كتب – عامر بن غانم الرواس -
ودع مهرجان صلالة السياحي 2014م زواره بالأمس على أمل كبير في اللقاء في عام 2015م.
حيث توافد عصر أمس زوار مهرجان صلالة السياحي على مركز البلدية الترفيهي والقرية الشاملة لتوديع الفعاليات التي عاشوا معها ما يقارب الشهر ونصف.
وإزدانت سماء المهرجان ليلا بفاصل طويل من الألعاب النارية بألوان الفرح الرائعة لتؤكدأن المهرجان استطاع أن يغرس بذورا من التواصل اليومي بين المكان وزواره، وبين أفراد العائلة الواحدة الذين سيرتبطون بذكريات جميلة مع المكان وفعالياته الأجمل.
وقد استمتع الزوار بالفعاليات والمناشط العديدة المختلفة التي نالت رضا جميع الأذواق سواء الثقافية أو الفنية أو الرياضية أو التراثية، والتي أقيمت في كل من مواقع المهرجان في مركز البلدية الترفيهي والقرية الشاملة وسوق الحصن الشعبي وساحة ستوديو الناس والخريف.
في حين تضمن المهرجان إقامة العديد من المعارض المتخصصة التي جذبت آلاف المشاهدين، فقد امتاز المهرجان هذا العام بفعالياته الثقافية، والتي اتسمت بالتنوع والشمول، حيث كان هناك الندوات والأمسيات الثقافية والشعرية التي شارك فيها عدد من المثقفين والأدباء من السلطنة والعديد من الدول الشقيقة.
وتجلى ذلك الإقبال الكبير على فعاليات المهرجان التي حظيت بحسن التنظيم والإخراج الجيد الذي بذله القائمون في بلدية ظفار والجهات الأخرى المعنية بالإضافة إلى تنوع الفعاليات، والطقس الممتع الذي تتميز به محافظة ظفار خلال هذه الفترة، إضافة إلى التسهيلات التي قدمتها العديد من الهيئات والمرافق ومنها منح التأشيرات وعروض الفنادق وشركات النقل الجوية والبرية وغيرها.
وتشير الأرقام والإحصائيات الأولية إلى أن نسبة الذين دخلوا إلى السلطنة والذين زاروا مهرجان صلالة السياحي في جميع المواقع خلال الأيام الماضية من المهرجان مرضية جدا وتدل على مدى النجاح الذي حققه المهرجان والمكانة التي يحظى بها محليا وإقليميا.
كما أسهم المهرجان بشكل كبير في إنعاش القطاع السياحي وتفعيل الحركة التجارية بالسلطنة؛ حيث بلغت نسبة الانشغال في أغلب الفنادق والشقق الفندقية بصلالة مائة بالمائة من جنسيات خليجية وعربية وأجنبية مختلفة.
فيما شهدت الأسواق طوال المهرجان حركة تسوق نشطة وإقبالا ملفتا من الزوار والسياح الذين ازدحمت بهم الأسواق لشراء واقتناء السلع والمنتجات التقليدية العمانية، التي تتميز بجودتها وأناقتها ودقة صناعتها كالخناجر والسيوف والفضيات والمنتجات الجلدية والخزفية بالاضافة إلى الحلوى العمانية الشهيرة إلى جانب السلع الأخرى الغذائية والاستهلاكية.
من جانب ذلك وفر المهرجان نحو فرص عمل كثيرة للمواطنين وذلك من خلال إبرام عقود عمل مؤقتة خلال فترة المهرجان، لأعمال إدارة وتنظيم الفعاليات والتحصيل وبيع تذاكر الالعاب الكهربائية والتعاقد مع مجموعات فرق الفنون الشعبية والحرفيين وأصحاب المهن المختلفة، وكذلك الباعة داخل المواقع وخارجها، بالإضافة إلى استفادة أصحاب سيارات الأجرة من حركة الارتياد الجماهيري للفعاليات، وعدد من الفنيين والعاملين.
كما حرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على إتاحة الفرصة للشباب العماني للانخراط في مختلف المهن والأعمال التي تؤمن مصادر دخل جيدة خلال هذه الفترة بالإضافة إلى الفرص التي أوجدها المهرجان في مجال البيع والاستثمار في مختلف القطاعات.
وقد شهد مركز البلدية الترفيهي العديد من الفعاليات التي حظيت بإقبال كبير ومن أهمها القرية التراثية، والتي تأخذ الزائر إلى الزمان البعيد الضارب في الأصالة العمانية، فنجد فن الدان الذي يمتع آذان السامع بصوته و يذكر الزائر بتراث الأجداد، إضافة إلى أجواء الرقص في أرجاء القرية التراثية التي تضفي الفرح والسرور عند سماع صوت تحريك الأرجل والكفوف، كما تشمل فعاليات القرية التراثية العديد من الصناعات التقليدية مثل صناعة النسيج والفخار، إلى جانب إقامة الألعاب النارية.
كذلك شهدت الحفلات الغنائية التي اقيمت يوم الخميس من كل أسبوع على مسرح المروج اقبالا كبيراً يزيد عن الاعوام الماضية، كذلك كان الاقبال غير متوقع على العروض المسرحية التي قدمت على المسرح الرئيسي بمركز البلدية الترفيهي.
كذلك لاقت فعاليات مدينة التسوق العالمية بمركز البلدية الترفيهي اقبالاً كبيراً حيث عرضت من خلاله منتجات العديد من الشركات.
كما أقيمت على هامش المعرض عروض فنية للدول المشاركة والتي تبرز من خلالها ثقافاتها وتراثها الشعبي والفني، وفي القرية الشاملة حظيت قرية الطفل الثقافية بالكثير من الاهتمام، حيث شملت برامج تدريبية لمهارات الخطابة والإلقاء والحاسب الآلي والرسم ومسابقات ثقافية ومسرحيات لتنمية مهارات الأطفال.