صلالة- أحمد بن عامر المعشني –
نظمت دائرة الشؤون الصحية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار فعاليات متنوعية تضامنا مع اليوم العالمي للسكري، وتحدث الدكتور توفيق عشم رئيس قسم الصحة المدرسية بدائرة الشؤون الصحية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار، قائلا : لقد ساهمت عوامل عديدة في تزايد السمنة، وارتفاع معدلات السكري في بلدان شرق المتوسط ودول الخليج على وجه الخصوص فتغيرالنمط الغذائي إلى نمط يستهلك الكثير من الأطعمة العالية الطاقة، والغنية بالدهون والسكريات ويتزايد فيه الإقبال على الوجبات السريعة والمياه الغازية، في حين يهمل تناول الوجبات الصحية المتوازنة والمنوعة ولا يمارس الأنشطة البدنية بل يستبدلها بقضاء الوقت الطويل، أمام التلفاز وأجهزة الحاسوب والألعاب الإلكترونية، وهذا أدى إلى ما نشهده اليوم من معدلات عالية لمرض السمنة ومرض السكري والأمراض الأخرى المرتبطة بهما.كما ساعد الترويج والتسويق الذي لا يبالي بصحة المستهلك على ربط الوجبات السريعة مثلا بشرب المياه الغازية، وكلاهما يحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكريات، كما حرصت صناعات الأغذية والمتاجر الكبيرة على الترويج لمنتجات غذائية كالمعجنات والشيبس والحلويات والبسكويتات والمياه الغازية، وكلها تؤدي إلى تزايد أمراض السمنة. وأضاف رئيس قسم الصحة المدرسية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة ظفار: الخطر القائم الآن يتمثل في انتشارهذه الأنماط غير الصحية بين الأطفال والشباب؛ مما ينذر بمعدلات عالية للأمراض غير المعدية بين الشباب وصغار السن خلال العقود القليلة القادمة. وتفيد الدراسات أن تقديم النصيحة والمشورة التغذوية لا تنجح وحدها في تغيير سلوك زائدي الوزن تجاه نمطهم الغذائي أو تكسبهم أنشطة بدنية ورياضية يمارسونها بانتظام، بل يجب الاهتمام بتقديم مجموعة متكاملة من التدخلات من أجل النجاح في تغيير السلوكيات والأنماط الحياتية غيرالصحية بين أفراد المجتمع، ومن هذه التدخلات التوجهات التنظيمية والقانونية، التي تخص تخطيط المدن فحرصت البلديات على إنشاء المماشي والمسارات الخاصة بمزاولي رياضة المشي، كما وضعت بلدية ظفار أجهزة رياضية ببعض الشوارع، ونتمنى أن يستمر هذا التوجه، عند التخطيط للأحياء الجديدة بإنشاء الساحات والأندية قرب التجمعات السكانية لدمج الأطفال والشباب في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، ولا بد أن نبدأ الآن وبهمة الرجال الذين يحبون بلدهم ويتطلعون لمستقبل أفضل لها، بتعزيز الأنماط التغذوية الصحية بدءا من الرضاعة الطبيعية للمولود والأغذية المكملة، التي تضاف بحكمة وحسب إرشادات وزارة الصحة وصولا إلى تغذية صحية بالمنزل والجمعيات المدرسية، مع ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام ، بدءا من المنزل والمدرسة ووصولا إلى العمل والنادي، وإلى ممارسات الحياة اليومية النشطة المملوءة بالحركة واللعب والترفيه جنبا إلى جنب مع العمل والجد والانتاج.
تعميق الوعي والقناعة
وأضاف الدكتور توفيق: من التدخلات المهمة ما اتخذته وزارة التربية والتعليم بإدراج الرياضة المدرسية كمادة اساسية لتعميق الوعي، والقناعة لدى الأطفال واليافعين والشباب حول أهمية ممارسة الرياضة المدرسية، ولذلك أناشد كل مدرسة أن تفعل وباهتمام ممارسة الرياضة بين جدرانها وخارجها على السواء وتنظم المسابقات والمنافسات بين الصفوف والمدارس المختلفة؛ لإذكاء التنافس الشريف وغرس الرياضة والأنشطة البدنية في سلوك الأجيال فمنها نتعلم التعاون وروح الفريق، وبها تزيد اللياقة البدنية، كما تحمينا من فرط الوزن والسكري وأمراض تأتي في السياق. كما يجب وضع الآليات التي تشجع تقديم الأغذية الصحية لأفراد المجتمع، ومراعاة أن يحمل المنتج الغذائي بيانات كاملة كعدد السعرات الحرارية، التي يحتويها ونوع الدهون والسكريات الموجودة بالسلعة الغذائية، وكذلك في الإعلانات والعروض الترويجية التي تستهدف أغذية عالية الطاقة من أجل تنبيه المستهلك وتوعيته، كما يمكن تقليل حجم الوجبة (العبوة)، وطرح اغذية قليلة الطاقة قليلة الدسم غنية بالمغذيات النافعة. كما يجب وضع الآليات التي تشجع طرح الأغذية الصحية، وتنظم التوسع الشديد في المعروض من الوجبات السريعة.
الكشف المبكر عن السكري
وتنفذ وزارة الصحة بالسلطنة برنامجا رائدا للكشف المبكر عن السكري والكوليسترول وضغط الدم «برنامج افحص واطمئن» في كل مؤسسة صحية حكومية، ولكل فرد بالمجتمع يبلغ الأربعين من عمره .
كما توفر مستشفيات وزارة الصحة كل الرعاية لمرضى السكري؛ فليس فقط اختصاصي السكري هو من يعالج المريض، بل تشترك مجموعة من الأطباء والتخصصات والخدمات الطبية في تقييم الحالة الصحية للمريض، وتقدم العلاج والدواء وذلك لأن مرض السكري يصيب بالأذى أعضاء وأنسجة مختلفة بالجسم ، وعندما تكون المدارس والبيئة والأسواق والمطاعم والساحات والأفنية والأندية داعمة ومعززة للصحة حينئذ تؤتي جهود التوعية ثمارها في تغيير ممارسات وانماط الحياة .
ولذلك تحتفل السلطنة مع باقي دول العالم في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام باليوم العالمي لمرض السكري، وهو يوافق ميلاد الطبيب الكندي فردريك بانتنج الذي اكتشف هرمون الأنسولين عام 1922 ونال على جهوده جائزة نوبل في الفسيولوجيا والطب.
وتهدف السلطنة إلى نشر الوعي الصحي حول مرض السكري بين كل فرد بالمجتمع، ونطالب كل انسان اليوم من أجل صحته وصحة اسرته ومستقبل أولاده أن يحرص على تناول طعام متوازن لا تزيد فيه الدهون المشبعة أو السكريات، التي تزيد عن حاجة الجسم ، وتطالب كل معلم وطالب وطالبة أن يكون نشطا كل يوم فممارسة الرياضة والنشاط البدني كالمشي والجري ولعب الكرة في أفنية المدارس والأندية، وركوب الدراجات في أماكن آمنة تحفظ الصحة الآن وغدا، فالطريقة التي نحيا بها إما أن تحفظ صحتنا أو تضع حياتنا عرضة لخطر السمنة والكوليسترول والموت المبكر بسبب أمراض القلب وضغط الدم.
كما يهدف الاحتفال إلى إذكاء التعاون والوعي الصحي بين المؤسسات فتضع كل مؤسسة الصحة موضع الاعتبار عند التخطيط للمشروعات، سواء أكان هذا المشروع تخطيطا لبعض الأحياء أو تنظيما لوجبة تقدم للطلاب أو العمال أو تفعيلا للأنشطة الرياضية أو دعما للأغذية الصحية والمتوازنة.


