زيارة للدقم لبحث آفاق الاستثمار في المنطقة الصناعية –
كتب – سعود الغنبوصي –
أكد معالي يحيى بن سعيد بن عبدالله الجابري رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم ان الفرص الاستثمارية في السلطنة عديدة سواء في قطاع الموانئ والمناطق الحرة أو في قطاعات السياحة والتجارة والصناعة وغيرها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المزايا والحوافز التي تقدمها السلطنة مشجعة للغاية، بالاضافة الى الموقع الجغرافي الذي تتميز به السلطنة والاستقرار الذي تنعم به البلاد في ظل الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وتطرق معاليه الى الإمكانيات والفرص الاستثمارية المتوفرة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والتي تعمل على تهيئة المناخ المناسب لنمو مختلف الاستثمارات كما نعمل في الوقت نفسه على تنويع الاستثمارات بالمنطقة.
جاء ذلك خلال رعايتة امس لانطلاق فعاليات ملتقى الاستثمار والتجارة العماني السعودي الذي تنظمه الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) بالتعاون مع هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وبنك مسقط.
وبحث الملتقى تعزيز التعاون والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الشقيقين حيث تتمتع المملكة العربية السعودية باقتصاد يُعد الأضخم من حيث حجم الاستثمارات في المنطقة حيث شهدت الصادرات العُمانية غير النفطية نموا بنسبة تجاوزت 90% خلال العام الماضي، بالإضافة إلى ترقب القطاع الخاص في البلدين قرب انتهاء مشروع الطريق البري الذي يربط المملكة بالسلطنة والآثار الإيجابية لهذا المشروع على التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وتطرق الملتقى الى عدة محاور وهي المناخ الاستثماري في السلطنة والاستزراع السمكي وقطاع الاغذية والخدمات الصحية والخدمات المالية والمصرفية والقطاع اللوجستي والمناطق الحرة والقطاع السياحي وسيتابع الملتقى فعالياته غدا في منطقة الدقم. وناقش الملتقى الذي أقيم بالمقر الرئيسي لبنك مسقط عدداً من المحاور أهمها المناخ الاستثماري في السلطنة والاستزراع السمكي وقطاع الأغذية وأكد على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على فرص الاستثمار المتوفرة بالسلطنة وتشجيع رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية على الاستثمار في السلطنة وبحث مجالات التعاون المشترك بين رجال الأعمال في البلدين.
ويتابع الملتقى فعالياته اليوم بزيارة الى منطقة الدقم الاقتصادية للوقوف على ارض الواقع للمشاريع القائمة وفرص الاستثمار المتاحة في المنطقة.
وحول تنظيم الملتقى، أعرب معالي الدكتور سالم بن ناصر الاسماعيلي، رئيس الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات (إثراء) قائلاً: اننا نتطلع من خلال تنظيم هذا الملتقى لتعزيز حركة التبادل الاستثماري والتجاري مع المملكة في ظل قرب انتهاء العديد من مشاريع البنية الاساسية التي نأمل ان تساهم في تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجانب السعودي وفي مقدمتها مشروع الطريق البري الذي يربط بين السلطنة والمملكة والمتوقع ان تكون له آثار إيجابية التجارة بين البلدين حيث يُعد اقتصاد المملكة العربية السعودية اليوم الاقتصاد العربي الأكبر ويحتل المرتبة العشرين على مستوى العالم.
وبهذه المناسبة رحب الشيخ خالد بن مستهيل المعشني، رئيس مجلس إدارة بنك مسقط، بأصحاب السمو والمعالي والسعادة وبكافة المشاركين في الملتقى مؤكدا أن السلطنة من الأسواق الواعدة في المنطقة وتمتلك العديد من المقومات التجارية والاقتصادية إضافة الى تقديم حكومة السلطنة عدد من الحوافز والتسهيلات لتشجيع الاستثمارات المشتركة وجذب الاستثمارات الخارجية من خلال حزم من التسهيلات مشيراً الى ان الفترة الماضية شهدت تدفق عدد من الاستثمارات الأجنبية وفي مختلف القطاعات وذلك بفضل الجهود التي تقوم بها السلطنة والجهود التي تبذلها الجهات الاخرى وخاصة القطاع الخاص الذي يعد شريك أساسي مع الحكومة في إنجاح الجهود الرامية إلى تدفق مزيد من الاستثمارات الاجنبية إلى أسواق السلطنة.
وقال رئيس مجلس ادارة بنك مسقط: لقد فتح الاقتصاد العالمي آفاقا جديده للتعاون بين مختلف الدول والمجموعات الاقتصادية، كما أوجد أدوارآ استراتيجية للإقتصاديات الناشئة، حيث نشهد تزايدا مطردا في حجم الاستثمارات الخارجية والاستثمارات العابره للقارات، مشيراً الى ان المستقبل الاقتصادي لبلادنا يعتمد على ما نبذله من الجهود للاستفادة من الفرص المتاحة أمامنا، وهنا أود ان أؤكد على الدور الهام الذي يمكن للقطاع الخاص القيام به في بناء الشراكات الفاعلة وتحفيز النمو الاقتصادي وفتح الطريق امام المزيد من التعاون بين رجال الأعمال والدول والمجموعات الاستثمارية. مضيفاً: إننا في بنك مسقط ننظر إلى مشاريع التنمية الشاملة كفرصة استراتيجية في مجالات البنية الإساسية والصناعية والسياحية في السلطنة، ومن هذا المنطلق ينظم البنك هذا المؤتمر الهام بحضور عدد من المسؤولين في البلدين، للتعريف بالمقومات والفرص التجارية والمشاريع التي تعتزم السلطنة والمملكة العربية السعودية تنفيذها خلال الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بمشاريع البنية الاساسية مشيرا ان بنك مسقط يتمتع بحضور جيد من خلال وجود فرع متكامل للبنك في المملكة العربية السعودية والذي يقدم مختلف التسهيلات والخدمات المصرفية لرجال الأعمال والشركات لتحقيق نتائج ايجابية على كافة المستويات.
ويعد الاقتصاد السعودي الأضخم من حيث حجم استثماراته في المنطقة ومن هذا المنطلق فقد تم تنظيم الملتقى لتعريف مُجتمع الأعمال السعودي بالفرص الاستثمارية المتاحة لهم في السلطنة ومدى جدواها الاقتصادية على المدى الطويل. وقدم في اليوم الأول مجموعة من المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص بالسلطنة عدة أوراق عمل عن مختلف القطاعات الحيوية إضافة الى عقدهم لعدد من اللقاءات الثنائية بين الطرفين.
وضمن فعاليات الملتقى تنظم هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إثراء زيارة تعريفية للمستثمرين السعوديين وعدد من رجال الأعمال العمانيين إلى الدقم للاطلاع على المشروعات التي يتم تنفيذها بالمنطقة والفرص الاستثمارية المتوفرة، وتشمل الزيارة الحوض الجاف وميناء الدقم والمناطق السياحية والصناعية والسكنية وحديقة الصخور.
جديرٌ بالذكر أن هذا الملتقى يأتي في سياق الجهود المتواصلة من إثراء لتنويع الاقتصاد الوطني وزيادة حجم مردود المنتجات غير النفطية وتقليل الاعتماد على قطاعي النفط والغاز خصوصاً في ظل ما يشهده العالم حالياً من تراجع حاد في أسعار النفط، الأمر الذي يدفع بالدول النفطية إلى إيجاد فرص استثمارية في قطاعات حيوية بديلة والتي من شأنها تعزيز اقتصاداتها والمساهمة في حصة من الناتج الاجمالي المحلي للدول.