مروة التميمية.. مبدعة في تصوير الحياة الصامتة

حصدت الجائزة البرونزية لمسابقة الزهور بالصين –

حوار-عبدالله بن محمد المعمري –

183259عندما يحرك الإصرار والعزيمة الأحلام فإنها تتحقق، وتطبع الإنجازات على أوراق الزمن في أقل فترة ممكنة ويتمثل ذلك في جائزة عالمية يتلوها معرض على مستوى العالم في أحد مجالات التصوير الفوتوغرافي. وهما إنجازان للمصورة العمانية مروة بنت بدر بن هلال التميمية التي حملتها الرغبة الصادقة والحب الحقيقي لآلة التصوير الفوتوغرافية لكي تبحر بطموحات أكبر في هذا المجال.

وليكون لـ”مرايا” معها هذا اللقاء الذي تتكشف فيه تفاصيل الإبداع.

القراءة كانت المحدد الرئيسي لمجال التصوير الفوتوغرافي الذي اتجهت إليه مروة التميمية في اختيارها لتصوير الحياة الصامتة، مع خوض تجارب في المجالات الاخرى. يتضح من خلال الهدف بصورة أكثر اشراقا نحو التصوير، وعن ذلك تقول: عندما بدأت التصوير قرأت عن أغلب محاوره ومجالاته وحاولت تجربة جميع ما قرأت عنه، أحببت تصوير الوجوه، ولكن هنالك نوع ومحور معين كنت أشعر نحوه بشعور غريب وانا اقوم بتصويره، حينها لم اكن اعلم شيئا عن اسمه الى ان بحثت وعلمت بأنه يسمى تصوير الحياة الصامته أو باللغة الانجليزية (still life). بعدها بدأت أقضي وقت فراغي في القراءة والتغذية البصرية في هذا المجال، وحاولت التواصل مع الكثير من المبدعين فيه سواء في الخليج العربي او على مستوى العالم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والانستجرام.

وتضيف التميمة : عشقت هذا المجال من بين جميع انواع التصوير بالرغم انني في بداياتي لم اجد ما يشجعني عليه بسبب قلة المسابقات الدولية التي تتضمن هذا المحور. لكن ولله الحمد ها انا ذا اعمل جاهدة لكي اثبت وجودي بهذا النوع من التصوير في السلطنة وبدأت بالفوز بالميدالية البرونزية في إحدى المسابقات في الصين وسأكمل مشواري الى ان اجد نفسي بين معرضي الخاص بي في مجال الطبيعة الصامتة.

هذه العزيمة وذلك الإصرار وتلك الثقة في حب التصوير واختيار الطبيعة الصامتة لم يأت من فراغ، فقد كانت له بدايات عند ظهور موهبة مروة التميمية، وهي تجميع صور الطبيعة ومن ثم مرحلة التوثيق عبر آلة التصوير في الهاتف، وتتحدث مروة عن ذلك فتقول: عندما كنت في المرحلة الابتدائية كنت أحب جمع صور الطبيعة من المجلات والصحف وألصقها في دفتر خاص بي، وحينما كبرت ودخلت الجامعة، كنت اعشق توثيق كل ما تراه عيني بكاميرا هاتفي، ولكن بعد التخرج والتوظيف قررت أخيرا شراء آلة تصوير رقمية، لتكون تلك هي بداية مشوار التصوير الاحترافي فعليا، وتكوين والتقاط الصور بمجالات تصوير مختلفة حتى استقر بي الحال على تصوير الحياة الصامتة.

ليس حمل آلة التصوير، أو استخدامها والتقاط الصور عشوائيا هو نهج مروة التميمية في التصوير، بل كانت لها جوانب تركز عليها في التقاط الصور تقول عنها: مجمل تركيزي وانا ألتقط الصورة ان تكون ذات هدف ولها تأثيرعميق على المشاهد، ففي مجال الوجوه احب ان تكون الصورة معبرة من خلال نظرة العين وملامح الوجه، ولكن في الطبيعة الصامتة يكون تركيزي على اخراج الصورة بهدف ورسالة تصل إلى المتلقي وان تكون لها اضاءة مميزة تجعل الموضوع حيا ومؤثرا. لهذا اعتبر التصوير عالما يفرغ فيه المصور كل ما يجول بفكره وخاطره، فهو من وجهة نظري رسالة عظيمة عن طريقها يستطيع المصور ايقاف لحظة لن تتكرر، والتصوير عالم كبير جدا مليء بالالوان استطيع عن طريقة افراغ كل الطاقات السلبية بإخراج صورة ايجابية هادفة.

من تلك الزاوية الجميلة لنظرتها لأهمية التصوير والجوانب التي تركز عليها مروة في التصوير الفوتوغرافي تتضح الرسائل الفكرية والإنسانية التي تحاول مروة إرسالها للمتلقي او المشاهد . وتقول: انا على يقين تام بأن التصوير رسالة سامية نستطيع عن طريقها توصيل كل ما يجول بخواطرنا، وكل عمل لدي وكل صورة انتجها لها قصة وهدف ورسالة، فأنا دائما اعبر عن مشاعري سواء كانت مشاعر حزن او فرح بإنتاج عمل فوتوغرافي يحمل ما انا عليه من مشاعر، وبما انني من الاشخاص الذين يتأثرون بالواقع العالمي ومهتمة بالاحداث العربية، لهذا لدي اعمال تعبر عن الطفل العربي احدها باسم (قصة فقر) الذي يتحدث عن احد اطفال التسول ممن قابلتهم شخصيا اثناء دراستي الجامعية في احدى الدول العربية، وأيضا عمل قمت بإنتاجه بعد الحرب على غزة في شهر رمضان الفضيل وكان باسم (غزة لن تموت أبدا) وكان احد الاعمال التي عرضت في مهرجان يكسيان الدولي بجمهورية الصين. وايضا توجد لدي اعمال تتحدث عن الصداقة، ومجموعة أخرى تتحدث عن القراءة وايضا عن العائلة وقوة ارتباطها وترابطها.

أول مصورة

مع كل هذه الاعمال الفوتوغرافية وإبداعات مروة التميمية فيها، أصبح لديها طموح أن تكون أول مصورة عمانية تمتلك معرضها الشخصي في مجال الطبيعة الصامتة، وأن تثبت موهبتها على المستوى العالمي في هذا المجال. إن هذا الطموح نراه يتحقق شيئا فشيئا، بالعزيمة والمثابرة والمشاركة على المستوى العالمي في المعارض والمسابقات، ومنها مشاركتها في مهرجان يكسيان الفوتوغرافي الدولي ومسابقة الزهور بالصين وتحقيقها للجائزة البرونية في هذه المسابقة.

وعن هذه المشاركات تتحدث مروة قائلة: مشاركتي بمهرجان يكسيان الفوتوغرافي الدولي كان بمثابة نقلة نوعية كبيرة جدا بالنسبة لي، فبعد فوزي بمسابقة الزهور بالصين بالميدالية البرونزية، طلبت ادارة المهرجان مني ارسال اعمال اخرى لهم بسبب اعجابهم باعمالي الفائزة وتم قبولي كأحد المصورين العالميين للمشاركة لديهم في هذا المهرجان، وكانت مفاجأة بالنسبة لي حقيقة رغم قناعتي بقيمة اعمالي، ولكن لم اكن أتوقع أنها ترقى للمستوى العالمي، ولله الحمد كنت المشاركة الوحيدة من العالم التي عرض لها معرض في مجال الطبيعة الصامتة.

إن هذا الإنجاز بالفوز يمثل لمروة التميمية التعريف بها كمصورة محترفة في مجال احبته كثيرا، وتضيف: أهم انجاز حدث لي منذ عام ونصف العام منذ ان بدأت التصوير الاحترافي هو هذه الجائزة، وهي ما سمح للجميع بالتعرف على المصورة العمانية مروة واعمالها، وايضا أتاح لي الفرصة للتعرف على شخصيات مهمة عالمية في مجال التصوير وقد تعرفت أيضا على ارائهم في أعمالي مما افادتني كثيرا في بعض النقاط التي اكتسبتها منهم. وليكون هذا الفوز هو بداية المشوار للمشاركة في مسابقات عالمية قادمة بإذن الله، فالفوز بالنسبة لي دافع لإنجاز وإنتاج اعمال فوتوغرافية أكثر تميزا عما سبقها.

وتختتم المصورة العمانية مروة التميمية حوارها معنا بنصيحة توجها لكل من مبتدئ في التصوير الفوتوغرافي يريد أن يتحول من هاوٍ إلى محترف فتقول: نصيحتي لكل مبتدئ في التصوير هي : اقرأ وغذِّ بصرك يوميا بمتابعة اعمال فنانين عالميين، وستجد الفرق في نظرتك الفنية وتطورها السريع، حاول ان تلتقط صورة متى سنحت لك الفرصة واعرض اعمالك الفنية للنقد لمعرفة أخطائك، ولا تعتمد على عرض اعمالك في الانستجرام فقط لانك لن تجد اي انصاف في النقد، فقط ستجد هنالك المجاملة، وان اردت اي نصيحة او توجيه لا تتردد بزيارة الجمعية العمانية للتصوير الضوئي.