البرلمان يعلق جلسته ومدنيو بنغازي يواجهون صعوبة مغادرة مناطق الاقتتال

روح إيجابية تسود ملتقى قبائل ليبيا بالقاهرة –
طرابلس-القاهرة-(وكالات): قال نواب: إن البرلمان الليبي المنتخب ومقره مدينة طبرق شرق ليبيا علق جلسة يحضرها رئيس وزراء الحكومة المعترف بها دوليًا عبدالله الثني أمس بعد أن أحرق محتجون سيارة خارج المبنى.وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي سيارة محترقة لكن لم يتضح على الفور ما يطالب به المحتجون.
كما أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية في تقرير نشرته أمس أن أطراف النزاع الدامي في بنغازي في شرق ليبيا تصعب عملية مغادرة مدنيين محاصرين لمناطق اقتتال في وسط المدينة.
وقالت المنطقة في التقرير الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه: إن «عائلات ليبية ومدنيين من الأجانب حوصروا في وسط بنغازي على بعد ألف كم شرق طرابلس المتضرر جراء القتال، والذي يتضمن جهات ليبيا وسيدي خريبيش والصابري». وأضافت: إن «المتشددين المسيطرين على تلك المناطق لا يسمحون للمدنيين بالرحيل عنها»، فيما ان «الجيش الليبي لم يعد يسمح للأشخاص بالمغادرة الا عبر ممر آمن بالتنسيق مع الهلال الأحمر الليبي». لكن المنظمة أوضحت ان محاولات متكررة لعبور هذا الممر منذ نوفمبر الماضي اخفقت «أما بسبب اعتراض المتشددين أو بسبب امتناع القوات الموالية للجيش عن الموافقة، بزعم ان الترتيبات تعرض حياة المدنيين للخطر». وتشهد ليبيا صراعًا على السلطة منذ إسقاط النظام السابق عام 2011 تسبب بنزاع مسلح في الصيف الماضي وبانقسام ليبيا بين سلطتين، حكومة يعترف بها المجتمع الدولي في الشرق، وحكومة مناوئة لها تدير العاصمة منذ أغسطس الماضي بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا». وتخوض القوات الموالية للحكومة المعترف بها مواجهات مع مجموعات مسلحة بينها جماعات متشددة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي، بعدما سقطت الأجزاء الأكبر من هذه المدينة في ايدي هذه الجماعات في يوليو 2014.
وأكبر المجموعات المسلحة في بنغازي حيث قتل أكثر من 1700 شخص منذ بداية 2014 بحسب منظمة «ليبيا بادي كاونت» غير الحكومية، وهو أعلى معدل قتلى مقارنة بباقي المدن الليبية، تنضوي تحت مسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي» الذي يضم جماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة.
و«مجلس شورى ثوار بنغازي» متحالف مع السلطات الحاكمة في العاصمة والتي تخوض بدروها معارك يومية في عدة مناطق من ليبيا مع القوات الموالية للحكومة في الشرق.
كما ان تنظيم «داعش» المتطرف ينشط في هذه المدينة حيث تدور معارك في مناطق تقع في وسطها وجنوبها وغربها، معلنا عن عمليات انتحارية أو أعمال قنص ضد القوات الموالية للحكومة المعترف بها.
وقالت هيومن رايتس ووتش: إن القوات الحكومية أكدت لها أن السكان المحاصرين في مناطق القتال في بنغازي اتخذوا قرار البقاء بارادتهم، لكنها نقلت عن سكان قولهم انهم يريدون المغادرة الا انهم لا يجدون طريقة آمنة للقيام بذلك.
وحذرت المنظمة الحقوقية من أن «الظروف تتزايد حرجًا بسبب نقص الطعام وغياب الرعاية الطبية وانقطاع الكهرباء عن معظم المناطق» التي تشهد مواجهات في بنغازي.
وطالبت بان يسمح «الجيش الليبي والمليشيات في بنغازي للمدنيين بالمرور الآمن وبتسهيل نقل المساعدات إلى الناس بالداخل». من جانبه أكد السفير أسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون دول الجوار أن روحا إيجابية تسود ملتقى قبائل ليبيا الثاني الذي تستضيفه مصر حاليًا» وستخرج منه نتائج غير مسبوقة». وقال المجدوب، في تصريحات صحفية قبل مغادرته القاهرة أمس متوجها إلى بروكسل للمشاركة في فعاليات لجنة تنسيق المساعدات الدولية للفلسطينيين والتي تبدأ اليوم، إن الحوار بين القبائل الليبية يسير وسط روح إيجابية وحرص منهم على عودة الاستقرار لليبيا والعمل على وحدة أراضيها وأن مصر توفر كل المساعدات اللازمة لنجاح الملتقى دون التدخل في محاور الحوار القائم بينهم وأن الملتقى سيصدر بيانًا في ختام فعالياته غدًا.
وأضاف: إن مصر تدعم الشعب الليبي وتساعد على دعم الحل السياسي للأزمة الليبية والتي نراها بأنها صراع على السلطة يتم خلاله استخدام الشباب الليبي وتسليحه وتكوين مليشيات وفرق مسلحة والقبائل هي الأقدر على استدعاء أولادها من هذه الجماعات المسلحة والعودة لأخلاق القبيلة.
وأوضح أن كلمة وزير الخارجية في افتتاح ملتقى القبائل الليبية حظيت بترحيب كبير منهم حيث أكد على حرص مصر على مصلحة ليبيا وأمن واستقرار شعبها ودعوة الشباب الليبي لترك السلاح والعودة للانخراط المثمر في النسيج المجتمعي والعمل من أجل بناء الدولة الليبية وتحقيق السلم والرخاء لشعبها.