عبدالحميد القائد –
حَطَّتْ علَى كَتِفِي نَورسةٌ
والبحرُ يُحمِّمُنِي بالدعاءْ
صارتْ جَبهتي زَرقاءْ
عيونِي فيروزيةً
أصبحَ وجهي يُشبهُ الماءْ
كمطرٍ في رئةِ السماءْ
ومِن بعيدٍ شَمَمْتُ رائحةَ القهوةِ
سكرتُ دونَ خَمرٍ
حِين أقبلَتْ فَارسةُ القهوةِ
مِن غيومِ الغربةِ
وقبَّلَتني قبلةً لم تنَتهِ منذُ أمسْ
***
في كلِّ صباحٍ
تتبعثرُ عيناكِ على طَاولتِي
أَجمعُها بِسرعةٍ
كَي لا تَأسرَنِي
لا تَخطِفَنِي
بالأمسِ اكتشفتُ صدفةً
أَنَّ قلبَكِ مخبئٌ في قَهوتي
لأنني عِندمَا احتسيتُها
شَعَرتُ بإغواءٍ في فَمِي
والعالَمُ حولي يُغنّي
بكلماتٍ تُشبهُ فتنةَ جَسدكِ
أَشحتُ بِوجهي
كَي لا أَغرقُ في الغرابةِ
في الأملْ….
***
لا تَساليني كَيف تهاويتُ في أَلوانِكِ
اسألِي قهوتَكِ
التي أَغرَقَتْنِي في رَغوتِها
فأَنقذَني وَهَجُ وَجهِكِ
لكنَّه أَضَاعَني في تِيهِ فِتنَتِكْ
***
أنتظرُ قهوتَكِ سَاخِنةً
في صباحِ الشمسِ الجديدِ
فَقلبي سَاخنٌ كصهيلِ حُروفِي
وهي تَكتبُ سِحرَ إِغوائِكِ
بالرغوةِ المتصَاعِدةِ
مِن صدرِكِ القاتلْ
***
وأَنتِ تقدِّمينَ لي القَهوةَ
ويداكِ تَرتَجِفَانْ
ترتجفُ وردةٌ دَاخِلي
تحطًّ على شفتَيكِ عِصفورةٌ
تعزفُ أُغنيةَ المهرجانْ
***
حَرارةُ جَسدِكِ
تتصاعدُ مِن فنجانِ قهوتِكِ
فَأَشربُها بانتشَاءٍ
وَكَأنَّ رغوةَ القهوةِ
هِي شفتَيكِ الشهيَّتَينِ
قهوتُكِ زِاديَ اليوميُّ
بِدونِها أَنا وحيدٌ
***
أَوقظَتني عيناكِ من هَمّي
وأَنا أَحتسِي قهوتَك الهاربةِ
في اغترابِك اليوميِّ
وحِينَ كنتُ أَرسمُ وَجهَكِ هذا الصباح
ضعتُ في متاهاتِكِ
وَمَا زِلتُ أَبحثُ عَن نفسِي
***
لا أَملِكُ مِن الصبرِ جَبلَاً
لا أَطيقُ الانتظارَ
وراءَ ضجِيجِ الزمانْ
خَلفَ الأَبوابِ المُوارَبَةِ حِيناً
المُقفَلةِ حِيناً
لا أُجيدُ اللعبَ بالدخانْ
ولا فناجينَ القهوةِ الساخنةِ
وصَدرُكِ ينفثُ ياسَمِيناً
جئتُ سِرّاً دُونَ إِذنٍ من البَحرِ
سِرتُ على صَهيلِ الوقتِ
أَحملُ قلباً يُشبِهُ الماءَ
وَوَجهاً صامتاً تشاكِسُهُ التقاطيعُ
لا أُتقِنُ الكلماتِ المتقاطعةِ
ولا ركوبَ البراقْ
قادمٌ إِليكِ
دَمِي مُراقْ
طَرَقتُ البابَ
طَرَقتُ ..طَرَقتُ
وَمَا عادَ للصَبرِ بابْ