الجزائر – عمان – مختار بوروينة: أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إقدام فرنسا على تكريم الآلاف من الضحايا الجزائريين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى اعترافا بتضحيات الشعب الجزائري وبتمسكه بمثل الحرية التي مكنته من استرجاع استقلاله وسيادته مقابل ثمن باهض، ومن المشاركة في استرجاع حرية الشعب الفرنسي.
وأضاف في برقية تهنئة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمناسبة احتفالات 14 يوليو العيد الوطني لفرنسا الذي تزامن هذا العام مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى والذكرى السبعين للإنزال بمنطقة بروفانس أن هذا الإقرار جاء بتضحيات الشعب الجزائري ليعزز الرغبة المشتركة في بناء شراكة نموذجية بين البلدين تستجيب للمصالح المتبادلة ولتطلعات الشعبين.
وقال بوتفليقة مخاطبا الرئيس الفرنسي «منذ زيارة الدولة التي قمتم بها إلى الجزائر في ديسمبر 2012 تسنى لنا تجنب الحزازات الناجمة عن ماض أليم من خلال فتح كافة الملفات المتعلقة بالذاكرة المشتركة بين شعبينا بروح بناءة ستتيح لنا ولا ريب، توثيق علاقاتنا في سائر المجالات».
في سياق متصل بالتاريخ أعلنت وزارة العدل أنه سيتم قريبا غلق سجن سركاجي (برباروس سابقا) بأعالي الجزائر العاصمة وتحويله إلى متحف للذاكرة الوطنية. وأعلن وزير العدل والأختام طيب لوح أن هذا السجن الذي كان مسرحا للقمع الاستعماري ضد الشعب الجزائري خلال حرب التحرير سيغلق ويحول إلى متحف للذاكرة الوطنية، وأن الأمر يتعلق بهدف استراتيجي مرتبط بالذاكرة الوطنية وبتاريخ الجزائر يقتضي أن تسخر السلطات العمومية كل الامكانيات قصد تحويله إلى متحف في أقرب الآجال وسيسلم لوزارة المجاهدين.
وارتبط اسم سجن سركاجي بأبشع ممارسات التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام اللإنسانية ضد المجاهدين بالمقصلة حيث احتضن المئات من المناضلين أو «الخاوة» كما كان يطلق عليهم الذين زج بهم في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم.
و من بين هؤلاء احمد زبانة وعبد القادر فراج واللذين أعدما في عز الشباب وفي نفس اليوم من عام 1956 أو فرناند ايفتون الذي أعدم في 13 فبراير 1957.
وقام الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن في ساحة هذا السجن التي كانت تشهد هتافات «تحيا الجزاير» التي كانت تنبعث من حناجر المجاهدين من داخل الزنزانات كلما نفذ حكم الإعدام في أحد منهم.
و تذكر السيدة ز.أوكرين إحدى القاطنات بحي القصبة أن السجن كان مكانا مروعا حيث كان الشهيد زبانة أول من نفذ فيه حكم الإعدام وكان هذا التنفيذ في غاية البشاعة حيث أعدم ثلاث مرات.
وقالت في هذا السياق «أذكر جيدا أن هذا التنفيذ كان بشعا حيث بقي زبانة حيا بعد محاولتين قبل أن يستشهد في المحاولة الثالثة».