في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: القمة أسقطت يهودية إسرائيل وعلى كيري ونتانياهو إدراك ذلك جاء فيه: انتهت القمة العربية، وكما كان متوقعا، ببيان عام تحدث عن القضايا بشكل توافقي دون تحديد مواقف حاسمة وذلك في محاولة لإرضاء الأطراف العربية المعنية، وقد ظلت الخلافات بين عدد من الدول الأعضاء بدون أية حلول وان كان البيان قد أكد الحرص على التعاون والعمل المشترك.
وبالنسبة لنا فقد كان الجديد هو التأكيد القاطع على رفض أي قبول بيهودية إسرائيل وهو الشرط الذي اخترعته إسرائيل مؤخرا لتعطيل التوصل إلى أي حمل سلمي أو نجاح المفاوضات أو حتى التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، كما أكد البيان على التمسك بالشرعية الدولية وحل الدولتين وفق حدود يوليو ١٩٦٧، وكرر الإشارة إلى المبادرة العربية السلمية وان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية الأولى. وهذا الموقف العربي العام ينسجم تماما مع الموقف الفلسطيني الذي أكدته القيادة أكثر من مرة ولا سيما في اللقاء الأخير بين الرئيسين أبو مازن واوباما في واشنطن.
ويتوافق هذا الموقف مع الجولة الجديدة من المحادثات والاتصالات التي يجريها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في المنطقة ويلتقي خلالها الرئيس أبو مازن ورئيس وزراء إسرائيل نتانياهو. ولابد للوزير كيري ونتانياهو أن يدركا أن مطلب أو شرط يهودية إسرائيل صار مستحيلا وان على المسؤول الأمريكي أن يبحث عن سبل أخرى غير هذا الشرط. كما أن الاستيطان المتواصل والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك ومساعي تقسيم الزمان والمكان فيه، لم تعد مرفوضة فلسطينيا فقط وإنما عربية شاملة أيضا، وقد تم التأكيد على السيادة الأردنية على الحرم القدسي والمقدسات بالقدس لمنع أي مسعى إسرائيلي لتغيير واقع السيادة هذا.
إلا أن الأهم من الأقوال المناسبة والضرورية هذه هو ترجمتها إلى أفعال وممارسات حقيقية، بالنسبة للعلاقات والدعم المادي اللازم للسلطة الوطنية.. إن توفير الغطاء المالي هو حجر الزاوية في مواجهة الضغوط الكبيرة في هذا المجال ومع الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها السلطة… وقد سمعنا في السابق وعودا كثيرة لم يتم الالتزام بها.. فهل تتغير الأحوال هذه المرة.
نبقى أخيرا في موضوع القمة الخامسة والعشرين ملاحظة لا بد من الإشارة إليها وهي الدعوة لإنشاء محكمة عربية لحقوق المواطن العربي… وهذه قضية اقرب ما تكون إلى النكتة أو المهزلة رغم ضرورتها وأهميتها، ذلك لأن الإنسان العربي يبدو مسحوقا ومضطهدا في غالبية الدول العربية إن لم يكن فيها كلها. فهل تستطيع محكمة كهذه، في حال إنشائها، أن تساعده أو تنقذه مما يعاني منه في أوطانه ؟!