مسقط - الرؤية
تحتفل السلطنة في الثالث من مارس من كل عام باليوم الحرفي العُماني وتحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على النهوض بالقطاع الحرفي العُماني وذلك تأكيدا على النهج السامي لقائد البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه - بأهمية التطوير والتحديث الذي يقوم على أساس احترام مهن الآباء والأجداد والحفاظ على الهوية الوطنية للبلاد، كما تواصل الهيئة جهودها نحو تحقيق منظومة متكاملة للقطاع الحرفي العُماني.
شهد القطاع الحرفي العُماني خلال العقد الأول من عمر إنشاء الهيئة نموا قياسيا ونقلة نوعية في مختلف مجالات العمل الحرفي وذلك تلبية للرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للحفاظ على الموروثات الحرفية وتعزيز الدافعية الذاتية للإقبال عليه، كما إنّ التنمية الشاملة التي تحققت في عهد النهضة المباركة كان لها الأثر الأعظم في نمو القطاع الحرفي وزيادة فعالية الإنتاجية ولقد استمدت الحرف ما وصلت إليه من ابتكار وتصميم متفرد من مرتكزات محورية دأبت الهيئة على تنفيذها تحقيقاً للرؤية السامية والتي تعد نهجا قويما اختطه القائد المفدى منذ بدايات عصر النهضة وحتى اليوم حيث أسهمت تلك الرعاية السامية في النهوض بالقطاع الحرفي والحفاظ على الصناعات الحرفية باعتبارها من الموروثات الحضارية.
كلية الأجيال
تعد كلية الأجيال لعلوم الصناعات الحرفية والمهن التقليدية بمثابة حصاد التأكيد السامي على أهمية العلم والمعرفة والتي يتطلع من خلالها القطاع الحرفي إلى الارتقاء بالأداء الابتكاري والإبداعي للحرفيين وذلك بالاستفادة من مناهل المعارف المتجددة، وتعد الكلية إحدى اللبنات الثابتة التي تضاف إلى المنجزات المتحققة للنهضة العُمانية الحديثة، وفي هذا المجال عقدت اللجنة الرئيسية للكلية عدداً من الاجتماعات لبحث المحاور التأسيسية لإنشاء الكلية والتي من المتوقع أن تسهم في تأسيس طاقات أكاديمية متخصصة في مختلف العلوم المتعلقة بالصناعات الحرفية والمهن التقليدية.
الإجادة الحرفية
تعكس مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية الاهتمام السامي لمولانا - حفظه الله ورعاه - بالقيمة الحضارية والوطنية لمنتجات الصناعات الحرفية، كما تؤكد على الرعاية العالية التي يخصها جلالته للحرفيين، إضافة إلى دور المسابقة الريادي في تطوير الصناعات الحرفية المتوارثة بالسلطنة والتي تعد رمزاً يعبر عن موروث له دلالاته الحضارية، حيث تسهم المسابقة في تشجيع المشاريع الحرفية المجيدة على زيادة كفاءة الأداء في العمل الحرفي، وشهدت الأعمال المتنافسة ضمن النسخة الثالثة من المسابقة تحقيق مستوى قياسي في مجال الإنتاج الحرفي أو في مجال المشاريع الحرفية.
مؤشرات إحصائية
موازاة لجهود الهيئة تتم رعاية الحرفيين بصور متعددة من خلال تقديم الدعم المادي أو بتوفير الآلات والأدوات الحديثة سعت الهيئة لإنشاء منظمة حرفية وطنية متكاملة الأبعاد سواء على الصعيد الإنتاجي أو القدرة الاكتفائية للطاقة اللوجستية المتعلقة بالحرف، وفي هذا المجال أوضحت المؤشرات الإحصائية للهيئة ارتفاع عدد الحرفيين المستفيدين من برامج الدعم والرعاية الحرفية، كما تحرص الهيئة وبشكل علمي على مُواءمة الزيادة في عدد الحرفيين المنتسبين للقطاع الحرفي حيث بلغت أعداد الحرفيين في كافة محافظات السلطنة حتى نهاية عام 2013م أكثر من (9530) تسعة آلاف وخمسمائة وثلاثين حرفيا وحرفية، وفي هذا المجال يشهد القطاع الحرفي تطوراً ملحوظاً في إرساء دعائم الإنماء والتطوير الحرفي من خلال طرح برامج متكاملة ومبادرات حرفية شاملة لدعم ورعاية الحرفيين ومن بينها توجه الهيئة نحو تطوير مراكز التدريب و الإنتاج الحرفي للانتقال إلى مرحلة المؤسسات الحرفية ذاتية الاعتماد من أجل تأسيس ثقافة الابتكار والريادة.
وتعمل الهيئة على دعم القطاع الحرفي من خلال رفده بقدرات وطاقات وطنية قادرة على خلق منتج حرفي محلي ومطور إلى جانب تحديث الحرف ورفع مستوى جودة المنتج الحرفي وفي هذا الإطار نفذت الهيئة مجموعة متكاملة من المشاريع الهادفة إلى النهوض بصناعة الحرف المطورة كما إن المشاريع الجاري تنفيذها حالياً مرتبطة بمشاريع تشغيلية وإنتاجية مباشرة للحرفيين بهدف الاستفادة منها وتوظيفها ضمن إستراتيجية الاستثمار والترويج مع اعتماد خطة مستقبلية متعلقة بتأهيل الحرفيين في مختلف مجالات العمل المتعلقة بمنهجية الابتكار المبدع.
التراخيص الحرفية
تتبنى الهيئة ثقافة مؤسسية ترتكز على توفير بيئة عمل حرفية قائمة لوائح راعية ومنظمة للأداء الحرفي وفي هذا المجال دشنت الهيئة برامج إلكترونية تفاعلية تؤطر بصورة محكمة جميع عمليات استصدار التراخيص الحرفية إلى جانب رصد جميع المتغيرات الحرفية ويؤكد تنامي الارتفاع الملحوظ في نسب الحرفيين العمانيين المسجلين ضمن قاعدة بيانات السجل الحرفي مدى جاهزية الهيئة لاستقطاب الطاقات العُمانية المنتجة إلى جانب أنها تبرز الجهود المبذولة نحو تأمين برامج التأهيل والتدريب الحرفي لتتلاءم مع فرص الالتحاق بمجالات تصميم وتطوير وإنتاج الحرف العُمانية إضافة إلى مبادرات الدعم والرعاية الحرفية حيث يشهد القطاع الحرفي جهودا متواصلة للنهوض بالحرف العمانية وتطويرها وفق آليات حديثة تعمل على ترويج المنتج الحرفي العماني.
المشاريع الابتكارية
تسعى الهيئة إلى توفير حلول جديدة متنوعة ومبتكرة من أجل تحقيق الإجادة الحرفية وفي هذا المجال استفادت من توظيف مخرجات البيئة المحلية بهدف خلق منتج حرفي وطني متكامل في هذا المجال نفذت الهيئة خطة إنتاجية لصناعة حزام الخنجر من النسيج القطني المطرز بخيوط الزري وذلك في إطار حرص الهيئة على تأصيل إنتاج جميع أجزاء الخنجر كما تم تسجيل شهادات إيداع لنماذج متنوعة من مقبض الخنجر العُماني حيث تمّ استخدام أغصان الأشجار العُمانية وتتضمن مرحلة تطوير العمل الحرفي إعداد دراسات تحليلية وفق منهجية علمية، كما تطبق الهيئة حالياً مشروع الاستفادة من الأصباغ العُمانية المحلية المستفادة من البيئة في صناعة الحرف بهدف تعزيز الابتكار الوطني في مختلف المجالات الحرفية مع الاهتمام بكل ما من شأنه دعم المنتج الحرفي، كما توصل عدد من الباحثين المختصين بالهيئة إلى اكتشاف نوع من التربة المحلية المستخدمة في إنتاج الصناعات الفخارية المبتكرة ويمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية على مستوى كفاءة الإنتاج الحرفي.
وتحرص الهيئة على تنفيذ المشاريع التي تتناسب مع احتياجات البيئات الحرفية في مختلف ولايات السلطنة من أجل إتاحة أكبر قدر من فرص إلحاق الكوادر الحرفية العُمانية بمختلف برامج التأهيل الحرفي وذلك تأكيداً على دور الحرفيين في تطوير الأداء الحرفي بكفاءة من خلال توظيف الآليات الحديثة والتي يتم طرحها ضمن المقررات العلمية والعملية للتأهيل الحرفي، وقد كثفت الهيئة برامج التعاون مع القطاع الخاص من خلال تبني ودعم تنفيذ برامج تتعلق بالتأهيل الحرفي وتعد البرامج التأهيلية المنفذة حالياً إحدى بواكير الجهود المثمرة لترجمة توجه الهيئة نحو التكامل المؤسسي مع الجهات الداعمة للعمل الحرفي بهدف إيجاد حرفيين مواكبين لأحدث تقنيات التطوير الحرفي.