استخدمت تكتيك الاستدراج والمباغتة -
تونس – (وكالات) – أعلنت وزارة الداخلية التونسية ان أربعة أشخاص بينهم دركيان قتلوا أمس برصاص مجموعة مسلحة في منطقة جندوبة غرب تونس.
وقالت الوزارة ان دورية من الحرس الوطني توجهت الى المكان بعد ورود معلومات تفيد ان مجموعة تغلق طريقا.
واوضحت الوزارة في بيان “عند وصولها فتح اربعة عناصر ارهابيين النار”، مما ادى الى مقتل اثنين من الدرك وجرح اثنين آخرين.
وارسلت تعزيزات الى المكان لاحظت ان “المجموعة نفسها اوقفت سيارة أولى” وقتلت راكبين هما حارس سجن ومدني.
واكدت الوزارة ان “عمليات أمنية” تجري لتحديد مكان المجموعة المسلحة، بدون ان تضيف اي تفاصيل. واوضحت الوزارة ان الكمين نصب بالقرب من بولا ريجيا الموقع الاثري الروماني النوميدي الذي يبعد حوالى اربعين كيلومترا عن الحدود الجزائرية ونحو 150 كلم عن العاصمة التونسية. وهذا الموقع معروف بلوحات الفسيفساء فيه.
واستخدمت المجموعة المسلحة نفس التكتيك في قتل الأعوان عبر الاستدراج والمباغتة تماما كما حدث في عمليتي سيدي علي بن عون بمحافظة سيدي بوزيد في اكتوبر الماضي والتي ادت الى مقتل ستة من أفراد الحرس الوطني وفي سبتمبر الماضي حينما اجهزت جماعة مسلحة على تسعة عناصر من الجيش في جبل الشعانبي بوابل من الرصاص المباغت
وتشهد تونس تزايدا في أعمال العنف المرتبطة بحركات جهادية منذ الثورة في 2011.
وتشتبه السلطات بان جماعة أنصار الشريعة تقف وراء اغتيال معارضين العام الماضي.
وشكل اغتيال المعارض شكري بلعيد في السادس من فبراير 2013 بداية سنة من الاضطرابات السياسية والامنية في البلد الخارج للتو من أزمة حادة مع اقرار دستوره الجديد في يناير.
وجاء اغتيال النائب محمد البراهمي في 25 يوليو المعارض العنيد ايضا للاسلاميين، ليغرق تونس في أزمة سياسية حادة شلت مؤسسات الحكم والاقتصاد حتى اواخر يناير 2014.
ونسبت السلطات التونسية عمليتي الاغتيال الى جماعة “انصار الشريعة في تونس” الاسلامية السلفية المتطرفة المتهمة بالارتباط بالقاعدة، لكن الجماعة لم تعلن ابدا تبنيها الاغتيالين ولا اي هجوم مسلح ولا يزال الغموض يحيط بالجريمتين.
وقبل يومين من ذكرى اغتيال بلعيد، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو ان المتهم بقتله قتل خلال عملية لمكافحة الارهاب. وقال ان الحرس الوطني (الدرك) “نجح في قتل سبعة ارهابيين مدججين بالسلاح. كشفت التحاليل هوية بعضهم ، وبينهم كامل القضقاضي” الذي اتهمته السلطات التونسية بقتل بلعيد.
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية في التاسع من فبراير ان قوات الأمن اعتقلت قرب العاصمة تونس أحد المشتبه بتورطهم في اغتيال البراهمي.
وخرجت تونس لتوها من مأزق استمر عدة أشهر مع تبني دستور جديد في 26 يناير بعد ثلاث سنوات من الثورة وتشكيل حكومة غير حزبية مكلفة قيادة البلاد حتى انتخابات عامة قبل نهاية 2014.
وقد دخل الدستور حيز التنفيذ الاثنين الماضي بعد نشره في الجريدة الرسمية.
وسلم حزب النهضة الذي حل في المرتبة الأولى في اول انتخابات شهدتها تونس اثر الاطاحة بالرئيس الاسبق زين العابدين بن علي، السلطة لحكومة برئاسة مهدي جمعة بعد اتفاق تم التوصل اليه بعد اشهر من المفاوضات الشاقة رعتها كبريات منظمات المجتمع المدني.
وامام الحكومة الجديدة أيضا تحديات اقتصادية بسبب الوضع الصعب لاقتصاد تونس وما ينجم عنه بانتظام من اعمال عنف اجتماعي.