كييف تتهم بوتين بـ«إزالة» أوكرانيا ولافروف يدعوالغرب لدعم جهود بوروشينكو للسلام

التشيك تطالب بحوارسياسي مع روسيا لحل الأزمة -

عواصم-(وكالات): اتهمت كييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بالسعي الى «ازالة» اوكرانيا كدولة مستقلة رغم الهدنة الهشة الموقعة مع الانفصاليين لإنهاء اشهرمن النزاع الدامي.

وتتزامن تصريحات رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك مع اعلان الجيش الأوكراني انه صد هجوما كبيرا للانفصاليين على مطار دونيتسك، مسرح معارك عنيفة في المعارك المستمرة منذ خمسة اشهر في شرق أوكرانيا.

وقال ياتسينيوك بالانجليزية امام مؤتمر دولي في كييف ان بوتين يبقي كييف عمدا في حالة حرب لإيجاد «نزاع بارد» بمحاذاة روسيا.

وقال: هدفه ليس فقط الاستيلاء على دونيتسك ولوغانسك المنطقتين الصناعيتين اللتين اعلنهما الانفصاليون جمهوريتين تابعتين لهم.

وقال ياتسينيوك «هدفه الاستيلاء على اوكرانيا بكاملها. يريد ازالة اوكرانيا كدولة مستقلة» مضيفا «يريد استعادة الاتحاد السوفييتي». وقال ياتسينيوك ان كييف لن تتفاوض مع موسكو بمفردها وتحتاج ان تضمن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيادة اوكرانيا وان ينضما للجهود لوقف الحرب التي اسفرت عن مقتل اكثر من 2.700 شخص منذ إبريل الماضي.

وعلى الرغم من هدوء المعارك بشكل كبيرفي شرق اوكرانيا منذ التوقيع على هدنة قبل ثمانية ايام، الا ان كلا من كييف والانفصاليين الموالين لروسيا تبادلا الاتهامات حول خرق الهدنة وخاصة حول مطار دونيتسك.

وقال الجيش الأوكراني ان «العديد من الانفصاليين المدعومين بست دبابات شنوا هجوما على المطار يوم الجمعة، صده الجنود ببسالة». وفي تلك الاثناء ارسلت روسيا قافلة كبيرة ثانية من الشاحنات المحملة بالغذاء والوقود والأدوية الى المناطق المدمرة في شرق اوكرانيا والتي يسيطر عليها الانفصاليون، بحسب وسائل الإعلام الروسية.

وقالت قناة روسيا-24 الرسمية في شريط اخبار ان «المهمة الانسانية الثانية حملت 2000 طن من المساعدات الى دونباس» المنطقة التي يسيطرعليها الانفصاليون شرق اوكرانيا. وايصال المساعدات الى مئات آلاف المواطنين الذين يعانون من نقص في المواد الأولية والمياه والكهرباء، هو احدى البنود الرئيسية للهدنة الموقعة في مينسك في 5 سبتمبرالحالي. غير ان قافلة مساعدات مماثلة من موسكو الشهر الماضي، اثارت المخاوف لدى كييف والغرب بشأن انشطة روسيا في اوكرانيا.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الجمعة عقوبات جديدة على روسيا بشأن ما قالت بروكسل انه «سلوك غير مقبول» في اوكرانيا، في خطوة قالت موسكو انها تهدف الى نسف اتفاق السلام.

وتستهدف العقوبات كبرى شركات الطاقة والمال والاعمال بما فيها اكبر بنك روسي ومصنع الأسلحة كلاشنيكوف، وتدرج على اللائحة السوداء عددا من حلفاء بوتين بينهم انفصاليون في اوكرانيا والقرم.

وقال وزير الخزانة الأمريكي جاكوب لو«هذه الخطوات تؤكد عزم المجتمع الدولي المستمرللوقوف ضد العدوان الروسي». ولكن وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف اتهم أمس الولايات المتحدة بالسعي الى «قطع العلاقات الاقتصادية» بين موسكو والاتحاد الأوروبي.

وقال لافروف كما نقل عنه بيان للخارجية الروسية في مقابلة مع قناة «تي.في سنتر» الروسية ان «الولايات المتحدة تريد استغلال الوضع الراهن لقطع العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وروسيا»، وخصوصا لتفرض على الاتحاد الأوروبي شحناتها من الغازعلما بأن سعره اعلى بكثيرمن سعر الغازالروسي.

واعتبران واشنطن تأمل «بتأمين الظروف الاكثر ملاءمة في اطارالمفاوضات حول اقامة شراكة تجارية واستثمارية على ضفتي الاطلسي». وأوضح لافروف ان الولايات المتحدة تحاول عبر ذلك «ان تفرض على اوروبا شحنات الغاز المسيل الامريكية بأسعارلا يمكن ان تكون تنافسية مقارنة بأسعارالغازالروسي». واتهم لافروف الاتحاد الأوروبي بأنه «مستعد للتضحية باقتصاده من اجل السياسة»، مشددا على ان بروكسل كانت قررت اعداد سلسلة جديدة من العقوبات بحق روسيا في الخامس من سبتمبرالحالي في اليوم نفسه لتوقيع اتفاق لوقف اطلاق النار في أوكرانيا «بفضل مبادرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل كل شيء». وادت العقوبات الجديدة الى تراجع الروبل الى مستوى قياسي، غير ان بوتين قلل من اهمية تلك العقوبات ووصفها بمساع من الغرب لزعزعة العلاقات الدولية. وستعيد بروكسل النظرفي العقوبات بنهاية سبتمبر الحالي.

وفي ما يعد تنازلا لموسكو، وافق الاتحاد الأوروبي على ارجاء تطبيق اتفاق تجارة مع اوكرانيا بموجب اتفاقية شراكة اوسع تعارضها روسيا بشدة.

وهددت موسكو بمنع شركات طيران تابعة للاتحاد الأوروبي من عبور اجوائها ووضعت لائحة تستهدف سلعا استهلاكية وسيارات مستعملة مستوردة من الغرب.

ويقول كل من الحلف الأطلسي وكييف ان نحو الف جندي روسي لا يزالون في اوكرانيا في ما وصف بأنه غزو لتعزيز التمرد الانفصالي.

ويسيطرالانفصاليون الروس على مدينة دونيتسك منذ اشهرغيران القوات الاوكرانية تتمركز في المطار منذ معركة رئيسية في مايو الماضي. وتساءل وزيرالخارجية السويدي كارل بيلت على تويتر «هل تسعى القوات الروسية للاستيلاء على مطار دوينتسك؟» واضاف «اذا كانت هذه هي الحالة فان ذلك انتهاك واضح من موسكو لاتفاقية وقف اطلاق النار». ويقول السكان المقيمون على مقربة من المطار ان ليس هناك هدنة حيث القصف المستمر يدمر المباني ويجبر السكان على النزول الى الملاجئ او الهرب.

وقال عامل المناجم المتقاعد فيكتور سمولين «عندما يقصفون ويطلقون النار على النساء والمسنين كيف يمكننا ان نشعر؟ نحن نقتل هنا، ببساطة نقتل» وكان يشير لمراسل فرانس برس الى مكان سقوط قذيفة اخترقت سقف مبنى يضم شققا. وفي بادرة تصالحية الأسبوع الحالي قال بوروشنكو انه يعتزم سن تشريع يمنح اجزاء من الشرق حكما ذاتيا موقتا، رغم ان الانفصاليين يقولون انهم لا يعتزمون التخلي عن القتال من اجل استقلال كامل.

ولكن مع وقوف الغرب الى جانبه فان بوروشنكو اظهر ايضا تصميما على ابعاد أوكرانيا أكثرعن محور روسيا مع المصادقة الأسبوع المقبل على الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي قبل ان يزور واشنطن. إلى ذلك أبدى بوهوسلاف زوبوتكا رئيس الوزراء التشيكي تشككه حيال جدوى العقوبات الجديدة ضد روسيا. ونقلت وكالة أنباء (سي تي كيه) التشيكية أمس عن زوبوتكا قوله إن هذه العقوبات «ستؤدي بلا شك إلى تدهور الوضع الاقتصادي في روسيا لكنها لن يكون لها تأثيرعلى السلوك السياسي لروسيا حيال أوكرانيا». ودعا زوبوتكا إلى إجراء حوار سياسي مع قادة الكرملين، مطالبا بالعمل على الحيلولة دون نشوء «ستار حديدي جديد» في أوروبا من خلال أوكرانيا. ودعت روسيا الغرب إلى دعم جهود الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لإحلال السلام في شرق أوكرانيا. وفي مقابلة مع محطة تي دبليو زد التلفزيونية الروسية، قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أمس:«نحن بحاجة إلى أوكرانيا قوية ومزدهرة وصديقة». وأعرب لافروف عن رضاه عن الوضع الراهن في شرق أوكرانيا على الرغم من بعض الخروقات للهدنة المتفق عليها قبل أسبوع بين القوات الحكومية والانفصاليين شرقي الجمهورية السوفييتية السابقة.

في الوقت نفسه وصف لافروف السلام هناك بأنه «هش»، متهما الأقلية الأوكرانية في شرق البلاد بتمويل كتائب متطوعين يعتزمون معاودة القتال من جديد.

ميدانيا قال مراسل من رويترز إن دوي اطلاق نيران مدفعية سمع في الأحياء الشمالية في دونيتسك أكبر مدينة في شرق أوكرانيا أمس وتصاعد دخان أسود كثيف فوق المطار في أكبراختبارمنذ أيام لوقف هش لإطلاق النار في المنطقة.

وما زال مطار دونيتسك تحت سيطرة قوات الحكومة الأوكرانية في حين أن المدينة الصناعية واقعة تحت سيطرة انفصاليين موالين لروسيا.

وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق إن الانفصاليين أطلقوا النار على قواته أثناء الليل في منطقة المطار.