موسكو تشيد بإرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا وتعتبره اعترافا بالحقائق الجديدة على الأرض

قوات روسية تطوق قاعدة جوية في «القرم» وتوجه تحذيرا -

موسكو – قاعدة بلبيك الجوية (القرم) – (د ب أ – رويترز): أشادت روسيا أمس باتفاق إرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا ووصفته بأنه اعتراف بالحقائق الجديدة على الأرض بعد ضمها شبه جزيرة القرم، فيما استولت روسيا على غواصة أوكرانيا الوحيدة.

وشددت وزارة الخارجية الروسية على أن بعثة المراقبة تحت رعاية منظمة الأمن والتعان في أوروبا تستثني شبه جزيرة القرم قائلة إن ذلك اعتراف بـ”الحقائق السياسية والقانونية الجديدة”.

وفي الوقت نفسه، استولت البحرية الروسية على الغواصة الأوكرانية التي يبلغ عمرها 34 عاما قرب ميناء سيفاستوبول والتقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زعماء أوكرانيين جددا موالين للغرب في كييف في محاولة لإنهاء الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بالحكومة الموالية لروسيا هناك.

وكانت روسيا قد ضمت هذا الأسبوع جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول ككيانين منفصلين إلى الاتحاد الروسي في ظل احتجاجات من جانب أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء عن أناتولي فاروتشكين قائد سلاح الغواصات الروسي قوله إن الغواصة الأوكرانية باتت الآن بشكل رسمي جزءا من الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وقال التقرير إن نحو نصف طاقمها المكون من 78 شخصا وافقوا على أن يصبحوا بحارة في البحرية الروسية والباقي غادروا الغواصة.

ومن جهة أخرى التقى كي مون برئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك وقال إن “الشعب الأوكراني يواجه صدمة لا يتعين أن يعيشها أي بلد”.

ونقلت وكالة “أونيان” للأنباء عن بان قوله :”إنني واثق من أنكم ستجتازون تلك الفترة الصعبة بمساعدة المجتمع الدولي وتحت قيادتكم وبتشجيع الناس”.

وعلى صعيد آخر وصل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى كييف أمس في مهمة تهدف إلى منع تفتيت أجزاء أخرى من أوكرانيا.

وسيلتقي شتاينماير ياتسينيوك والرئيس الانتقالي للبلاد الكسندر تورتشينوف لتقديم مزيد من المساعدات الغربية للحكومة الجديدة.

ووافقت الدول الـ57 الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الاول في فيينا على إرسال ما يصل إلى 500 مراقب لرصد الوضع السياسي والأمني في أوكرانيا، خاصة في المناطق التي تقطنها أغلبية تنحدر من أصول روسية.

وجاء هذا القرار بعد ساعات من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصورة رسمية ضم شبه جزيرة القرم وفرض الاتحاد الأوروبي لعقوبات جديدة ضد روسيا.

وقال أندريه كلين، المبعوث الروسي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا :”إننا نشعر بقوة أنها ربما تكون خطوة أولى ومهمة لنزع فتيل التوتر في هذه المنطقة”.

ورغم ذلك، ظهرت على الفور خلافات حول النطاق الجغرافي الذي سيغطيه تفويض بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والذي لم يذكر شبه جزيرة القرم ولكنه يشير إلى إمكانية نشر المراقبين في جميع أنحاء البلاد.

من جهته قال أوليج بودوفالوف مساعد قائد قاعدة جوية أوكرانية في بلبيك قرب سيفاستوبول أمس إن قوات روسية طوقت القاعدة في القرم ووجهت تحذيرا للقوات بالداخل مطالبة إياها بالاستسلام.

والقاعدة التي يرفرف فوقها علم أوكرانيا واحدة من بضع منشآت عسكرية في القرم ما زالت تسيطر عليها أوكرانيا بعد ضم روسيا لشبه الجزيرة.

وقال بودوفالوف لرويترز “القوات الروسية في قاعدتنا منحتنا ساعة للاستسلام وإلا ستبدأ في الاقتحام. لن نذهب إلى أي مكان لنرى ما هذا الاقتحام.”

وكان من المقرر أن ينتهي التحذير الساعة 1230 بتوقيت جرينتش ولكن ليست هناك مؤشرات على أي تحرك للقوات الروسية في القاعدة.

وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قالت أمس الأول إن قواعد القرم ما زالت رسميا تحت سيطرة أوكرنيا إلا أن معظمها الآن تسيطر عليها قوات روسية وترفع علم روسيا.