونقل خبرات الدول الأخرى، كما أنها يُمكن أن تتبنى برامج تدريبية للكوادر الوطنية العمانية في هذا الجانب بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية.. مشيرا إلى أنَّ كلفة إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية والرياح تراجعت بنحو 75 في المئة خلال الأعوام الخمس الماضية، وهو ما يجعلها بديلا اقتصاديا جيدا بجانب تأثيراته الصديقة للبيئة. وأشار إلى أن الخطوة الأولى نحو وضع قاعدة تستوعب إنتاج الطاقة المتجددة هو وضع أسس لسياسات وإستراتيجيات طويلة المدى وهو ما تعد له السلطنة في الوقت الراهن، ومن ثم يُمكن البناء على هذه الدراسات عبر وضع تشريعي ومؤسسي ينظم العمل بالتوازي مع إعداد كوادر بشرية للعمل بهذا المجال.


وكان المهندس صالح بن ناصر الرمحي مدير عام المديرية العامة للسياسات والدراسات الإستراتيجية بالهيئة، قد ألقى في بداية الحلقة كلمة أشار من خلالها إلى أنَّ الطلب على الطاقة في السلطنة يتزايد بسرعة نتيجة لزيادة عدد السكان والنمو الاقتصادي ونمو الطلب على الكهرباء والوصول إلى معدلات سنوية تتراوح بين 8 و10 في المئة بسبب التوسع السريع في المجالات الصناعية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن قطاعي النفط والغاز.. قائلاً: إنَّ الحكومة بدأت دراسة إمكانية استخدام الموارد الطبيعية المتجددة لإنتاج الكهرباء كوسيلة لتنويع قاعدة الطاقة للاقتصاد العماني، وأوضح المهندس أن تقييم جاهزية الطاقة المتجددة الذي أجري بالتعاون مع "إيرينا" هي من بين عدد من المبادرات المهمة التي اتخذتها السلطنة لتعزيز نشر تكنولوجيات الطاقة المتجددة.


وكانتْ الهيئة العامة للكهرباء والمياه قد أعدَّت تقييما لجاهزية واستعداد السلطنة لمجال الطاقة المتجددة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا"؛ حيث قامت المنظمة بتعيين استشاري محلي لدراسة الوضع الحالي للسلطنة وتحليل البيانات المتوفرة عن مصادر الطاقة المتجددة كإحدى الخطوات التي تمهد لوضع سياسة عامة ومستدامة للطاقة المتجددة في السلطنة، وتعد السلطنة عضوًا نشطًا في الوكالة ممثلة في الهيئة العامة للكهرباء والمياه.


وخلال كلمته، قال عدنان الأمين مدير عام وكالة الطاقة المتجددة: إنَّ السلطنة تمتلك العديد من الموارد المتعلقة في مجال الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. مشيداً بالتزام السلطنة بمبادرة أطلس العالمية، إضافة إلى الاتفاقية التي وقعت مؤخرا بين "مصدر مبادرة أبوظبي" متعددة الأوجه للطاقة المتجددة وشركة كهرباء المناطق الريفية بالسلطنة لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة هرويل بمحافظة ظفار. وقال إنَّ العالم يشهد في هذا الوقت استثماراً في مجال الطاقة المتجددة في الوقت المناسب ستعمل السلطنة على تطوير إستراتيجياتها في مجال الطاقة المتجددة.. موضحاً أنَّ هذا المجال يتطلب سياسات وآليات جديدة كتطوير البرامج التدريبية، مشيرا إلى أنَّ هناك تحديات تواجه هذا المجال كالتغيرات المناخية والوضع الاقتصادي وزيادة نسبة السكان.


وبعد ذلك، ناقشتْ الحلقة تفاصيل مشروع تقييم جاهزية السلطنة للطاقة المتجددة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا" لدراسة الوضع الحالي للسلطنة وتحليل البيانات المتوفرة من خلال مصادر الطاقة المتجددة كإحدى الخطوات التي تمهد لوضع سياسة عامة ومستدامة للطاقة المتجددة في السلطنة.


كما تمَّت مناقشة مشروع تركيب الخلايا الشمسية في أسطح المباني بالتعاون مع المركز الألماني للتعاون الدولي ومعهد فران هوفر العالمي الألماني. ويهدف مشروع تركيب الخلايا الشمسية إلى وضع آلية لتحفيز استخدامات الطاقة الشمسية في أسطح المباني وهو يتضمن تحليلاً شاملاً للتكاليف والفوائد المترتبة على المديين القصير والمتوسط مع دراسة إمكانية مساندتها للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.