ألف لوحة ولوحة يجب أن تراها قبل أن تموت – العــــــــرّافة

1390118125011346800

أزهار أحمد -


اشتهر لوكاس فان ليدن بمهارته الفائقة في الحفر، ويعتبر أحد أهم ثلاثة فنانين برعوا في هذا الفن في القرن السادس عشر. إلا أنه أيضا كان رساماً بارعا، وإليه يعود الفضل في تمهيد الطريق لأسلوب الفن الهولندي التقليدي الذي يصور الحياة اليومية في هولندا.

ولد لوكاس في ليدن عام 1494، وفيها قضى معظم حياته وتدرب على الحفر على يد والده، ثم قام بتدريبه على الرسم رسام محلي يدعى كورنيلز إنغلبرخت (1468 – 1533). كان لوكاس منذ صغره فنانا لا يعرف الكلل حيث كان يعمل لساعات طويلة حتى بعد منتصف الليل، ما أثار قلق والدته التي منعته من العمل ليلا ليس توفيرا للشموع فقط، ولكن أيضا حرصاً على صحته.

سافر لوكاس إلى أنتڤربن في عام 1521 حيث قابل فيها الفنان الألماني دورر الذي سجلَّ هذا الحدث قي يومياته.

ومن الواضح أن أعمال دورر كان لها تأثير كبير على لوكاس، ومع شهرة وبراعة دورر إلا أن لوكاس كان يجاريه في دقة الحفر. اشتهر لوكاس برسم المواضيع الخيالية والأسطورية، إلا أن جل تركيزه لاحقا إنصبَّ على رسم الشخصيات الفردية.

رسم لوكاس لوحة “العرافة” التي تعتبر تصويرا لشغف الناس بالحب والألعاب في عام 1508 عندما كان عمره أربعة عشر عاما فقط، أي وهو في بداية حياته الفنية مما أظهر موهبته الفذة في الرسم ومهارته في التلوين، وجعله هذا الإنجاز في مصاف الرسامين الكبار. كما تعتبر هذه اللوحة أيضا أول عمل من أسلوب “اللوحة النوع” الذي يصور الأحداث اليومية في الحياة العادية. وإذا تبين أن هذه اللوحة حقيقية وأن العرافة تستخدم الورق فعلا فهذه اللوحة تعتبر من أقدم السجلات التي توضح بدايات استخدام أوراق اللعب.

تقدم هذه اللوحة تحليلا لطبيعة الشخصيات الموجودة بها، حيث أن كل شخصية مرسومة بإحساس حي.

فمثلا، الرجل صاحب اللحية السوداء في خلفية اللوحة يبدو آسرا خاصة مع نظرة التحديق الخارقة وملامحه الشريرة التي تتناقض مع شحوب وجه العرافة. وهناك اثنان من الشخصيات الرئيسية متزوجان من العائلة المالكة الاسبانية ومن الواضح أنهما كانا يقضيان وقتا طويلا مع العرافة.

سطح هذه اللوحة غني برسم أنماط ومواد مختلفة، من الفراء والحرير إلى الزجاج والجسد البشري، وكلها تمَّ تقديمها بطريقة رائعة. حين يتأمل المشاهد أمام هذه اللوحة تخلق لديه الاحساس بأنه أحد الشخصيات الموجودة بها.

وعلى الرغم من أن لوكاس فان كان مشهوراً خلال حياته، إلا أنه لم يكن لديه تلاميذ أو مريدين مباشرين.

مع ذلك، كان وما يزال تأثيره عميقا على تطور الفن الهولندي وترك إرثاً فنياً كبيراً،. وكان لأعماله تأثيرملحوظ على الفنان رامبرانت.


هذه اللوحة من أعمال القرن السادس عشر وهي من مقتنيات متحف اللوفر في باريس

نقلاً عن كتاب : Paintings You Must See Before You Die 1001