التعليم العالي لـ عمان: أكثر من 600 مبتعث إلى أمريكا للعام الأكاديمي المقبل

كتبت – نوال بنت بدر الصمصامية -

تجاوز عدد الطلاب العمانيين الذين ابتعثتهم وزارة التعليم العالي للدراسة في أمريكا 600 طالب وطالبة للعام الجامعي والأكاديمي المقبل 2014/2015، بحسب تصريحات وزارة التعليم العالي لـ”عمان”.

وتمثل الملحقية الثقافية في واشنطن حلقة الوصل بين الطالب والجامعات ووزارة التعليم العالي وغيرها من المؤسسات التعليمية ذات العلاقة، كما تقوم الملحقية بالبحث عن قبول من الجامعات الأمريكية للطلبة الجدد المرشحين للدراسة في الولايات المتحدة بالإضافة إلى متابعة سير دراستهم.

وتتكون الملحقية من قسمين رئيسيين هما: القسم الأكاديمي الذي يرعى الشؤون الأكاديمية للطلبة المبتعثين، والقسم المالي الذي يقدم الدعم المالي للطلبة. وهما تابعان لإشراف الملحق الثقافي.

ويرتكز دور الملحقية الثقافية بصورة كبيرة في ضمان تطبيق و اتباع القوانين والأنظمة التي تصدرها وزارة التعليم العالي، إلى جانب الدعم الأكاديمي والمالي للطالب بما يضمن إنهاء برنامجه الأكاديمي بنجاح و في الوقت المحدد. إضافة إلى ذلك فإن الملحقية الثقافية تقدم المشورة لكل من الطالب، وجهات الابتعاث في السلطنة في مختلف الأمور التي تطرأ على دراسة الطالب، والمساعدة في رسم سياسات ابتعاث الطلبة للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية بما ينسجم والتغيرات المحيطة، والقوانين الصادرة. كذلك العمل سوياً مع الجامعات في سبيل تذليل العقبات التي تعترض سير دراسة الطالب العماني هناك.


التباين الجغرافي والثقافي


تتكون الولايات المتحدة من أقاليم بيئية مختلفة لكل منها طبيعتها المتميزة، والمناخ هو العامل الأكثر تأثيرا في التباين الملحوظ في جغرافية الولايات المتحدة، إذ تنخفض درجات الحرارة بالاتجاه شمالاً، لكنها تتفاوت أيضاً باختلاف التضاريس بين سهول وجبال وسواحل. وبتعدد البيئات، والموارد الطبيعية تختلف أنماط الحياة المعيشية عبر المناطق المختلفة بين زراعة ورعي وصناعة وتكنولوجيا وثقافة وفنون. الأمر الذي أدى إلى شهرة بعض المناطق بما تنتجه أو ما يعمل فيه أهلها، مثل صناعة السيارات في منطقة البحيرات العظمى، ومنتجات الغابات في الشمال الغربي، والفنون والآداب في مدن مثل: لوس أنجلوس، ونيويورك، والزراعة، وإنتاج اللحوم في الغرب الأوسط، وصناعة السينما في كاليفورنيا، وإنتاج الفواكه في فلوريدا، وكاليفورنيا. وقد نشأت علاقة وطيدة بين البيئة الاقتصادية والتخصصات التي تدرسها الجامعات. لذلك فإن من المهم أن يختار المتقدم الجامعة المناسبة والتي توفر المجال الدراسي المطلوب.


إجراءات قبل السفر


وتقوم الملحقية بالبحث عن قبول للطالب لدراسة اللغة الإنجليزية، ثم ترسل خطاب القبول، ونموذج التأشيرةI-20 إلى دائرة البعاث الخارجية بوزارة التعليم العالي. نموذج التأشيرةI-20 هو عبارة عن طلب من الجامعة أو المؤسسة التعليمية للسفارة الأمريكية لمنح الطالب تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية لكونه مستوفياً شروط القبول فيها. بعد استلام الطالب لخطاب القبول، ونموذج التأشيرةI-20 من دائرة البعثات الخارجية يتوجب عليه الدخول إلى موقع السفارة الأمريكية بمسقط على شبكة الانترنت، ثم يقوم بتعبئة الاستمارات المطلوبة مع دفع مبلغ 200 دولار أمريكي لرسوم SEVIS على الإنترنتOnline ، وطبع الإيصال لتقديمه للسفارة الأمريكية في يوم موعد المقابلة التي ستحدد له. و المستندات المطلوبة للحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة تشمل: جواز السفر (ساري المفعول لمدة عام على الأقل)، خطاب القبول، نموذج التأشيرة I-20 ، خطاب الضمان المالي من دائرة البعثات الخارجية، أربع صور شخصية على خلفية بيضاء حسب المواصفات المطلوبة من السفارة الأمريكية، و الإيصال الأصلي لرسوم التأشيرة. بناءً على المستندات المقدمة تقوم السفارة الأمريكية بمنح الطالب تأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية من نوعF-1 المخصصة للطلاب. و لا يسمح للطلاب بالحضور للولايات المتحدة على تأشيرة الزيارةB-1 أو أي تأشيرة أخرى، بخلاف تأشيرةF-1 بغرض الدراسة.

وفور حصول الطالب على التأشيرة تقوم دائرة البعثات الخارجية في وزارة التعليم العالي بصرف تذكرة سفر للطالب، و تحديد موعد السفر حسب الجدول الزمني المحدد له لبدء برنامجه الدراسي. وبعد وصول الطالب للولايات المتحدة الأمريكية، وانتهائه من إجراءات الهجرة والجمارك،يتوجب عليه أن ينتقل عبر رحلة داخلية لمقر دراسته.


معلومات مهمة قبل السفر


بعد معرفة موعد السفر يجب على الطالب التأكد من حجوزات سكنه قبل مغادرته أرض السلطنة، ويتوجب عليه مراعاة إحضار بعض المبالغ النقدية معه لمواجهة تكلفة التنقلات، والإقامة، والأكل في الأيام الأولى من وصوله. كما يتوجب عليه التواصل مع الملحقية لتأكيد موعد السفر، وذلك بإرسال صورة عن تفاصيل خط السير حتى تتمكن الملحقية من إجراء حجز الفندق للطالب، والتأكد إن كانت الجامعة التي سيلتحق بها قد وفرت سكنا داخليا له قبل الوصول. كما يجب على الطالب استخراج شهادات التطعيم باللغة الإنجليزية (دفتر التطعيمات) الخاص به، وإكمال كل التطعيمات المطلوبة، حيث إن معظم الجامعات لن تسمح للطالب بالبدء في الدراسة فيها قبل التأكد من حصوله على التطعيمات اللازمة، والتي بالإضافة إلى التطعيمات الأساسية، تشمل التطعيمات الآتية:Heptaitis B and Mumps, Rubella (MMR) . وفي حالة عدم إحضار الطالب لسجل التطعيمات سيتوجب عليه أخذ التطعيمات مرة أخرى في الجامعة.


خطوات مهمة بعد الوصول


بعد الانتهاء من إجراءات الوصول على الطالب التأكد من وقت رحلته الداخلية التي تقله لمقر دراسته ويتجه لبوابتها. كما أن عليه التأكد بأن حقائبه ستصاحبه في نفس الرحلة. ولدى وصول الطالب لأقرب مطار داخلي لمقر دراسته سيقوم ممثلون من أغلب الجامعات أو معاهد اللغة باستقباله في المطار، ونقله إما للفندق أو للسكن مباشرة. وغالبا ما توفر الجامعات مستقبلين ممن يتحدثون اللغة العربية ما أمكن ذلك. كما أن ملحقية السلطنة تتواصل مع الطلاب العمانيين الدارسين بتلك الجامعات، إن وجدوا،لتقديم العون والمساندة للطلاب الجدد. وفور استقرار الطالب يتوجب عليه تزويد الملحقية بعنوان إقامته، وأرقام التواصل معه في منطقة دراسته، بالأضافة لأرقام التواصل لولي الامر في السلطنة للطوارئ.

وبعد وصول الطالب و استقراره، عليه أن يكون مستعداً لأداء اختبار تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية، والذي بموجبه يتم تسجيله في المستوى الذي يناسب قدراته، وفي بعض الأحيان يتعين على الطالب كذلك إجراء اختبار تحديد مستوى في الرياضيات.

وفور التسجيل للدراسة يجب على الطالب مراعاة عدم التغيب عن المحاضرات؛ فالتغيب بدون عذر سيسبب للطالب مشكلة مع سلطات الهجرة الأمريكية؛ حيث إن الطالب لن يكون مقيداً بدوام كامل مما يفقده إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن تغيب الطالب لعدد معين من الساعات قد يعرضه للرسوب في برنامجه الدراسي، أو الفصل منه، وبالتالي فقدان البعثة. وفي حالة وجود سبب طارئ يستدعي تغيب الطالب يجب إبلاغ المسؤولين بالجامعة أو معهد اللغة فوراً، مع إبراز المستندات اللازمة (إذا كان التغيب بسبب المرض).

كذلك يجب على الطالب إبلاغ مشرفه الأكاديمي بالملحقية عن أسباب تغيبه.


خدمات تهم الطلبة الجدد


يعمل مكتب خدمات الطلاب الأجانب International

Students Services Office لتلبية الاحتياجات الخاصة للطلاب الأجانب، حيث يوفر العديد من المعلومات التي تتعلق بالتأشيرة، و الأمور القانونية. كما يوفر المكتب مستشاريين أكاديمين الذين يقدموا للحصول على المشورة و المساعدة للطالب فيما يتعلق ببرنامجه الإكاديمي. علي الطالب منذ اليوم الأول من وصوله التوجه لمعهد اللغة أو مكتب خدمات الطلاب الأجانب بالجامعة لإكمال إجراءات تسجيله والحصول على بطاقة الجامعة، وكذلك للمشاركة في البرنامج التعريفي الخاص بالطلاب الأجانب.

عادة ما يخير الطالب بين الإقامة في مساكن الجامعة أو خارجها. وفي الحالتين يوقع الطالب عقداً للإيجار تحدد فيه فترة الإيجار، والتي قد تمتد لعام، أو لجزء منه ويجب الالتزام بهذا العقد إلى نهايته؛ حيث إن الإخلال بالعقد يترتب عليه تبعات مالية يجب الوفاء بها. لذا يجب أن ينتبه الطالب لهذا الأمر قبل توقيع العقد. علما أن هناك جامعات تشترط على الطالب السكن في سكنها الداخلي بعد قبوله.

وعادة ما يكون نظام السكن الداخلي عبارة عن غرفة خاصة لطالب، أو يتشارك شقة بمنافعها مع طلاب آخرين، ويتناولون الوجبات في المطعم الجامعي. وتهتم أغلب المطاعم الجامعية بتقديم الطعام الملائم للطالب المسلم. ويتيح السكن الداخلي للطالب القرب من المكتبة، وقاعات الدراسة، والمعامل و المختبرات، وميادين الألعاب الرياضية. كما يتيح للطالب الاشتراك مع زملائه في أنشطة رياضية، وثقافية، و اجتماعية متعددة. وتتراوح تكلفة السكن الداخلي ما بين 1100 إلى 1300 دولار أمريكي شهرياً وتشمل تكلفة السكن، والوجبات. كذلك فإن أسعار السكن تختلف من جامعة لأخرى، و حتى في نفس الجامعة، وذلك على حسب نوع السكن؛ حيث يوجد غرف مشتركة، وشقق مشتركة وغيرها.

أما خيارات السكن الخارجي تتراوح بين الإقامة في شقة، أو فى منزل، أو مع أسرة مضيفة. ويتطلب السكن الخارجي استخدام وسائل النقل العامة، أو سيارة خاصة.

وكذلك يتطلب إيجار السكن خارج الجامعة دفع تأمين مقدم، يكون في معظم الأحيان إيجار شهر أو شهرين، تُرد بعد نهاية العقد إذا لم يكن هناك أضرار قد لحقت بالشقة حيث تخصم تكلفة الإصلاحات من التأمين. وقد يكون من واجب المؤجر الاشتراك في دفع تكلفة خدمات الكهرباء، و الغاز، و المياه، ونقل النفايات. و يفضل بأن يتم توقيع العقد لأقل فترة ممكنة؛ وذلك لإعطاء الطالب فرصة لأي تغييرات مستقبلية يراها مناسبة. ويمكن للطالب الجديد التواصل مع الطلبة العمانيين المتواجدين في نفس مكان دراسته ؛ للحصول على معلومات فعلية عن السكن، والخيارات المتوفرة في منطقة دراسته. بالإضافة إلى التواصل مع المسؤولين عن السكن بالجامعة.

و يقتصر دور الملحقية فقط على توفير معلومات عن السكن للطلاب، دون الدخول في أي التزامات خاصة بالسكن نيابة عن الطالب. ويقع على عاتق الطالب القيام باختيار السكن المناسب له، والتواصل مع الجامعة مباشرة بهذا الخصوص. ويمكن للطالب الاطلاع على معلومات عن السكن المتوفرة بموقع الملحقية، أو بالدخول على موقع الجامعة التي تم قبول الطالب فيها.


الرعاية والتأمين الصحي


ولأهمية التأمين الصحي بالولايات المتحدة الأمريكية، وعدم استطاعة أي شخص الحصول على أي رعاية طبية بدون تأمين صحي فإن الجامعات تمتنع من تسجيل أي طالب للدراسة ما لم يبرز بطاقة تأمينه الصحي. وتقدم كل الجامعات تأميناً صحياً للطلبة الدارسين بها، بحيث يتوجب عليهم شراؤه أو تقديم ما يثبت حصول الطالب على التأمين الصحي. وقامت الملحقية الثقافية بتوفير تأمين صحي موحد للطلبة العمانيين الدارسين على نفقة وزارة التعليم العالي في المرحلة الجامعية الأولى فقط، ولا يشمل ذلك طلبة الدراسات العليا، والذي بدأ العمل به منذ الأول من يناير 2013م ويشتمل تأميناً صحياً، بالإضافة إلى تأمين لعلاج الأسنان. وعلى الطالب أن يأخذ بعين الاعتبار أن بعض الجامعات لا تمنح استثناءً لأي تأمين آخر بخلاف التأمين الذي توفره لطلبتها، وينطبق ذلك الشرط على التأمين المقدم من الملحقية. لذا يتوجب علي أي طالب التواصل مع مشرفه الأكاديمي حال وصوله لمعرفة كيفية تسجيله في التأمين الصحي.

وفي حال تسجيل الطالب في تأمين الجامعة فسيتم موافاته ببطاقة التأمين الصحي من قبل الجامعة. أما في حال تسجيل الطالب في تأمين الملحقية فستقوم الملحقية بموافاة الطالب ببطاقته. ولا يحق لأحد استخدام بطاقة التأمين إلا الطالب الذي أصدرت البطاقة باسمه. لذا على الطالب ألا يسمح لأحد غيره باستخدام بطاقته؛ حتى لا يقع تحت طائلة المساءلة القانونية.

و بمجرد استلام الطالب البطاقة الصحية يتوجب عليه أن يعرضها على مكتب الخدمات الصحية بالجامعة؛ لإثبات أن تأمينه جاء عن طريق الملحقية. ومن الضروري تعبئته لأي مستندات مطلوبة للاستثناء من حمل التأمين الصحي للجامعة التي يدرس بها؛ لضمان عدم دفع مبالغ لتأمينين، وتقع مسؤولية ذلك على عاتق الطالب نفسه.


التعامل المالي وصرف البدلات


ويتم التعامل المالي في أمريكا الشمالية بالنقد، أوالشيكات، أو ببطاقات الائتمان التي تصدرها البنوك المتعددة التي تغطي فروعها كافة المدن الإمريكية. كما أن بطاقة الدفع الفوري تغني عن حمل مبالغ كبيرة من النقد أو استخدام شيكات عند الشراء، وتستخدم أيضاً في آلات الصرف الفورى لسحب النقود. ولا غنى للطالب عن فتح حساب جار أو حساب توفير في أقرب فرع بنك لمكان إقامته. لذا يتوجب على الطالب فتح حساب بنكي فور وصوله للأراضي الأمريكية، وموافاة الملحقية بمعلومات الحساب حتى يتم تحويل مخصصصه عليه شهرياً بدون تأخير. و يحتاج الطالب لثلاثة مستندات لإثبات الشخصية عند فتحه لحساب بنكي وهي جواز السفر، وبطاقة الجامعة، والبطاقة البنكية إذا كان لديه واحدة من عمان. و تقوم الملحقية بإيداع مخصصات الطالب في حسابه للشهر اللاحق في اليوم العشرين من كل شهر. على سبيل المثال يستلم الطالب مخصصات شهر يونيو في يوم 20 مايو وهكذا، بالإضافة إلى دفع الرسوم الدراسية، يُصرف لطالب المرحلة الجامعية الأولى مخصصات شهرية بمبلغ 1500 دولار أمريكي، وتذكرة سفر سنوية، تصرف من وزارة التعليم العالي، والتأمين الصحي و الجزء غير المغطى بالتأمين، وتعويض عن ثلاثة اختبارات لغة (IELTS or TOEFL)، ورسوم استخراج التأشيرة الأولى(SEVIS Fee)، وبدل كتب يصرف سنوياً (700 للتخصصات العلمية و 600 للتخصصات الإنسانية)، وبدل معدات و زي (390 دولارا يصرف كل سنتين للتخصص العلمي)، وبدل ملابس (260 دولارا يصرف سنوياً)، وبدل وزن زائد (520 دولارا يصرف عند نهاية البعثة والتخرج)، وبدل إعداد وطباعة المشروعات (1300 دولار).


دراسة اللغة الإنجليزية


تقدم الجامعات، ومعاهد أخرى متخصصة دورات مكثفة في اللغة الإنجليزية لإعداد الطلاب لغوياً. وعادة ما يكمل الطالب البرنامج فى عام أو أقل حسب قدراته وسرعة اكتسابه لمهارات اللغة. ويحصل الطالب على الكفاءة اللغوية بإكمال المناهج الدراسية بنجاح أو الحصول على المعدل المطلوب في اختبارات المقدرة اللغوية و هي اختبار التوفلTOEFLأو إختبار IELTS؛ ويعتمد المعدل المطلوب من الطالب الحصول عليه في هذه الاختبارات، على نظام الجامعة التي سيدرس بها، و قوانين القبول فيها. ففي أغلب الأحيان يكون قبول الطالب للدراسة الأكاديمية مشروط بحصوله على درجة معينة في التوفلTOEFL أوالايلتس IELTS أو اجتياز كافة مراحل اللغة في الجامعة.


تجارب الطلبة الدارسين


$رصدت تجارب الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة، حيث يصف طارق بن محمد المجيني -طالب هندسة كيميائية سنه ثانية، بجامعة ولاية كاليفورنيا -لونج بيتش، ورئيس جمعية الطلبة العمانيين في مدينة لونج بيتش- تجربته الدراسية في الخارج بأنها تجربة مثمرة ومفيدة؛ حيث تعلم خلالها الكثير، وما زالت عملية التعلم من وجهة نظره مستمرة. حيث يقول: الدراسة في الخارج لها العديد من الفوائد، من أهمها الاعتماد على النفس، اكتساب لغة جديدة، وأيضا الاختلاط مع الكثير من الطلاب من مختلف الجنسيات، والاستفادة من تجاربهم الإنسانية والعلمية. كما أن العيش في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي والذي تتنوع فيها العادات، والتقاليد؛ بتنوع الأعراق، والخلفيات الثقافية لسكانه، يعد بحد ذاته تجربة ثرية، ومميزة للتعلم.

وعن تجربته في إدارة جمعية الطلبة العمانيين في مدينة لونج بيتش، يقول المجيني: استفدت كثيرا من هذا التجربة؛ حيث إن إدارة الجمعية، والتعامل مع مشاكل الطلاب واحتياجاتهم، وأيضا التعاون مع بقية الجمعيات والمنظمات من الدول الأخرى في إقامة الفعاليات، والأنشطة الطلابية المتنوعة؛ اكسبني الكثير من الخبرة، والممارسة العملية في مجال مهارات الإدارة، والقيادة، وبناء شبكة من العلاقات العامة المفيدة.


مشاعر البداية .. وتلاشي المخاوف


ويحدثنتا الطالب محسن بن هديب الحبسي -تخصص العلوم السياسية الدولية بجامعة ولاية واشنطن عن مشاعره قبل بدأ رحلة السفر والاغتراب إلى الولايات المتحدة قائلا: قبل السفر بأيام انتابتني بعض مشاعر الخوف، والقلق لمجرد تفكيري بأنه يجب علي التعامل، والعيش في مجتمع مكون من ثقافات، وأعراق مختلفة، وبعض المخاوف من صعوبة التكيف مع المناخ، والبيئة المحيطة التي تختلف عما اعتدته في أرض الوطن. ولكن بعد فترة من وصولي إلى الولايات المتحدة الأمريكية تلاشت تلك المخاوف والأفكار السلبية. وذلك يرجع إلى اهتمامي ببناء علاقات طيبة مبنية على الاحترام والمودة مع من هم حولي؛ الأمر الذي بدد خوفي، وخفف من قسوة الغربة على نفسي.


العلاقات الإنسانية الجميلة

أما عن مشكلته في التكيف مع الأجواء الباردة في منطقة دراسته، والتي قد تصل درجة الحرارة فيها إلى 25 درجة تحت الصفر في فصل الشتاء، فيقول الحبسي: استطعت أن اتغلب على تلك المشكلة من خلال اختيار السكن المناسب، والذي تتوافر فيه أجهزة التدفئة طوال الشتاء. بالإضافة إلى إن اقتناء المعاطف ذات جودة التصنيع العالية قد ساعدني في مواجهة مشكلتي مع الجو البارد.

وتتشابه مشاعر محسن مع طارق بن سعيد الخروصي، طالب السنة الثالثة هندسة ميكانيكية، ورئيس الجمعية العمانية، ورئيس اتحاد الطلبة بجامعة كنتاكي، حيث يقول: رحلة الدراسة والغربة، بالنسبة لي هي رحلة مغامرة وتشويق، والتي رغم متعتها لم تخل في بداياتها من بعض مشاعر الخوف والقلق. واعتبر ذلك أمرا طبيعيا يمر به كل أنسان يسافر بعيدا عن وطنه وأهله وأصدقائه، ويجد نفسه في مجتمع مختلف بعاداته، وطباعه عن مجتمعه الأم. لكن هذه المخاوف سرعان ما تلاشت بعد مخالطتي للشعب الأمريكي، والذي اجده شعب مسالم ومحب للآخر، يتقبله مهما كانت هويته. ومما زاد هذه الرحلة تشويقا هو العلاقات الإنسانية الجميلة التي تكونت بيني وبين زملائي الطلبة، والهيئة التدريسية في الجامعة التي أدرس.


تحديات وحلول


يرى طارق المجيني أن الأكل هو التحدي الأصعب للطالب المسلم في بلاد الاغتراب غير المسلمة. حيث يقول من واقع تجربته الشخصية: توفير الأكل الحلال، والصحي ليس بالأمر السهل في الولايات المتحدة الأمريكية عموما، وفي ولاية كاليفورنيا على وجه الخصوص. فالمجتمع الأمريكي كما هو متعارف عليه هو مجتمع يعتمد بشكل كبير على مطاعم الوجبات السريعة، والتي في الأساس لا توفر خيارات الأكل الحلال للمسلم، لذلك يصبح تعلم الطبخ هو الحل الأنسب للطالب المسلم لتوفير أكل صحي، ومتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية. من هنا جاء قراري وزملائي القيام بطبخ طعامنا بأنفسنا؛ بذلك نوفر على أنفسنا عناء البحث عن المطاعم التي توفر الأكل الحلال. كما أن الطبخ المنزلي يقلل من مصاريف الأكل بالخارج، والتي تنهك كاهل الطالب خصوصا مع الارتفاع الملاحظ في أسعار الأطعمة في السنوات الأخيرة.

ويشاركه الرأي محسن الحبسي قائلا: واجهتني مشكلة الحصول على الأكل العربي في منطقة دراستي؛ حيث إن أقرب المطاعم العربية تبعد عن مكان إقامتي حوالي ٥ ساعات بالسيارة. لذا كان الحل الأنسب هو تعلم الطبخ.


قوانين والتزامات


وأضاف سهيل بن حمد الحرملي، طالب هندسة ميكانيكية، بجامعة ولاية كولورادوا: قد يواجه الطالب المغترب بعض الأزمات المالية نظرا لارتفاع الأسعار في الولاية التي يقطن بها من جهة، وأيضاً لقلة وعي الطالب نفسه بأهمية الادخار، وعدم حرصه على التخطيط المالي الصحيح من جهة أخرى، مما قد يعرض الطالب لمواقف مالية محرجة؛ قد تدفعه في كثير من الاحيان لطلب المساعدة المالية من الأهل أو الأصدقاء والزملاء. كما أن تسرع الطالب في قراراته كقرار اختيار السكن؛ قد توقعه في مشاكل كثيرة. فبعض الطلبة يختار سكنا مرتفع الإيجار، لا يتناسب وقدراته المالية أو قد يختار سكنا في مناطق قليلة الخدمات او معزولة وبعيدة عن الجامعة. الامر الذي قد يفتح بابا لمشاكل مذهبية، وطائفية، وعرقية الطالب في غنى عنها، وقد ينتهي الحال بتعريض الطالب نفسه للاعتداء من قبل الغير أو الوقوع في مخالفات قانونية تضطره للمثول أمام القضاء أو الإقصاء من الجامعة؛ وذلك بسبب جهله بالقوانين، والتسرع في القرارات. فالقوانين الجامعية الأمريكية قد تنفصل تماماً عن قوانين المدينة أو الولاية نفسها، سواء في كيفيتها أو نوعية العقوبات المترتبة على مخالفتها.


الحياة الاكاديمية في الجامعات الامريكية


ويصف الحبسي تجربته الاكاديمية في الولايات المتحدة قائلا: الجامعات في أمريكا بشكل عام تعتبر الأفضل عالميا. تمتاز الجامعات الأمريكية بجودة برامجها الأكاديمية، والمرافق الطلابية، حيث أن الطالب يجد نفسه محاطا بالكثير من الإمكانيات لتنفيذ وتطوير أفكار جديد في مختلف حقول العلم والمعرفة. فيحصل الطالب المبدع على الدعم، وفرصة التجربة بدون أي صعوبات أو عقبات. الأمر الآخر هو وجود عدد كبير من الطلاب من مختلف دول العالم، مما يعطي الطالب المبتعث فرصة الاستفادة من الخبرات المتنوعة، والاحتكاك بثقافات العالم. كما أن الشعب الأمريكي في عمومه شعب منفتح على جميع ثقافات العالم، مما يجعل الولايات المتحدة من أكثر الدول المفضلة للسفر، والدراسة. ومن خلال سنواتي الأكاديمية الثلاث، أقمت الكثير من العلاقات الوثيقة سواء مع طلبة أو خبراء من الولايات المتحدة، ومن دول عربية، وأوروبية، وآسيوية، وأفريقية عديدة؛ مما ساهم بشكل كبير في تنمية مهاراتي سوء على الصعيدين الأكاديمي و الشخصي.


معلومات ونصائح


يقول ماجد بن حمد المسروري، طالب في السنة الثالثة تخصص هندسة كيميائية، جامعة جنوب فلوريدا: من الضروري أن يعي المبتعث الجديد أن الحصول على سكن ملائم مهم جدا. فتوفر السكن المناسب يساعد الطالب على الاستقرار النفسي، وعلى سرعة التأقلم مع محيطه الجديد. كما يساعده على التركيز في الدراسة والتحصيل العلمي، والذي هو الهدف الأساسي من ابتعاثه.

كما أضاف المسروري: ان المبتعث الجديد قبل السفر بحاجة إلى مستوى لا بأس به من مهارات اللغة الإنجليزية؛ حتى يكون قادرا على إنجاز احتياجاته الضرورية في الأيام الأولى من وصوله لبلد الدراسة؛ كإنهاء إجراءات التسجيل والقبول. لذلك أنصح زملائي الطلبة الجدد بالاهتمام بتطوير مهارات اللغة الإنجليزية؛ من خلال الاطلاع على الكتب المتخصصة في هذا المجال، أو من خلال التسجيل في دورات اللغة الإنجليزية، لاكتساب مستوى جيد قبل مغادرة أرض السلطنة.

وفيما يتعلق بمشكلة التنقل، والمواصلات والتي تواجه معظم الطلبة الجدد خصوصا في الأشهر الأولى من رحلة الابتعاث يقول الحبسي من واقع تجربته: كنت وزملائي العمانيين نستقل الحافلة للوصول الى الجامعة، وكنا نستغرق حوالي النصف ساعة للوصول. من هنا أعتدنا على نظام الحافلات التي تسير على نظام توقيتٍ معين، وتمر في مسارات محددة. لكن بعد حوالي شهرين ونصف من قدومي إلى الولايات المتحدة، شعرت وزملائي بضرورة شراء دراجة هوائية للتمكن من التنقل بطريقة أسهل، وحرية أكبر؛ حيث يمنحنا ذلك فرصة التعرف على المنطقة بشكل موسع، بعيدا عن روتين المواصلات العامة. لذا نصيحتي للطالب الجديد التعرف على مميزات وسائل النقل سواء العامة كالباصات أو الشخصية كالدراجة الهوائية؛ ليسهل عليه اكتشاف الطرقات، والمواقع المهمة التي تهمه كطالب، والتي تتضمن الجامعة، ومرافقها كبداية، ثم تأتي بعدها الأماكن العامة التي تفيده في تسيير شؤون حياته اليومية كمباني الولاية الخاصة بدفع الفواتير، وفتح خطوط الكهرباء، والمياه وغيرها من مراكز الخدمات الاساسية، بالإضافة إلى التعرف على المراكز التجارية للتسوق.


ثقافة وذكاء


وعن طرق التغلب على الصعوبات التي قد تواجه الطالب المغترب يقول طارق الخروصي: هذا الأمر يعتمد على ثقافة الطالب، ومدى ذكائه في التعامل مع المواقف الصعبة التي قد تعترض مساره الأكاديمي أو المعيشي. لكن من وجهة نظري فإن أهم سلاح بيد الطالب هو كسر حاجز الخجل والتعامل مع كل الاختلافات الثقافية، والعرقية، والدينية المحيطة به على أنها تجربة للتعلم، والتثقيف الذاتي، والتي تكمل تجربته الأكاديمية.

في حين يقول محسن الحبسي: إن التحديات، والتكلفة المعيشية في الولايات المتحدة الأمريكية، قد تختلف من ولاية لأخرى؛ وذلك باختلاف الموقع، والمميزات الجغرافية، والمناخية لكل ولاية.

بينما لا يحبذ سهيل الحرملي استخدام مصطلح التحديات في وصفه لتجربته الشخصية في الاغتراب والدراسة في الولايات المتحدة، ويقول: إن البعثة أساساً تتمحور حول جوهر واحد وهو التعلم، وتجربة الاغتراب للطالب هي رحلة تعلم بكل جوانبها الدراسية، والحياتية كذلك. لذا أفضل أن أنظر إلى المواقف التي تعرضت لها، مهما كانت صعوبتها وقسوتها، على أنها دروس وليست تحديات. فالحذر والتخطيط والاستعداد ليس دليلا على خوف كما قد يعتبره بعض الطلبة، بل هو دليل وعي وحسن تدبير. لذلك نصيحتي للمبتعث الجديد بمراقبة أفعاله، وأقواله، والتروي في اتخاذ قراراته، واستشارة أهل التجربة والخبرة، فهي أمورٌ تبدد مخاوف المغترب، وتهون عليه قسوة الغربة وتجنبه الوقوع في مشاكل مالية وقانونية عديدة.