2014 الأكثر دموية وإجراماً بحق الفلسطينيين

رام الله – معا: أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي أمس، أن عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير يعادل ما يقارب نصف مليون شهيد ومليوني جريح، لدى مقارنة عدد الضحايا مع عدد السكان بين غزة والولايات المتحدة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده، د.البرغوثي في مركز وطن للإعلام في رام الله، وأكد فيه أن الولايات المتحدة خاضت 7 حروب في العالم في أعقاب مقتل 4 آلاف مواطن خلال أحداث سبتمبر 2001.

وأكد الدكتور البرغوثي أن العام 2014 كان العام الأكثر دموية وإجراماً في تاريخ الجرائم «الصهيونية» بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أن غزة على وشك الانفجار، لأن حياة الناس فيها لا تطاق. وأشار د.البرغوثي إلى أن حصيلة الشهداء في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، 2272 شهيدا منهم 83%من المدنيين، في حين بلغ عدد الجرحى 11117 جريحا منهم 3500 إصابة ستبقى تعاني الإعاقة للابد.وقارن الدكتور البرغوثي بين عدد الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العاميين 2013 و2014 فقد وصل عدد الشهداء في الضفة الغربية خلال عام 2013الى 38 شهيدا منهم 12 طفلاً، بينما وصل عدد الشهداء في قطاع غزة خلال العام نفسه إلى 11 شهيداً، أما في العام 2014 فقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 27 شهيداً، بينما وصل عدد الشهداء في قطاع غزة 2272 شهيدا، منهم 592 طفلا أي أن نسبة الشهداء خلال عام 2014 ارتفعت 61 ضعفاً مقارنة بالعام 2013، وعن عدد الجرحى في كل من قطاع غزة والضفة الغربية خلال العام 2013 فقد بلغ 3964 جريحا منهم 3881 في الضفة الغربية و83 في قطاع غزة، بينما وصل عدد الجرحى خلال عام 2014 إلى 16797 جريحا منهم11117 جريحا في قطاع غزة و5680 جريحا في الضفة الغربية.

وبين د.البرغوثي أن التصعيد الاسرائيلي بدأ في الضفة الغربية قبل قطاع غزة، موضحاً ان التصعيد قد بدأ في الخليل من خلال حملة الاعتقالات العشوائية، ثم انتقل إلى القدس ورام الله، وجاء ذلك في شهر مايو .2014 عندما اتخذت اسرائيل قراراً خطيراً بالسماح للجيش إطلاق النار الحي على المتظاهرين، حتى ولو كانت تلك المظاهرات ذات طابع سلمي وتبين ذلك في عملية قتل متظاهري المقاومة الشعبية الطفلين نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر الذين اغتالتهم إسرائيل بدم بارد، وما رافق ذلك من عملية خطف وحرق كما حدث مع الشهيد محمد ابو خضير، عندما أقدم مستوطنون على خطفه ثم إحراقه حتى الموت.

وتحدث د.البرغوثي عن حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة، حيث تم استهداف المباني والمنشآت ودور العبادة والمستشفيات ومراكز الإيواء من هذه الحرب البشعة، ففي العدوان دمرت إسرائيل 96000 منشأة دمرت منها 18000 ألف دمرت بالكامل، منها 7000 منزل مسحت عن الوجود، 145 مدرسة تم تدميرها في هذا العدوان، وتدمير 8 مشافي و13 مركزاً صحياً، وتم تدمير 180 مسجداً منها71 دمرت بشكل كلي إضافة الى استهداف المقابر، فتم تدمير عشرة مقابر منها 9 مقابر إسلامية ومقبرة واحد مسيحية، وهو ما أدى إلى تشريد 520 ألف مواطن.

وشدد د.البرغوثي على أن الأمم المتحدة سلمت إسرائيل 36 مرة إحداثيات مراكز الإيواء في قطاع غزة، لكن إسرائيل لم تكترث بذلك فقد استهدفت 7 مراكز ايواء في مدارس تابعة للانروا، استشهد فيها 40 شخصاً وجرح 280 شخصاً، وعن حجم المعاناة تكلم الدكتور البرغوثي عن الآفة الكبيرة، التي يعيشها قطاع غزة، لا سيما بعد استهداف إسرائيل لشبكات الصرف الصحي، المياه وشبكات الكهرباء فقد تم تقليص عدد ساعات الكهرباء المزودة للسكان في قطاع غزة من 8 ساعات إلى 6، نتيجة لعدم القدرة لدى شركة الكهرباء من العمل لساعات اكثر من ذلك.

ودحض الدكتور البرغوثي الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن جيش الاحتلال كان يختار أهدافه بدقة عالية، مبيناً أنه تم استخدام ما يقارب من 21 الف طن من المتفجرات في العدوان، وتعادل هذه الكمية من المتفجرات ما يعادل قنبلتين نوويتين، وضعف ما تم إلقاؤه على مدينة هيروشيما اليابانية، إضافة الى استخدام البراميل المتفجرة والقنابل المتفجرة، وهو ما يؤكد الرواية الاسرائيلية التي زعمت عدم استهداف المدنيين، حيث كان الهدف من هذا العدوان التدمير الأوسع وإلحاق أكبر عدد من الضحايا.

وأوضح د.البرغوثي أن قوات الاحتلال في العدوان على غزة دمرت 36 سيارة إسعاف، ما أدى إلى استشهاد 22 مسعفا وعاملا صحيا، وقصفت 8 مستشفيات، بعضها دمر بشكل كلي، فيما استشهد 18 صحفياً.

وأضاف د.البرغوثي أن حكومة الاحتلال شنت أربع حروب على غزة في 8 سنوات، أثبتت الأدلة القاطعة أنها تستخدم غزة كمجال لتجربة الأسلحة الجديدة، كونها باتت ثالث أكبر دولة في تصدير السلاح، فهي تجربه في غزة قبل تصديره.

وفيما يتعلق بهجمات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، أكد د.البرغوثي أن العام 2013 شهد 49 هجوماً أدت إلى وقوع 339 ضحية، أما في العام 2014 فقد ارتفعت أعداد الهجمات إلى 131 هجوما، ووقوع 327 ضحية، مشيراً إلى أن التوسع الاستيطاني ازداد بنسبة 140% عن العام 2012.

أما فيما يخص الأسرى، بين د.البرغوثي أن عدد الأسرى في العام 2013 بلغ 4763، منهم 15 امرأة، و148 معتقلا إداريا، ارتفع في العام 2014 إلى 6600 أسير، منهم 16 امرأة و500 معتقل إداري.