أقيمت أمس بعد صلاة الجمعة عبر جميع مساجد الجزائر صلاة الغائب على روحي الدبلوماسيين الشهيدين اللذين تم اختطافهما بغاو (مالي) في 6 أبريل 2012 ويتعلق الأمربالقنصل بوعلام سايس الذي وافته المنية إثر مرض مزمن والدبلوماسي طاهر تواتي الذي تم اغتياله بعد تعرض قنصلية الجزائر لاعتداء من قبل جماعة مجهولة اختطفت القنصل الجزائري وستة من أفراد الممثلية القنصلية الجزائرية.
وتم الإفراج عن الرهينتين الجزائريتين الأخيرتين الاسبوع الماضي وهما مراد قساس وقدور ميلودي وذلك بعد الإفراج عن الرهائن الثلاثة الذي تم بعد اختطافهم اثرجهود مكثفة ودؤوبة من طرف مؤسسات الدولة في سرية تامة وتحت الإشراف المباشر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
في سياق آخر، أفاد بيان للخارجية الجزائرية أن رمطان لعمامرة سيترأس الوفد الجزائري المشارك في أعمال الدورة العادية الـ142 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المقررعقدها غدا الأحد بالقاهرة (مصر).
وحسب البيان فإن الجزائر ستؤكد من خلال هذه الدورة على مواقفها الثابتة والداعمة للقضية الفلسطنية كما ستبرزأهمية الحوار السياسي وانتهاج المقاربة السلمية في تسوية الأزمات العربية لاسيما في سورية وليبيا والعراق، وستجدد مقترحاتها الرامية إلى إصلاح منظومة الجامعة العربية. وعلى هامش هذه الدورة التي ستعكف على بحث تطورات الأوضاع الراهنة في العالم العربي والتحديات الكبرى التي يواجهها وتداعياتها على الأمن القومي العربي ستجري الجزائر محادثات ثنائية مع نظرائها العرب ومنها الدورالذي تلعبه في اطار دول الجوار لحل الأزمة الليبية بالتدخل كوسيط لإيجاد حلول توافقية تحل الخلاف سلميا.
وعبر المحلل السياسي الليبي محمد السنوسي عن أسفه في تصريحات للصحافة الجزائرية حول الانشقاق وحالة التشرذم التي تعيشها الساحة السياسية الليبية وأوضح أن ليبيا تعيش أحداثا صعبة جدا ومأساوية في هذه الفترة رغم المساعي لإيجاد حلول توافقية عن طريق الحوار بعيدا عن استخدام السلاح. وقال ان الوضع السياسي في ليبيا يتأزم ويزداد تعقيدا بعد تكليف المؤتمر الوطني العام في طرابلس عمر الحاسي بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في حين كلف مجلس النواب في طبرق عبد الله ثني بتشكيل حكومة جديدة، وبهذا يتعمق صراع الشرعية في ليبيا.
وبخصوص الصراع القائم حول الشرعية في ليبيا بين المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب قال المحلل السياسي محمد السنوسي إن الشرعية يفرضها الشعب الليبي مشيرا إلى المظاهرات التي تشهدها أكثر من 22 مدينة ليبية تؤيد المؤتمر الوطني العام، وأكد في هذا الإطار أن أزمة الشرعية في ليبيا لايمكن حلها إلا بالحوار بين الطرفين. وفي سؤال عن احتمال التدخلات العسكرية في ليبيا لحل النزاع يرى السنوسي أن أي تدخل عسكري في الأراضي الليبية سيؤزم المشكلة ويزيدها تعقيدا، خصوصا وأن الشعب الليبي يعي جيدا حجم الدعم والمساندة الذي تلقاه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر من طرف بعض الدول العربية وهذا ما سيزيد من حدة الأزمة- حسب المحلل محمد السنوسي- وسيسيء لمستقبل العلاقات الليبية مع هذه الدول.