مسقط- الرؤية-
نفذ مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني من خلال الباحثين الميدانيين دراسات ومسوحات ميدانية في منطقة النجد بمحافظة ظفار استمرت عدة سنوات وقد تكللت مسوحات وجهود الباحثين بإثبات وجود النمر العربي في المكان حيث تمكنت أجهزة التصوير الحديثة (الكاميرات الفخية) التابعة للمكتب من تصوير النمر العربي ويعتقد المختصون أن المنطقة كانت ضمن نطاق انتشار النمر العربي التاريخي في جبال المحافظة إلا أن النمر اختفى من هذه المناطق خلال السنوات الماضية نتيجة لعدة عوامل منها قلة الفرائس الطبيعية كالوعل والغزال والتي استنزفت خلال العقود الماضية إلا أنه وبفضل التوجيهات السامية والتشريعات القانونية الخاصة بالمحافظة على البيئة العمانية حظيت هذه المفردات الطبيعة بالحماية اللازمة والتي كفلت لها حرية الحياة في بيئاتها الطبيعية حيث يقوم المكتب بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة بحماية هذه المفردات وتنفيذ المشاريع البحثية للمحافظة عليها.
وبينت الدراسات والمسوحات الميدانية التي أجريت في المنطقة منذ عام 2003 وجود 14 نوعًا من الثدييات البرية التي تستوطن منطقة النجد إلا أنها لم تؤكد وجود النمر العربي وفي عام 2011 نجح فريق من الباحثين من جامعة (ريو غراند دو سول) البرازيلية في تأكيد وجود دلائل للنمر العربي في عينة جمعت خلال حملة استكشافية بالمنطقة حيث رجحت التحاليل والتقارير أن العينة جمعت من المنطقة الحدودية لانتشار النمر العربي وأفادت أن المنطقة ليست بالمهمة للنمر كالمناطق الجنوبية والتي تقع ضمن نطاق الشريط الجبلي بالمحافظة والتي ما زال يستوطنها النمر العربي. وفي إطار الدراسة الميدانية للمجتمع المحلي تتوافق مرئيات السكان قاطني تلك المناطق مع النتائج العلمية للدراسات الميدانية حيث أفاد غالبيتهم بقلة ظهور النمور في هذه المناطق في العقود الأخيرة إلا أنّ الأمر اختلف قليلاً مع مطلع السنة الماضية حيث تلقى الباحثون الميدانيون بالمكتب إفادة من أحد المواطنين عن تأكيد مشاهدة وتواجد النمر العربي في المنطقة وعلى ضوء هذه المؤشرات الحديثة وبتوجيهات من معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني قام فريق من المختصين بمكتب حفظ البيئة بمعاينة المنطقة وإجراء بحث ميداني حيث تمّت متابعة تركيب الكاميرات الفخية وتحليل عينات روث تم الحصول عليه من المنطقة وبعد استمرار الجهود ومرور ما يقارب الشهرين وتأكيد التحليلات المخبرية أظهرت الكاميرات الفخية التي تمّ نشرها ومتابعتها بدقة إثبات صورة للنمر العربي في إحدى الكاميرات الفخية. وفي إطار الجهود المبذولة للحفاظ على النمر العربي وبناء على النتائج العلمية التي توصل لها الفريق الميداني يؤكد مكتب حفظ البيئة على عودة النمر العربي إلى منطقة النجد بمحافظة ظفار بعد سنوات من الاختفاء.
وتعليقاً على هذه النتائج يقول هادي بن مسلم الحكماني أخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة والذي أجرى الدراسة "إن النتائج التي أثبتتها الدراسة والبحث الميداني تعتبر معلومات إضافية عن أماكن تواجد النمر العربي في جبال المحافظة والتغيرات الحالية التي تواجه النمر العربي المهدد بالانقراض في البرية، فقد تلاحظ في السنوات الأخيرة بعض التغيرات في سلوكيات وتحركات النمر العربي فالمناطق التي تم فيها رصد النمر العربي خلال السنوات الماضية لم تعد – بعضها- مناطق مفضلة لدى النمر حيث لجأت النمور إلى مناطق أخرى لم تكن تقصدها في السابق وغير مأهولة بالسكان كما هو الحال في هذه الحالة" الجدير بالذكر أن النمر العربي من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض بدرجة حرجة حيث تبذل السلطنة ممثلة في مختلف الجهات الحكومية المختصة وبتعاون من المجتمع المحلي جهودا خاصة للمحافظة عليه في بيئته الطبيعية.