محطات من الحياة

Saif-al-abri

سيف بن زاهر العبري -


رصاصة في حقيبة المسافر


قضية المواطن المحتجز في الهند تعد الثانية من نوعها هذا العام والخامسة خلال عامين، وإذا بها تطرح مناقشة عامة مفادها أن الخطأ غير المقصود من قبل المواطن سبقه خطأ أو بالأصح إهمال التفتيش الدقيق في مطار مسقط الدولي الذي كان من المهم جدا اكتشاف وجود الرصاصة في حقيبة المسافر أو أية ممنوعات أخرى قبل صعود المسافر إلى الطائرة وكذلك قبل تحميل الحقيبة ضمن أمتعة المسافرين، من هنا بات من الضروري أهمية وجود رقابة دقيقة على كل ما يمكن أن يثير الشبهة لدى كل مسافر مغادرا كان أو قادما للسلطنة، بحيث يبقى الجميع في منأى عن المشاكل المتوقعة بين لحظة وأخرى نتيجة الاشتباه في مواطن عماني ليس من صفاته الأعمال المشبوهة وليس ديدنه على الإطلاق باعتبار أنه يعيش في مجتمع ينأى بنفسه عن جميع الشبهات، ويبقى أن نقول ” معظم النار من مستصغر الشرر”.


الحافلات المدرسية


استأثرت الحافلات المدرسية والسيارات المخصصة لنقل الطلبة بقدر من المناقشات والمداولات في الفترة الماضية، ، بينما يبقى الرهان على ما تقوم به المديريات التعليمية من مبادرات ترتقي بالحافلات والسيارات المدرسية دون الإضرار بأصحابها، مع الأخذ بالاعتبار أن هناك شريحة من المواطنين المنتفعين من تأجير حافلاتهم بعقود موقعة تجيز لهم نقل الطلبة بشروط معينة عادة ما تكون غير مطبقة على أرض الواقع، وما يلاحظ أحيانا من تجاوزات للحد المسموح به في نقل الطلبة وعدم صلاحية بعض الحافلات، والتنافس المثير للغرابة من قبل أصحاب الحافلات في الفوز بعقود نقل الطلبة ومن ذلك وضع قيمة سعرية تنافسية تلحق الضرر بغيرهم ممن هم أولى بتلك العقود، بينما أصحاب بعض الحافلات والسيارات متضررون وليس لديهم عائد مجز كونهم ينقلون الطلبة من مسافات بعيدة وفي طرق غير معبدة، من هنا فإن موضوع الحافلات وسيارات نقل الطلبة بحاجة إلى إعادة نظر من أهمها أن يحتسب المبلغ المقرر لصاحب الحافلة بناء على بعد المكان عن المدرسة وعدد مرات النقل المقررة، بحيث يستفيد أصحاب القرى والتجمعات السكانية من ذلك مهما كان العرض المقدم من منافسيهم والذي عادة ما تنظر إليه الوزارة بأنه سعر منافس للغاية، مع الأخذ بآراء أولياء الأمور المعبرين عن عدم رضاهم بنقل أبنائهم في الحافلات المكتظة بالطلبة المنقولين دفعة واحدة.


التوقيت الزمني بين فصلين


نتوقع عدم قناعة كثير من الناس بجدوى فارق التوقيت الزمني بين فصلي الشتاء والصيف هنا في السلطنة كما جرت عليه العادة في دول أخرى، وذلك لأنهم لا يعلمون معاناة الطلبة القادمين من المناطق البعيدة وخاصة الجبلية منها كي تصل بهم الحافلات والسيارات إلى مدارسهم في الوقت المناسب حيث يبدأ نقلهم في وقت مبكر جدا فجر كل يوم رغم ما يعانوه من البرد الشديد والطبيعة الجغرافية الصعبة لمقر سكناهم والطرق الوعرة التي تسلكها الحافلات والسيارات، من هنا فمن المهم أن تفكر وزارة التربية والتعليم على الأقل في العمل بالتوقيت الشتوي والصيفي للعام الدراسي مراعاة لظروف الطلبة في الأماكن البعيدة.


قمامة متمزقة


نعول كثيرا على البلديات المختصة في نقل المخلفات أولا بأول والتي بلا شك تواجه معاناة مستمرة في زيادة المساكن والتجمعات المتناثرة والأحياء المتباعدة مع نقص في المعدات والأيدي العاملة، ولكن لم نكلف أنفسنا يوما ما التعاون مع عمال البلدية في أن نقوم بوضع القمامة في مجمعاتها المخصصة، فكم من المجمعات خالية بينما القمامة ملقاة على جانبيها، وكم من المخلفات الورقية والبلاستيكية متناثرة في الأماكن العامة لم يقم أصحابها بجمعها ووضعها في أقرب مكان للقمامة، وما يثير الدهشة تعمد البعض في إلقاء المخلفات في أي مكان عام كان نظيفا وأصبح متسخا، بل أن البعض يتعمد أيضا رمي المخلفات من سياراتهم في أي مكان سواء كانت السيارة متوقفة أو تسير على الطرق العامة والداخلية. إنه سلوك ينبذه المجتمع النظيف الذي تربى أفراده على القيم والمبادئ الحميدة المستمدة من ديننا الحنيف الذي يحثنا دائما على النظافة في بدننا ومجتمعنا والبيئة المحيطة بنا.