حكومة السلطنة توقع على اتفاقيتين بتروليتين في منطقتي الامتياز 41 البحرية و55 بالوسطى

1386836594238274600

منح حق التنقيب على مساحة 24 ألف كيلومتر بحري وبأعماق تصل إلى 3 آلاف متر -

توتال الفرنسية تستعد لضخ 133 مليون دولار في منطقة بحرية فائقة العمق وغير مكتشفة -

كتب – زكريا فكري -

1386845730778982200 وقعت حكومة السلطنة أمس على اتفاقيتين للاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز، الأولى مع شركة توتال الفرنسية لمدة سنتين ويتم بمقتضاها البحث والتنقيب على مساحة 24 ألف كيلومتر مربع في المياه الإقليمية للساحل الشمالي للبلاد وبعمق يصل إلى 3 آلاف متر وهي المرة الأولى التي يتم فيها التنقيب في مياه البحر بالسلطنة. أما الاتفاقية الثانية فتم توقيعها مع شركة بتروجاز كحل ال ال سي العمانية لمدة 6 سنوات ويتم بمقتضاها الحصول على حق التنقيب عن النفط والغاز على مساحة 7.6 كيلومتر مربع في الجهة الشرقية من محافظة الوسطى. وقع الاتفاقيتين عن الحكومة العمانية معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز وعن شركة توتال للاستكشاف والإنتاج أرنود بريولاك رئيس الشركة في الشرق الأوسط ،ووقع عن شركة بتروجاز كحل ال ال سي العمانية أسامة بن محمد البرواني.

وتعتبر الاتفاقية مع شركة توتال الفرنسية هي اتفاقية مشاركة في الإنتاج في المنطقة البحرية للكتلة 41 بعد طرحها في عطاء من قبل الحكومة العمانية في نوفمبر من عام 2012 ورست على الشركة الفرنسية. وتقع الكتلة 41 قبالة الساحل العماني، شمال غرب مسقط، وتغطي منطقة واسعة لم يتم استكشافها بعد تناهز مساحتها 24000 كيلومتر مربع، في مياه بعمق يتراوح ما بين 30 وأكثر من 3000 متر.

يذكر أن إنتاج مجموعة توتال في السلطنة يبلغ 37 ألف برميل من النفط المكافئ يوميا عام 2012. وتنتج المجموعة النفط في المقام الأول في الكتلة 6 (4٪)، وكذلك في الكتلة 53 (2 ٪). كما تنتج المجموعة الغاز الطبيعي المسال من خلال حصتها في شركة عمان للغاز الطبيعي المسال (5.54٪) ومنشأة تسييل الغاز التابعة لشركة قلهات للغاز الطبيعي المسال (2.04٪) التي تبلغ قدرتها الإنتاجية 10.5 مليون طن في السنة.

أما شركة بتروجاز كحل ال ال سي العمانية فقد حصلت على حق التنقيب عن النفط والغاز في منطقة الامتياز رقم 55 والبالغ مساحتها 7.564 كيلومتر مربع في الجهة الشرقية من محافظة الوسطى. وتنتج الشركة نحو 45 ألف برميل يوميا منها 90% في عمان والباقي في مصر.

وصرح سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة النفط والغاز عقب التوقيع على الاتفاقيتين قائلا: إن الاتفاقية مع شركة توتال الفرنسية هي اتفاقية كبيرة ومهمة حيث تسمح السلطنة ولأول مرة على التنقيب والبحث عن النفط والغاز في منطقة بحرية واسعة. وبما أن الأنشطة في المناطق البحرية محدودة وإذا تكلل هذا التنقيب بالنجاح فسيفتح آفاقا جديدة في هذا المجال وأضاف أن الاتفاقية على مرحلتين ولمدة سنتين ومن المتوقع أن تصل استثمارات الشركة في التنقيب بالساحل إلى 133 مليون دولار للمرحلتين وأضاف إن توتال ستجري دراسات وبحوث استكشافية تستمر لمدة عام تقرر بعدها إذا ما سيتم الحفر من عدمه. وقال الجشمي إن الحكومة تدقق جيدا قبل التعاقد مع الشركات للبحث والتنقيب مشيرا إلى أننا تعلمنا الدرس واصبحنا ننتقي الشركات بعناية قبل التوقيع معها مؤكدا أن 99% من الشركات ملتزمة وتنفذ ما تم الاتفاق عليه.

وحول الاتفاق الثاني الذي تم توقيعه مع شركة بتروجاز كحل ال ال سي العمانية قال سعادة الوكيل إن مدة هذا الاتفاق ستكون 6 سنوات يبدأ بالمرحلة الأولى وهي مرحلة دراسات ومسوحات زلزلالية وجيولوجية وتضمن حفر 4 آبار استكشافية وكذلك المرحلة الثانية تتضمن حفر 4 آبار أخرى وأوضح أن جملة الاستثمارات التي من المتوقع أن تضخها شركة بتروجاز تصل إلى 45 مليون دولار.

وقال الجشمي إن الحكومة ستعلن قريبا عن اتفاقية ثالثة للتنقيب والاستكشاف في منطقة الامتياز 54 ومن المقرر أن يكون الإعلان عن هذه الاتفاقية خلال الأيام القادمة أو في بداية عام 2014.

من ناحيته أعرب أرنو بروياك رئيس منطقة الشرق الأوسط للاستكشاف والإنتاج بشركة توتال عن سعادته لاختيار الحكومة العمانية شركة توتال معربا عن تطلعه إلى تقييم إمكانيات هذه الكتلة (41) المثيرة للاهتمام، حيث يتماشى منح شركتنا لهذه الكتلة مع استراتيجية الاستكشاف الوطيدة والطموحة لشركة «توتال» التي ركّزت على الأحواض والأعمال الجديدة ذات الإمكانيات الكبيرة. وبالنسبة لشركة «توتال»، يعزّز هذا الدخول الجديد في أعماق مياه السلطنة الإضافات الجديدة التي اكتسبتها محفظة استكشافاتنا». وأضاف بروياك: «يَسُرنا تسخير خبراتنا العميقة في عمليات الاستكشاف البحري للعمل لصالح السلطنة التي يجمعنا معها تاريخ مشترك منذ عام 1937. ومن المتوقع أن يبدأ برنامج الاستكشاف بالحفر في قاع البحر في عام 2014.

وصرح أسامة بن محمد البرواني ممثل شركة بتروجاز كحل ال ال سي العمانية قائلا: إننا نشكر جهود وزارة النفط والغاز العمانية لدعم الشركات الوطنية ومنحها الفرصة للتواجد في سوق الاكتشاف والتنقيب والإنتاج وقال البرواني إن شركته تتمتع بحجم أعمال كبير في السلطنة وقد فازت بهذا العطاء في إطار منافسة كبيرة حازت من خلالها على ثقة الحكومة وأوضح البرواني أن حجم إنتاج الشركة من النفط بالسلطنة يصل إلى 45 ألف برميل يوميا وأن نسبة التعمين بالشركة تصل إلى 87% وأشار إلى أن هناك العديد من الدراسات الجيولوجية التي ستجريها الشركة لاكتشاف المنطقة قبل الشروع في حفر الآبار المتفق عليها في عقد الاتفاق مع الحكومة.

يذكر أن الاتفاقيتين تنصان على التزام الشركتين خلال فترات الاستكشاف بإجراء دراسات جيولوجية وجيوفيزيائية وعلى ضوء هذه الدراسات سيتم حفر عدد من الآبار الاستكشافية دون تحمل الحكومة أية تبعات مالية خلال فترات الاستكشاف.