كييف-(أ ف ب): واصلت كييف أمس عمليتها العسكرية ضد المتمردين فيما يسعى وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا في برلين إلى حل تفاوضي، وأعربت واشنطن عن تفهمها لامتناع كييف عن تجديد وقف إطلاق النار. وفيما لزم الأوروبيون الصمت، وامتنعوا عن إبداء استيائهم لكييف علنا بعد امتناع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو عن تجديد وقف إطلاق النار، اتخذ الأمريكيون موقفاً أكثر تأييداً له.
وصرحت مساعدة المتحدث باسم الخارجية ماري هارف أمس الأول أن: «وقف اطلاق النار يحتاج ان يحترمه طرفان». وتابعت :«أقر الرئيس بوروشنكو وقفا لاطلاق النار لسبعة أيام واحترمه ثم مدده ثلاثة أيام.لكن في الواقع لم يحترمه الكثيرون من الانفصاليين».
وتابعت :«يحق للرئيس ان يحمي بلاده»، قبل ان تذكر بان «الهدف النهائي» للرئيس الأوكراني هو «العودة الى وقف اطلاق النار وخطة السلام».
من جهته اكد بوتين أن روسيا دافعت عن مصالحها الجيوسياسية في الأزمة الأوكرانية. وأضاف: إنه لو لم تفعل «لكان الحلف الأطلسي اليوم متمركزا في سيباستوبول» ميناء القرم الذي يشكل مقرا تاريخيا للأسطول الروسي.
ميدانيا أعادت القوات الأوكرانية السيطرة على مركز دوفجانسكي الحكومي الذي احتله المتمردون الموالون لروسيا في منطقة لوجانسك (شرق)، على ما اكد الرئيس الأوكراني أمس الأول.
وأفاد بيان للرئاسة انه «النصر الأول» في «عملية مكافحة الإرهاب» التي اعلن بوروشنكو استئنافها ليل الاثنين الثلاثاء رافضا تمديد وقف اطلاق النار بالرغم من الضغوط الكثيفة الروسية والأوروبية.
في هذه الأثناء نفى المتحدث باسم «جمهورية لوغانسك الشعبية» التي اعلنها الانفصاليون سقوط مركز دوفجانسكي تحت سيطرة قوات كييف مقرا بحسب وكالة ريا نوفوستي بوقوع معارك شرسة في محيطه.
وتشكل السيطرة على الحدود احد أهداف كييف التي تريد منع دخول الرجال والمعدات الوافدة من روسيا الى مناطق الانفصاليين.
واطلق الموالون لروسيا قذائف هاون على مركز حدودي ليلة أمس ما أدى الى مقتل أحد حراس الحدود وجرح أربعة على ما اعلنت قوات حماية الحدود على موقعها على الانترنت. واطلقت حوالي عشرين قذيفة من قرية ماركينو على مركز نوفوازوفسك الحدودي في منطقة دونيتسك بحسب المصدر نفسه.
باستثناء بيان حرس الحدود،لم تتوفر معلومات واضحة حول الوضع الميداني صباح أمس.
وعند افتتاح اعمال البرلمان صرح رئيسه اوليكساندر تورتشينوف ان «القوات المسلحة والحرس الوطني تواصل الهجوم على الارهابيين والمجرمين». وتابع «عملهم فعال ويأتي بنتائج».
بالامس الأول افادت شهادات نشرتها مواقع انترنت محلية في دونيتسك ونقلتها صحيفة برافدا الاوكرانية على الانترنت عن وقوع معارك عنيفة على بعد 30 كلم جنوب غرب دونيتسك في محيط قرية مارينكا.
لكن في موقع اخر بدا الوضع على حاله نسبيا في ما يتعلق باخر ايام وقف اطلاق النار التي شهدت الكثير من الاشتباكات. واعرب وزير الداخلية الاوكراني ارسين افاكوف انه يريد فتح «ممر انساني» لاجلاء المدنيين من مناطق المعارك. وهذا الممر يفترض فتحه بين كراماتورسك في منطقة دونيتسك الى بارفنكوفو في منطقة خاركيف المجاورة، على ما اكد الوزير للصحفيين في زيارة الى الشرق.
في شأن ذي صلة اعلنت الاستخبارات الاوكرانية أمس توقيف مسؤول انفصالي كان يتفاوض على شراء رشاشات ثقيلة واسلحة اخرى في مقهى في منطقة زابوريجيا (جنوب شرق).
وكان فولوديمير كولوسنيوك الذي أعلن نفسه رئيسا لبلدية جورلوفكا أحد معاقل الانفصاليين في منطقة دونيتسك، مسؤولا عن تأمين الاسلحة لمقاتلي المدينة الذين يقودهم زعيم المتمردين ايغور بيزلر الملقب «بياس» (شيطان بالاوكرانية) وهو مواطن روسي تلقى تدريبا عسكريا متقدما، بحسب بيان للاستخبارات الاوكرانية. وأوقف كولوسنيوك في مقهى في مدينة برديانسك في منطقة زابوريجيا فيما كان يتفاوض على شراء شحنة من الرشاشات الثقيلة وقاذفات القنابل والرشاشات والمتفجرات بقيمة اجمالية بلغت مليوني هريفنيا أي 124 ألف يورو، بحسب المصدر.
وحاول المسؤول مقاومة قوات حفظ النظام ويفترض أن يلاحق بتهمة «إنشاء منظمة إرهابية» بحسب البيان. كما يشتبه في مشاركته في هجمات على القوات المسلحة الأوكرانية التي تنفذ «عملية مكافحة الإرهاب» في شرق أوكرانيا.