عن جو صلالة الرائع تحدث الكاتب بسام البدارين بصحيفة العرب اليوم الأردنية وذكر العديد من الإيجابيات التي لمسها بنفسه خلال زيارته لمدينة صلالة بمحافظة ظفار وقد كان مفاد المقال ما يلي:
العودة من سلطنة عمان وتحديدا من ظفار ومدينة صلالة حيث القدرة على الإمساك بتلابيب الغيوم باليد المجردة تعني مغادرة قصة براءة لا يمكن إغفالها على مستوى التخطيط السياحي المنتج الذي يتقصد الابتعاد عن الاستثمار السريع المربح.
الأشقاء في سلطنة عمان يديرون واحدة من أكثر المناطق دهشة على المستوى البشري، بطريقة عبقرية، فقد تركوا الطبيعة كما هي تماما، بطينها ورائحتها وترابها وملامحها من دون «تلويث» بالمطاعم والمرافق والمواقع والفنادق التي تدر ربحا سريعا على حساب الأرض والإنسان.
شوارع وأزقة تعبُر بدقة متناهية بين الأشجار وأرض بكر لا تعطرها إلا رائحة المحيط ومراع تدخلها الحيوانات بتوقيت مسبق ومن دون فوضى وكهرباء تعبر بأناقة واستراحات ناعمة في مناطق جرداء أصلا.
فن وذوق واضح في ولاية صلالة عندما يتعلق الأمر بإدارة قطعة ساحرة من الكرة الأرضية حيث جبال تعانق السحاب ورذاذ السماء يستقر فوق الجبين واليد يمكنها مداعبة الغيوم بالإضافة طبعًا إلى مهرجان ثقافي وفني وتقليدي مبرمج بفرح ودقة في بلدية ظفار من دون تكلف أو أضواء أو مساحيق.
بكل صراحة أعجبتني جدا فكرة الأشقاء في السلطنة وهم يتيحون لك التجول براحة في واحة غابات جبلية خلابة ممتدة على أن لا تقيم كثيرا في وسطها وتمتنع عن ممارسة تلك النشاطات البيولوجية المخربة للطبيعة والعودة إلى مدينة صاخبة ككل المدن.
حتى الغرباء لا يسمح لهم بشراء الأراضي والعقارات ولا المستثمرين الأجانب والعرب وبصعوبة بالغة يحصل أهل المنطقة وسكانها الأصليون على فرصة بناء عقار جديد فكل المكان «محمية» بموجب القانون والتعليمات المنظمة التي يحترمها الجميع.
بهذه الطريقة يحافظ العمانيون على كنزهم التاريخي في جبال ظفار المتألقة الخلابة حيث يمكن للزائر أن يشعر بحنو التراب ودفء الطبيعة الحقيقية البريئة الخالية من الماكياجات والمشروعات التي «تثقب» الفكرة والأرض بالعادة.
تُركت المراعي والجبال والبيوت القروية كما هي تماما فأضفى ذلك على المكان سحرا لم نألفه من قبل وهو إنجاز يحسب للإخوة في السلطنة الهادئة التي تتميز بالمزاج المعتدل في كل شيء.