عادل محمود –
يجب ألا نغتاظ من فداحة الأرقام، والإحصائيات. ولكنها موضوع نموذجي للغيظ من المقارنة: فالعالم يتقدم أمامك، تعرفه وتلمسه، وتتفرج عليه منجزاً فخوراً بإنجازه. ونحن نتأخر باتجاه انحطاط العصور البدائية حين كان البرابرة يتلذذون بالحرائق والخراب والموت. وفوق ذلك نفسر التخلف بسبب واحد…. أن العالم لم يقتنع بعد أن جدول الضرب ليس ضرورياً أن يكون اختراعا إسلاميا. إنه علم وحسب.
فلنأت إلى المقارنات:
الجامعة العبرية (عدوتنا) ترتيبها في الخمسمائة «جامعة جيدة» هو (64) في المائة الأولى الممتازة.
جاء ذلك في تقرير «مركزالجامعات العالمي» الذي يقوم، سنوياً، بتصنيف الجامعات حسب أهميتها، ومثالية اقترابها من النموذج الذي يتطور سنوياً أيضاً.
من بين المائة الممتازة لا توجد جامعة عربية، ولا يوجد في الأربعمائة التالية أية جامعة عربية. ثم تأتي في نهاية الخمسمائة «جامعة الملك سعود» وترتيبها (428)، ويعزى ذلك إلى توأمتها مع جامعات أمريكية.
وكذلك براءات الاختراع مؤشر محبط.
ففي نهاية الألفية الثانية كانت الأرقام الفادحة كما يلي: (370) براءة اختراع للدول العربية مجتمعة و(16328) لكوريا الجنوبية. و(7652) لإسرائيل.
في العام 2000 طلبت اليونسكو، بمناسبة مجيء القرن الواحد والعشرين تقارير عن الأنشطة الثقافية خلال العام الأخير هذا، فقدمت وزارة الثقافة السورية تقريراً جاء فيه:
«أقيم في سورية هذا العام (2000) خمسمائة «مهرجان» و«ندوة» بكلفة تقديرية تبلغ 5 مليارات ليرة سورية.
وهذا أهم ما في التقرير….المهرجان .
مشكلة العالم العربي مزمنة، وهي إحدى حالتين: ثروات لا يحسن استثمارها. كالزراعة، والموارد المائية، وقوة العمل والذكاء.
وثروات يحسنون هدرها: كالنفط ، والغاز، والذهب. ونزيف العقول التي قيل فيها: «خير لها أن تتهجر من أن تتحجر».
واللافت أن هناك مشكلة عندما تنتهي تبدأ من جديد، مثل الأمية. لقد كانت نسبتها 80% في معظم أرجاء الرؤوس العربية. وحين زعمت الوزارات العربية أنها قضت عليها، تبين بعد ربع قرن تفاقمها في أجيال جديدة، وحين أصبحت الأمية أميتين: القراءة، والكمبيوتر والروبوت…
لقد كثرت الجامعات ولكن ليس لدينا «سلاح جامعي». وهو البحث من خلال منظومات تفكير ومعرفة.
والشيء نفسه بالنسبة للمدارس، ومؤسسات الثقافة والتعليم.
أخيرا ……….
حصة الفرد الأوروبي، والأمريكي من القراءة من 15- 20 كتاباً في السنة. (حسب الإصدارات والترجمة) أما حصة الفرد العربي فهي أقل من ربع صفحة في السنة.