تعزيز الاستثمار في منطقة الرسيل الصناعية

قبل ثلاثين عاما، وتحديدا في عام 1983 بدأت عمليات إنشاء منطقة الرسيل الصناعية لتكون أول منطقة صناعية في السلطنة، وفي ظل آمال كبيرة بالانتقال بالاقتصاد العماني للدخول إلى عالم الصناعة الواسع، وبالغ الأهمية أيضا. بدأت منطقة الرسيل الصناعية بــ12 مصنعا فقط، وتم افتتاحها في عام 1985، مع العمل على توفير مختلف الخدمات والتسهيلات الضرورية، للمستثمرين والعاملين، بما في ذلك خدمات الجمارك والقوى العاملة وشرطة عمان السلطانية، إلى جانب الخدمات الإدارية الأخرى، من اجل جذب المستثمرين والعاملين إليها أيضا. وبالفعل استطاعت منطقة الرسيل الصناعية، التي تشكل باكورة المناطق الصناعية في السلطنة، السير بخطى واسعة نحو التوسع والتطوير، وتنويع المصانع العاملة بها، والآن فإن هذه المنطقة تعد واحدا من صروح الصناعة العمانية. صحيح أن هناك مناطق صناعية كبيرة ومتعددة، في صلالة وصحار وصور ونزوى والبريمي، وبالطبع الدقم، ولكن الصحيح أيضا أن منطقة الرسيل الصناعية تظل على جانب كبير من الأهمية، خاصة أنه تمت الاستفادة من خبرة إنشائها عند تخطيط وإنشاء وتطوير المناطق الصناعية الأخرى في السلطنة، والتي تتكامل فيما بينها لتنهض بالاقتصاد العماني، ولتفتح آفاقا أوسع أمام تنمية وتطوير قطاع الصناعة العماني ليقوم بدوره المنشود في الإسهام في تنويع مصادر الدخل القومي، وتحقيق التنمية المستدامة.

جدير بالذكر أنه إذا كانت منطقة الرسيل الصناعية قد بدأت بـ12 مصنعا، فإنها الآن وبعد نحو ثلاثين عاما فقط، فإنها تضم 132 مصنعا، بمعنى أن عدد المصانع فيها تضاعف 11 مرة خلال السنوات الماضية، وهي نسبة نمو كبيرة، خاصة في ظل ما هو معروف من إنشاء وتطوير العديد من المناطق الصناعية الأخرى في السلطنة. كما ارتفع حجم الاستثمار فيها إلى نحو 377 مليون ريال عماني (أي ما يقرب من مليار دولار) ومع ذلك، وبرغم هذه الزيادة الكبيرة والملموسة، فإن منطقة الرسيل الصناعية، التي تبلغ مساحتها نحو 5.7 مليون متر مربع لا تزال قابلة للتوسع والتطوير، وهو ما تعطيه حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـــ حفظه الله ورعاه ـــ اهتماما كبيرا ومستمرا. وسوف تستثمر الحكومة 63 مليون ريال عماني في أعمال التوسعة الحالية، وتعزيز الخدمات والبنية الأساسية لتستوعب 75 مشروعا ومصنعا جديدا، تم تخصيص مساحات الأراضي الخاصة بها، تمهيدا لإنشائها. وبالتالي تقف منطقة الرسيل الصناعية، شامخة وفخورة، إلى جانب المناطق الصناعية الأخرى في السلطنة لتسهم بكل ما تستطيع في بناء حياة افضل للوطن والمواطن في إطار الأهداف والأولويات التي يحددها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـــ حفظه الله ورعاه.