◄ المقبالية تحرز الأول على المستوى الدولي في المناظرات.. والغافرية الثانية دوليًّا كأفضل مُتحدِّثة.. والغافري الخامس دوليًّا
◄ سلسبيل: أهدي الفوز إلى وطني وأهلي لدعمهم وتحفيزهم المستمر
◄ اليقين: التدريب المتواصل من عوامل فوزنا في هذه المسابقة
◄ المُهلَّب: المنافسة قوية تتطلب عصفًا ذهنيًّا ويقظة فكريَّة وثابة
◄ صفيَّة السنديَّة: الفوز بمراكز متقدمة في البطولة مثار فرحة كبيرة
◄ خميس السيابي: الحصول على ثلاثة مراتب من بين اثني عشر مركزا إنجاز مرموق
فازتْ السلطنة -مُمثلة بوزارة التربية والتعليم- بالمراكز: الأول والثاني والخامس، في البطولة الدولية الثانية لمُناظرات المدارس باللغة العربية، والتي أقيمت بدولة قطر الشقيقة؛ وذلك من أصل اثني عشر مركزا يتم تكريمهم في المسابقة، والتي تحدَّث فيها ثمانية وثمانون مُتحدثا من 18 دولة عربية، و4 دول أجنبية؛ حيث فازت الطالبة سلسبيل المقبالية بالمركز الأول على المستوى الدولي في المناظرات، وحصلت الطالبة اليقين الغافرية على المركز الثاني دوليا كأفضل متحدثة، وجاء الطالب المهلب الغافري الخامس دوليا في المناظرات.
وهدفتْ السلطنة من المشاركة في هذه المسابقة إلى تنمية مهارات الطلاب في الإلقاء وطلاقة الحديث، وإكسابهم فن التحاور والنقاش والاستنتاج والاستنباط، وإكسابهم قيم الإنصات للآخرين، واحترام وجهات النظر المختلفة ورحابة الصدر في تقبل النقد وتقبل الرأي الآخر.
مسقط ـ محمد بن خلفان الشكري
وكرَّمت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يوم الخميس الماضي، الفائزين في البطولة الدولية الثانية لمناظرات المدارس، والتي نظمها مركز مناظرات قطر، والتي أسفرتْ عن فوز الفريق التركي بالمركز الأول على مستوى الفرق. وجاء فريق اليمن في المركز الثاني، وحصل الفريق الأردني على المركز الثالث، وجاء الفريق القطري رابعا.
ويسعى مركز مُناظرات قطر من تنظيم البطولة إلى توثيق وتعميق الروابط والصلات في مجالي الشؤون التعليمية والثقافية بين مدارس الدول المشاركة، وإتاحة الفرص لتوطيد أواصر الصداقة وتوثيق روابط الأخوة والعمل على التقارب بين الشباب العربي، وترسيخ ثقافة الحوار الهادئ البناء الذي ينتج المعرفة ويفسح المجال للاختلاف والتنوع الثري.
سعادة غامرة
وعبَّر طلابنا الفائزون عن سعادتهم بهذا الفوز؛ حيث قالت الطالبة سلسبيل بنت سعيد بن حمدان المقبالية (من محافظة الظاهرة) الحاصلة على المركز الأول على المستوى الدولي في المناظرات: شعرتُ بالفرح والسعادة من أعماق قلبي، خاصة حصولنا على هذه المراكز المتقدمة، وتعويضنا عدم حصولنا على مركز متقدم على مستوى الفرق في البطولة، وحقيقة شعرت بالفخر لأنني رفعت اسم سلطنة عمان عاليا ولأني مثلتها خير تمثيل. وأضافت: من العوامل المساعدة لي في البداية: دعم الأهل وتشجعهم لمشاركتي في هذه البطولة، ومن ثم دور الأساتذة المشرفين وأخيراً اجتهادي الشخصي؛ حيث إننا حين خسرنا الجولة الثانية مع اليمن، أعطاني ذلك دافعا كبيرامن أجل تطوير الأداء أكثر، والبحث أكثر لكي نزيد الجانب المعلوماتي والمعرفي لدينا.
وعن دور الأسرة والمدرسة ومساندتهما، قالت المقبالية: الأسرة كان لها الدور الكبير في حصولي على هذا المركز، فقد كانوا يدعمونني منذ أن كنت في المسابقة التي كانت على مستوى السلطنة، وكانت كلماتهم المحفزة تدفعني لتحقيق الأفضل. أما بالنسبة للمدرسة، فقد كان لها أيضا دور ملموس في مشاركتي في هذه البطولة من خلال دعمي معنويا، وفي هذا الصدد أود أن أشكر الأستاذة فايزة الخاطرية على مساندتها لي في فترة التدريب.
وعن طبيعة المنافسة التي كانت في المسابقة، أوضحت: إن المنافسة كانت تتراوح ما بين الصعب والمتوسط من حيث أداء الفرق المشاركة وأقوى فريق واجهناه هو فريق اليمن، ففي الجولة الثانية خسرنا أمامه، ولكن في الجولة الخامسة عدنا وفزنا عليهم، وكان لي الفضل الكبير في تغيير عجلة الفوز ومنعها من أن تتوجه لفريق اليمن على حسب قول المُحكِّمين.
واختتمت سلسبيل المقبالية (الفائزة بالمركز الأول في المناظرة الدولية) حديثها قائلة: أهدي هذا الفوز في البداية إلى وطني الغالي عُمان، ولأهلي لمساندتهم وتحفيزهم المستمر، وأهديه إلى مديرية التربية والتعليم بمحافظة الظاهرة، وأخص بالذكر الأساتذة: عبدالله الكندي، وحمد الغريبي، ومسعود الجساسي، وخليفة اليعقوبي، على اختيارهم لي. والشكر موصول إلى الأستاذة صفية الصارخية مساعد مديرة مدرسة الغالية بنت ناصر للتعليم ما بعد الأساسي، على جهودها الثمينة معي، والأستاذ خميس السيابي المدرب في هذه البطولة، وكل من كان له دور في حصولي على هذا المركز.
التدريب والعمل الدؤوب
وقالت الطالبة اليقين بنت خالد بن سيف الغافرية (من محافظة جنوب الباطنة) والحاصلة على المركز الثاني دوليًّا كأفضل متحدثة على مستوى اثنين وعشرين متحدثا: تمثلت العوامل التي ساعدتنا للتأهل في التدريب المتواصل، والجهد والعمل الحثيث، والتشجيع المعنوي والمادي وبالطبع كان للثقة والحماسة دور في أن نصل إلى ما وصلنا إليه.
وحول دور الأسرة والمدرسة، قالت: للأسرة والمدرسة دور كبير جداً، فأسرتي كانت الداعم الأول حيثُ كانت تحفزني للمشاركة في هذه المناشط المحلية والدولية لما لها من دور في صقل مواهب الطالب وتشكيل شخصيته بشكل صحيح، كما للمدرسة دور ملموس حيثُ ساهمت في دفعي ودعمي معنوياً للمشاركة في مسابقة المناظرات بيانا لدور هذه المسابقات في المستوى التحصيلي. وأشارت الغافرية إلى أن مسابقة المناظرات مسابقة جديدة في المجتمع المدرسي العماني، وهذه المشاركة الأولى للسلطنة في هذه المسابقة، وكما هو معروف فإن المناظرة هي أسلوب للتحاور وتبادل وجهات النظر بين طرفين يسعى كل منهما للدفاع عن وجهة نظرة بالأدلة والحجج والبراهين المتنوعة محاولا تفنيد رأي الطرف الأخر واقناع الآخرين بصحة موقفة ووجهة نظرة. ويتم طرح عدد من القضايا للجدال والنقاش حيث يتم اختيار فريق مؤيد للقضية وفريق آخر معارض، وعلى كل فريق أن يقدم الحجج والبراهين التي تقنع المستمع وعليها يتحدد الفائز.
منافسة قوية
وعبَّر الطالب الحاصل على المركز الخامس دوليًّا المُهلَّب بن خالد بن سيف الغافري (من محافظة جنوب الباطنة)، عن فرحته بهذا الفوز.. وقال: لقد كان انطباعنا جميلا ورائعا، تخيل أنك تعانق السحب والأنجم هناك عاليًا، وكانت الاستفادة من الأخطاء إلى جانب التدريب المستمر، وكتاب "المرشد في فن المناظرة"، من العوامل التي ساعدتنا في الوصول لهذا المستوى.
وعن دور الأسرة، قال: الأسرة كانت المشجع الأول، وبحكم أن المدرسة هي أسرتي الثانية فدون أدنى شك فإنها كانت تابعا للمنزل، إلى جانب أنها دربتني وصقلت مواهبي بشكل كبير والمنافسة كانت قوية تتطلب عصفا ذهنيا وبداهة حاضرة ويقظة فكرية وثابة.
أما صفية بنت جميل السندية (من محافظة جنوب الشرقية) المشاركة الرابعة في الفريق، فقد قالت: مشاركتي في بطولة المناظرات في قطر أعطتنا انطباعا مميزا عن أنفسنا، وأكسبتنا المزيد من الثقة، ونأمل أننا كنا على قدر الثقة التي منحت لنا لتمثيل السلطنة، والشكر الجزيل لوالدي الغاليين اللذين كان لهما الدور الفعال والأكبر في خوضي لمثل هذه التجربة، وأتقدم بخالص امتناني وشكري لمدرستي ومعلماتي اللواتي طالما سعين إلى أن نكون الأمثل والأفضل من كافة الجوانب، وقد كان لفوز زملائي بمراكز متقدمة في المسابقة فرحة كبيرة بالنسبة إلينا وهذا ليس بالغريب على الأداء العظيم الذي قدمناه طوال فترة المسابقة.
تأهل وإشادة
وقال خميس بن سعيد بن سيف السيابي رئيس قسم بدائرة الأنشطة ومدرب الفريق العماني في المناظرات: الحمد لله، كانت استعدادات جيدة تم فيها تنفيذ مسابقة على مستوى السلطنة بعد أن تم توجيه دعوة للسلطنة من مركز مناظرات قطر للمشاركة في هذه البطولة، وتم عقد دورة تدريبية لنا كمدربين ومحكمين في هذه البطولة في مركز مناظرات قطر خلال الفترة الماضية. وتم في المسابقة المحلية اختيار الطلاب أعضاء الفريق الذي يمثل السلطنة، ثم تم تدريب الطلبة قبل البطولة بأسبوع للاستعداد النهائي في مسقط. وقد كان الطموح عاليا للفوز بهذه البطولة نظرا للمستوى الذي أبداه الطلاب في المسابقة على المستوى المحلي.
وأضاف: في الأدوار التمهيدية في البطولة الدولية كان الفريق أول المتأهلين بفارق كبير عن بقية الفرق، وقد أشاد جميع المحكمين والمدربين والمنظمين بالمستوى الذي ظهر به الفريق، وتم ترشيحه بقوة لنيل لقب البطولة، ولكن لم يحالفنا الحظ في استكمال بعض النقاط حسب النظام المتبع في البطولة، فضلا على كونها المشاركة الأولى لنا في هذا النوع من البطولات، إلا أن تحقيق المراكز الأولى كأفضل متحدث في هذه البطولة الدولية يوازي تحقيق البطولة من جوانب متعددة، فالحصول على المراكز الأول والثاني والخامس من أصل اثنى عشر مركزا كمتحدثين في بطولة قائمة على التحدث، ومن أصل ثمانية وثمانون متحدثا وهو مجموع الذين تحدثوا في هذه المسابقة فتكريم ثلاثة متناظرين من فريق واحد هو بطولة في حد ذاته، وهو أمر يعكس مدى ما يتمتع به هؤلاء الطلاب من قدرات ومهارات ومواهب في مجال التحدث والحوار ومقارعة الحجة بالحجة والدليل بالبرهان؛ في إطار من التنظيم في الأفكار والمحاور، كما يعكس المستوى والتفوق الدراسي لدى هؤلاء الطلاب، والجهود التي بذلت من قبل القائمين على تدريبهم وإعدادهم الذي انعكس بدوره على أدائهم وحصولهم على هذه المراكز المشرفة.
وعن رأيه في تحقيق هذه النتائج على المستوى الدولي، قال المدرب خميس السيابي: بالنسبة لردة الفعل حول هذه النتيجة فقد كانت فوق المتوقع؛ حيث انهالت على الفريق وعلى الطلاب الفائزين التهاني والتبريكات من قبل مختلف المشاركين والمحكمين والمسؤولين القطريين بما فيهم سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني راعية حفل الختام، وختاما فهذا الإنجاز غير مُستبعد على أبنائنا الطلاب الذين تعودنا منهم سبق الفوز والتفوق في مختلف المسابقات والبطولات الإقليمية والدولية لا سيما التربوية والثقافية والعلمية منها؛ لما يتمتعون به من مواهب واعدة ومهارات عالية منوعة ومتعددة ولما يلاقونه من دعم ومساندة من الوزارة والمعنيين.
واختتم خميس بن سعيد السيابي حواره قائلا: لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى معالي الدكتورة الوزيرة وسعادة الدكتور وكيل الوزارة للتعليم والمناهج على دعمهم اللامحدود وعلى توجيهاتهم وموافقتهم الكريمة على كافة المقترحات التي تم رفعها من قبل المديرية العامة للبرامج التعليمية -ممثلة في دائرة اﻷنشطة التربوية- بهدف الاستعداد لهذه البطولة، وللطلاب المشاركين وأسرهم ومدارسهم على جهودهم التي بذلوها معنا في هذه المشاركة.