12 متحدثًا من السلطنة وخارجها –
نظمت كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ندوة بعنوان “جبال عمان: البيئة والزراعة” ألقى فيها عدد من الباحثين والمهتمين بحاضر ومستقبل جبال عمان، عددا من أوراق العمل،وتعد هذه الندوة ضمن سلسلة من الندوات التابعة لتوصيات مؤتمر جبال العالم والتي نظمتها جامعة السلطان قابوس في عام 2008، بحضور الدكتور عامر بن علي الرواس نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. وفي الندوة قدم مركز الدراسات والبحوث البيئية نتائج المبادرة المتعددة التخصصات “مبادرة الجبل الأخضر – المحافظة والتنمية المستدامة على النظام الإيكولوجي الجبلي الجاف الهش” (2004-2007)، وبالمثل في المشروع التعاوني بين ألمانيا وعمان المتعدد التخصصات “عمليات التحول في مستوطنات الواحات في عمان” تم جمع البيانات الأساسية عن عمليات التحول في الواحات في عمان (1999-2005).
وخلال الافتتاح أشار الدكتور مشتاق أحمد، أستاذ مشارك بكلية العلوم الزراعية والبحرية، إلى أن الجبال تغطي 27% من مساحة الأراضي، وكما يعيش 22% من السكان في الجبال، وذلك يوفر مصدرا للمعيشة لأعداد كبيرة من السكان ومجموعة من الأنواع النباتية والحيوانية، وقال: إن النظم الإيكولوجية الجبلية غالبا ما تكون مناطق هشة للتنوع الثقافي وحماية جيدة في ضوء عمليات التحول السريعة. وقدم البروفيسور أنفار كازيموف، عميد كلية العلوم الزراعية والبحرية لمحة عامة عن المشاريع البحثية عن جبال عمان والنظم الإيكولوجية الجبلية التي تقوم بها الكلية. وقدم العرض الأول الدكتور أندرياس بيوركيرت من جامعة كاسل بألمانيا، حول الوضع الإيكولوجي الزراعي والتنوع البيولوجي والاستدامة لزراعة الواحات المروية في شمال عمان، وقال: إن التراث الثقافي الغني في سلطنة عمان هو انعكاس لتنمية زراعة الواحات المستدامة بوصفها نظاما للمعيشة والتي تساعد على التغلب على المصاعب في البيئات شديدة الجفاف.
وفي العرض الذي قدمه المكرم الدكتور راشد اليحيائي من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس، قال:إن الجبال التي تشغل ما يقرب 15٪ من مساحة اليابسة في سلطنة عمان وتوفر المأوى والحماية، وتعد مصدرا للغذاء والمياه والثروة الحيوانية. وتنمو العديد من المواد الغذائية والطبية بشكل طبيعي في هذه الجبال ويجري حصادها لهذه الأغراض حتى اليوم. كما يوفر التفاوت في الارتفاع والمناخ في هذه الجبال فرصة لزراعة المحاصيل الفريدة التي لولاها لا يمكن زراعتها في أجزاء أخرى من عمان. وحتى الآن، تمتلك الجبال العمانية كنزا من التنوع البيولوجي لسلالات المحاصيل المحلية والتي يتم استغلالها لخصائصها الوراثية في جميع أنحاء العالم .
وأضاف الدكتور راشد: إن هناك الكثير يجب القيام به لضمان الاستخدام المستدام لهذه الجبال، فضلا عن توفير الحماية والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتاحة، بما في ذلك الأرض والمياه والموارد الوراثية.
وحول تربية الحيوانات وتدوير المواد الغذائية في جبال الحجر الشمالية قالت إيفا سليشت من جامعة كاسل الألمانية: إن تربية الماشية كانت نشاطا هاما لسكان المناطق الريفية المستقرة وشبه الرحل في عمان لآلاف السنين. وإن أنظمة إدارة الثروة الحيوانية التقليدية مرنة بما فيه الكفاية للتأقلم مع الظروف البيئية المتغيرة، و القواعد التقليدية التي تحكم حقوق استخدام الأراضي تجنب الإفراط في استخدام المراعي.
وذلك مع زيادة أعداد الماعز والأغنام استجابة لارتفاع الطلب على اللحوم المحلية، ولكن تحكمها استثمارات ضخمة في مجال الإسكان الحضري والبنية الأساسية، فضلا عن عدم وجود اهتمام من جيل الشباب بتربية الحيوانات .
وحول وضع تربية الحيوانات في جبال عمان، قال البروفيسور عثمان محجوب من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس : إن جبال عمان لديها أعداد كبير من الثروة الحيوانية وممارسات تقليدية مهمة حول تربية الحيوانات.
وأضاف: إن الاعتماد على الرعي الطبيعي أدى إلى تدهور كبير في المراعي الطبيعية والتي تتمثل في الرعي الجائر وغيرها.
وقد قدم في الندوة 12 متحدثا من عمان وخارجها أوراق عمل حول النظم الإيكولوجية الجبلية المختلفة من عمان. واختتمت الندوة بحلقة نقاشية حول مستقبل البحوث الجبلية في سلطنة عمان.